علاج للأبدان والاقتصاد
من أغرب الأشياء في العالم العربي أن الأدوية التي تنتجها شركات ذات سمعة عالية تخضع للرقابة الصارمة قبل وأثناء بيعها للجمهور، ويا ويل الصيدلية التي تبيع أدوية لا تسمح بتداولها هيئات الرقابة الصيدلانية، ولكن الحبل متروك على الغارب، لمن يبيعون «الهوا تحت مسمى الدوا»، بل إن الصحف تتبارى لاستضافتهم ومحاورتهم، فهذا لديه خلطة عشبية تصلح لعلاج البواسير وتسليك المواسير، وإذا أضفت إليها مخلفات البعير فإنها تداوي التهاب القولون، ومفعولها في تنظيف الأسنان أفضل من المعجون، وقبل نحو أسبوع نشرت الصحف السودانية إعلانا سيسهم في حل معظم المشكلات المالية للبلاد، لأنه يتحدث عن خبير مغربي يعالج الإيدز والتهاب الكبد ايه وبي وسي ودبليو سي والأمراض الجلدية والكلى وانسداد الشرايين، والسكري وارتفاع ضغط الدم والإمساك والإسهال والربو، وكل مرض يصاب به بنو البشر والبقر، ولهذا فلن يحتاج سوداني الى السفر إلى الخارج حاملا معه آلاف الدولارات، بل سيذهب إلى ذلك الخبير ويعطيه بعض التبن المعجون بكريم نيفيا وبعد أسبوعين أو شهر يستطيع ان يدخل مجال المصارعة او الملاكمة.. والأهم من كل ذلك ان العرب والخواجات والآسيويين والهنود الحمر والاسكيمو سيتوافدون على السودان للحصول على الدواء الناجع لكل مرض فاجع، حاملين معهم الدنانير والدوالير (جمع تكسير للدولار عندما يستخدمه من يستحق لقب حمار)، وكان توقيت نشر الإعلان ذكيا لأنه جاء مع قرار تعويم الجنيه السوداني وهو عملة لا تجيد السباحة وقد غرقت حتى أذنيها، وقد أدى القرار فعليا إلى خفض قيمة الجنيه بنسبة ١٠٠% وكان خلال الأعوام الماضية قد انخفض تدريجيا بنسبة ٦٥٣%.
الأهم من كل ذلك أن إعلان المعجزة الطبية حمل بشرى خاصة للرجال، فقد أعاد طرح جهاز الساموراي، الذي يغني الرجل عن الفياغرا والسياليس والليفترا، وهي أدوية التحفيز الجنسي المعتمدة دوليا.. والساموراي أصلا هو السيف الياباني التقليدي، ومن الواضح ان استخدامه كعلاج للضعف الجنسي عند الرجال اكتشاف سوداني محض، لأنني – وبرغم أنني صحفي أطالع معظم صحف العالم – لم أسمع به إلا في السودان، وكان الترويج له قد بدأ في الخرطوم قبل ثلاثة أعوام، وخلال حوار أجرته معي إذاعة «ساهرون» التابعة لقوات الشرطة السودانية، تحدّيت صاحب الساموراي أن يثبت أمام شهود فعالية الجهاز أمام محكمة بعد أن يتقدم بشكوى قضائية ضدي من منطلق أنني أجزم (ولست أزعم) أن الساموراي الذي يسوق له فشوش وفشنك (والفشنك هو الطلقة الخالية من الرصاص).
وطبعا لا يمكن ان يتجاهل سوق الطب البليد (حاولت أن أكتب الطب البديل ولكن الكمبيوتر عصلج وركب رأسه وغيّر مواقع الحروف في تلك الكلمة).. المهم أنه لم يتجاهل النساء، ففي البقالات وبعض الصيدليات أقراص لـ«التسمين»، وهي تخص البنات اللواتي مارسن تجويع النفس حتى تحولن إلى هياكل عظمية، ثم انتبهن إلى ان جمال جسم المرأة يتطلب وجود بعض اللحم هنا وهناك، فجاءت أقراص التسمين حلاً لتلك المشكلة، وتقول الإعلانات إن الفتاة تستطيع ان تكسب ١٠ كيلو من اللحم المربرب خلال شهر، بينما تقول تقارير صحفية إن للأقراص بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل الفشل الكلوي وانسداد الشرايين وفقدان الرغبة كليا في الأكل، وما حاجتنا الى الأكل في وجود أقراص تقوم مقامه، بل إن تلك الأقراص ستحلّ مشكلات المجاعة، وعلى ذمة من يروجون لها فالطفل ابن العشر السنوات والذي يبلغ وزنه خمسة كيلوجرامات بسبب سوء التغذية يكسب ١٠ كيلو إضافية ثم يموت وهو «مالي هدومه».
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
الطب البديل أو البليد كما تحب أن تذكر .. له أناسه المتخصصون و الخبراء فيه .. ولكن المشكلة أن هناك من دخل بهدف الربحية وهو من غير المتخصصين و أساؤا له و لأهله !!!!؟؟؟ لا أنكر بأن العلاج الشعبي أو البديل أو البليد إن أحببت قد يكون غير ناجع في بعض الأحوال .. ولكن هناك أناس متخصصين فيه و أذكر على سبيل المثال بروفيسور أ.د _ جابر القحطاني أستاذ في علم العقاقير عندنا في السعودية وهو في الحقيقة من النوابغ والأعلام في علم الطب البديل والشعبي .. تحياتي لك أيها العبقري و شكراً .
لا شك فى وجود منافع وعلاجات من الامراض باستعمال الاعشاب والانساب قبل ان يعرف الادوية المصنعة كان يعتمد على الاعشاب والادوية فى مكوناتها من الاعشاب والان دخل كثير من الدجالين على سوق الاعشاب وموجودين فى كل الدول خاصة فى الدول العربية والسودان ليس استثناء وهذا المغربى عند ما كسد بضاعته فى بلده اتى الى السودان والسودانى بطبعه يصدق اى عربى ويستضيفه وفى بعض الدول العربية ادوية الاعشاب لها فضائيات ومروجين فلسنا وحدنا فى الساحة يا ابو الجعافر