نور الدين مدني

لاعاش من يفرقنا


لاعاش من يفرقنا
*اكتب اليوم للمواطن السوداني الذي كان يعمل معنا في (السوداني) وفارقنا مضطرا الى وطنه الجديد دولة جنوب السودان وودعناه في احتفال مشهود اكتب لامانويل لاقول له ولكل القراء الاعزاء الذين لم افارقهم ولم تفارق عيونهم حروف كلماتي التي احاول عبرها التعبير عنهم ولادارة السوداني التي لم تقصر معي وهي تمنحني هذه الاجازة الرحيبة ولكل من يهمه الامر.
*اكتب لامانويل الذي نبهني ذات يوم وهو العامل البسيط لاكتب كلامي بدلا من (كلام الناس) الذي اكتبه كل يوم واقول له ان كلامي هو كلامه وكلامكم كلكم ولاؤكد له ولكم من على البعد انني لم افارقكم ولن افارقكم مهما فرقتنا ظروف الحياة ومشاغلها رغم كل عوامل الازمنة والامكنة .
*اكتب لكم جميعا للذين افتقدوا وجودي بينهم وطوقوني بمشاعرهم الطيبة التي لم تفارقني ايضا واكتب للذين حرضوني على البقاء في استراليا بعد ان وجدت الفرصة للخروج من اجواء المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية وتفاقمها المطرد اكتب ايضا للذين ظلموني واتهموني مسبقا بانني هربت بجلدي لارطب بعيدا عن الهموم والسموم وسخانة الجو والجيب والراس بالطبع .
*اكتب ايضا لكل الذين احتفوا بي في سدني والادالا وكامبري وملبورن وطوقوني بكرمهم ومازلوا فتحوا لي قلوبهم قبل منازلهم واكتب الى اسرة ابنتي هنا التي مازالت تحرضني على البقاء معهم .
*اكتب لقراء ( السوداني) الذين ـ بفضل من الله الرحمن الرحيم ـ بهم اتنفس ومعهم ومن اجلهم احمل قلمي على كتفي وانا اكثر حرصا على تحمل مسؤولياتي تجاههم خاصة اولئك الذين مازلوا قابضين على جمر الواقع وهم يتحملون مسؤولياتهم في الداخل لاقول لكم جميعا ـ كما سبق واعلنت عند بدء الاجازة ـ انني في اجازة ادارية ولكنني لن اغادر موقعي في (السوداني) وفي السودان الباقي ما دام في العمر بقية ولدي ارادة وامل.
*صحيح انني استمتعت باجازة جميلةلكن مازالت عندي مساحة من الفترة الممنوحة لي في استراليا.. ارجو ان تسمحوا لي بتمضيتها هنا ..خاصة ان هناك مناطق لم ازرها حتى الان واخشى ما اخشاه ان يحول البرد الذي بدا يشتد دون زيارتي لها.
*ساشرككم كما عودتكم قدر ما استطيع واقدم لكم مشاهد اخرى من حياة السودانيين هنا قبل ان اعود لكم حسيا بمشيئة الله عقب انقضاء الفترة الممنوحة لبقائي في استراليا التي اوشكت على الانتهاء.
*اليكم جميعا اجدد العهد معكم واقيف وسط العالم واقول : لاعاش من يفرقنا .

كلام الناس – السوداني