فيسبوك

شمائل النور : نادية عثمان مختار إنسانة جمعت كل طيب وجميل،كأنما اختارت نفسها كاملاً،نقية،نقية للدرجة التي تجعلك تشك أنها غير حقيقية

لم تكن الراحلة نادية عثمان مجرد زميلة إعلامية أو صحفية لكل من في الوسط،بل هي كانت إنسانة قبل كل ذلك،كل الذين يعرفونها يدركون منذ الوهلة الأولى في التعامل معها أنها إنسانة تختلف عن الآخرين تماماً،إنسانة جمعت كل طيب وجميل،كأنما اختارت نفسها كاملاً،نقية،نقية للدرجة التي تجعلك تشك أنها غير حقيقية إلا حينما تحتك بها،بشوشة،مبتسمة في أحلك الظروف،متفائلة في كل الأحوال،كانت على يقين أن الفرح آت للوطن لا محالة،كانت ترقد على درجات نادرة من الإيمان واليقين جعلها محبة جداً للحياة لدرجة قلما توجد عند أغلبية البشر،وفي ذات الوقت الحياة لا قيمة لها،حال تعكر الصفو،”الدنيا دي فيها شنو” عبارة كانت ترددها نادية كثيراً في أي وقت وقع احتكاك في نقاش مع الزملاء وصل مرحلة الغضب،كانت تُجيد دور المُرشد والمُصلح والناصح وكل شيء يقود للخير،خيّرة،مهمومة بوطنها وأهلها وأصدقائها وحتى من عرفتهم للحظة،كانت تحمل همهم،وبصدق.
لعلي أحاول أن أفسر سر “خلطة” نادية في الحياة،نادية كانت تجعل لكل الأشخاص مساحات متساوية في نفسها،للدرجة التي تجعل كل شخص يشعر بأنه شخص خاص لديها،ولكل خصوصيته عندها،لم تكن تميل لأي نوع من الاحتكاكات التي تعكر الصفو بين الزملاء حتى على مستوى النقاشات التي تدور بين الزملاء،كانت سباقة لتلطيف الأجواء وإعادة الأمور ،وكانت لديها المقدرة الفائقة على ذلك،حريصة جداً على حفظ الود بشكل لا يُصدق،قبولها عند الجميع وحبهم لها جعل منها ايقونة فريدة،ايقونة لكل الناس.
قبل أيام معدودة رفعت الراحلة صورة لأبنتها على صفحتها في موقع فيسبووك،وكتبت عليها كلمات اختارتها لتعبر بها عن علاقتها النوعية مع إبنتها ومدى حبها لها،كانت هذه الصورة المصحوبة بالكلمات حالة أمومة مختلفة،جذبت الكثيرين،ولعلهم في حالة من الإعجاب اللامتناهي بهذه العلاقة التي تجاوزت معاني الأمومة الكبيرة لتنزل إلى حالة صداقة حميمة نادرة،توقفت كثيراً وحقيقة تفاجأت،وكأنما أحسست ان نادية كانت تريد أن تقول شيئاً ما لم تستطع التعبير عنه بشكل نفهمه جميعاً،كانت باختصار تقول أن أغلى ما لديها في الحياة إبنتها،اللهم ألهم إبنتها الصبر والسلوان،فالفاجعة أكبر من قلبك.
هنيئاً لك نادية كل هذا الحب وأنت تستحقينه وأكثر،والحزن كله لنا،نبكيك اليوم ونحن أقرب لعدم استيعاب الفاجعة،نحن لا نستوعب أن يصيبك مكروه فما بال الفراق الأبدي..لكنه الموت لا يستأذن ولا إلفة معه مهما تكرر..ارقدي بسلام أيتها النقية،ارقدي والحب يحيط قبرك،ارقدي والحزن لنا والصبر لإبنتك،ومهما كتبنا لن نقدر أن نعطيك ما تستحقين عبر الكلمات في أمان الله كما كنت تقولين،وما في القلب في القلب.
شمائل النور

‫6 تعليقات

  1. يا بت النور

    قولي ” فليرحمها الله ويسكنها فسيح جناته ” أو أي عبارة مما يرد فيه رحمة الله

    ولا تقولي : ..[B]ارقدي بسلام[/B] ….فهي مسلمة موحدة وهذه العبارة يقولها المسيحيون

  2. لها الرحمة ولالها ومعارفها وذويها الصبر وحسن العزاء … إنا لله وإنا إليه راجعون …

  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    نسأل الله لها الرحمة و المغفرة و جزاك الله خيراً فهي عند ربها و اذكروا محاسن موتاكم بس يا اخوة ارجو عدم السب و ذكر السؤ و الله لانعرفها فقط مجرد انسانة راجية رحمة ربها