فدوى موسى

نسوة في النيل الأزرق


نسوة في النيل الأزرق
[JUSTIFY] في الربع الأخير للعام 7991م والأقدار تتموضع بي في ذلك المكان الجميل من بلادي.. جمال لم يخدمه نظام أو كيان.. أنه جمال الطبيعة التي تجعل الأجواء الخريفية في تلك القرى على جنبات النيل الأزرق مكاناً لتواجد سحنات مختلفة من البشر حاديهم ودافعهم للترابط تواجد هذا النيل في مكانهم الذي لم تستطع أي جهة في تفجير مياهه عبر المواسير والقنوات.. ليستريح أهل تلك القرى من مشكلة الحصول على الماء.. فكانت علاقة السكان المميزة أن تحمل نساء تلك القرى المياه على أكتافهن جيئةً وذهاباً طالت المسافة أم قصرت .. والرهق يأخذ من أنوثتهن الكثير ليجعل باطن كفوفهن أكثر تعضلاً وصلابةً.. وتبدو الواحدة منهن أكثر إجهادا وً أقرب للآلة أكثر من كونها كائن بشرى يتمتع بلحم ودم وعصب… وأنا أقطن في معسكر مشروع جنوب الروصيرص للتنمية الزراعية في قرية أبو قمي وعلى مقربة من البحر يتيح لي مستوي إرتفاع أرض المعسكر .. وعبر نافذة المكتب وعبر الحوش والاستراحة .. أن ألحظ النسوة وهنَّ يرِّدن الماء.. وتعظم عندهن المشقة لأنهن موعودات عند العودة للقطاطي وبيوت الطين الجالوص.. بالقيام بعمليات إعداد الطعام وأحياناً طحن الذرة خاصةً إن كانت الطاحونة معطوبةً.. أو توفد إليها أعداد كثيرة من طالبات الطحن.. ومن قبل وبعد ذلك هن مطالبات بالذهاب باكراً إلى (البِّلدات) للحرث أو الزرع أو الحصاد.. كما يقع على عاتقهن أيضاً الإشراف على زراعة «الجيراكات» حول القطاطي وبيوت الجالوص ..رغم ذلك الجهد الكبير الذي يبذلنه تظل حالتهن الإقتصادية متدنيةً جداً .. وكنت دائماً أحس بالأسى لجهودهن التي يتحصلن منها على عائدات محدودة وظروف إجتماعيةٍ لا ترقى إلى مستوى تعبهن وحراكهن وعرقهن وسرعان ما تخطر لي دون شدٍ أو جذب ذهني أن أقنع بمعرفة ذلك الوضع على علاته للمنطقة ككل.. ولمنظومة القرى في تلك النواحي.

٭ آخر الكلام

… وتظل خواطري متجهة إليهن وهن يقمن من وحل التعب ليقعن في مجهود عظيم مقابل سد الرمق وحفظ الحياة والتناسل.. حفظكن الّله نساء النيل الأزرق في تلك القرى وأعانكن.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]