عبد اللطيف البوني

سمعت شفت جابوه لي


[JUSTIFY]
سمعت شفت جابوه لي
(1 )
ابوكم مين؟
مرت علينا الجمعة الماضية ذكرى انقلاب(ثورة) مايو ففي ذلك اليوم قبل43 عاما فتح اهل السودان آذانهم على صوت العقيد جعفر محمد نميري وهو يقول لهم إن جيش البلاد استلم الحكم ليخلص البلاد من حكم الرجعية الى الأبد ويضعها في يد القوى التقدمية التي أشعلت ثورة أكتوبر التي أجهضتها الرجعية أو كما قال.
سألت طلابي في الجامعة إن كانوا يعرفون مصطلحات مثل التقدمية والرجعية فوجدتهم مسطحين للطيش في هذا الأمر عليه أدركت الصعوبة التي يمكن أن نقيم بها مايو لأولاد الزمن دا وبالتالي سيكون حديثنا معها نوعا من حوار ذات مع جيل الكهول والشيوخ إذ منهم من يرى أن النميري قد أضاع فرص كبيرة للسودان ومنهم من يرى أنه كارثة حلت بالسودان ومنهم من يرى أنه كان أفضل حاكم مر على السودان (الياس الأمين) في كل الأحوال سوف نتفق على ان نميري كان مايو ومايو كانت النميري بمعنى أنه كان هو الذي حكم السودان طوال فترة مايو (25 مايو 1969 الى 5 ابريل 1985 ) فنحن من الجيل الذي تم تلقينه في المدارس بالهتاف (ابو كم مين ؟ فنجيب (نميري) وفي الثانوي هتفنا ضده (لن يحكمنا طيش حنتوب) وفي الجامعة هتفنا (لن ترتاح ياسفاح) لقد آن الأوان أن ندرس نميري او مايو دارسة موضوعية بغض النظر عما كان قبلها ثم ماحدث بعدها دراسة تستنبط معاييرها من داخلها فهل هناك من فعل هذا او من في نيته أن يفعل ؟
(2 )
دايرين كامب ديفيد
الغارات او التفجيرات او الصواريخ الاسرائيلية (ماحدي عارف حتى الآن الحصل بالضبط) وبرضو تقول لي حانرد في الوقت المناسب. المهم في الأمر أن تلك الهجمات الاسرائيلية على شرق السودان وقعت اثنتان منها على سيارات في غاية الفخامة وهما السوناتا والبرادو عليه يجب أن ينصح أهلنا في بورتسودان وما جاورها أن يرجعوا للعربات الهكر مثل البكاسي 78 والمازدات والذي منه. هذه واحدة؛ أما الثانية يجب علينا في السودان أن نرحب بمثل هذه الاعتداءات الاسرائيلية لأنها جعلت منا دولة مواجهة لعدو شرس وكبير وحقيقي فبدلا من اللف والدوران جاءتنا بالدرب العديل فهذا أفيد لنا من العداءات عبر الدول الافريقية والعربية ألم يقل شاعرنا (أكان سرقنا بنسرق جمل وأكان عشقنا بنعشق قمر) ونكمل الناقصة بالقول وأكان (عادينا بنعادي بطل) فإسرائيل مع كراهيتنا لها إلا أننا لا يمكن بأي حال من الأحوال ان ننكر أنها الآن هي التي تسير العالم ومن خلال امريكا والغرب طيب ياجماعة الخير كل دول المواجهة العربية تفاوضت مع اسرائيل فمصر وقعت مها كامب ديفيد والاردن وادي عربة وسوريا تمشي اتنين وترجع ثلاثة نحوها الى أن لحقت امات طه وحتى الفلسطينيين أسياد الجلد والراس فاوضوها في اوسلو ومدريد وواشنطون الى أن تحصلوا منها على حكم ذاتي منزوع الأنياب في الضفة والقطاع.. (وتيّب) ,,,نحن منتظرين شنو؟ ياجماعة خلونا من امبيكي واديس أببا والذي منه وامشوا للفيل عديل.
(3 )
أولاد الذين وقعوا
جاء في الأخبار أنه قد تم اكتشاف كميات تجارية من النفط في شرق افريقيا وبالتحديد في كينيا ويوغندا وتنزانيا من القلب نقول لهم الف مبروك وإن شاء الله ينقب ويكرر ويصدر في عزكم فأنتم الآن مرتاحين ولم تكتفوا بالفرجة علينا فيوغندا تكيد لنا وكينيا عاملة فيها واسطة وسيبموبيا وتنزانيا تحمس في النار من بعيد لكن بعد النفط سوف تصبحون هدفا للغرب سوف تتفجر الصراعات القبلية والإثنية والمناطقية سوف يستعر التنافس لا بل الصراع على السلطة وسوف يسمع العالم من جديد بالماو ماو والكباكا وتنجانقيا وسوف يظهر الصراع الامريكي الفرنسي والامريكي البريطاني، سوف تشتعل النيران في كل مكان، سوف يحارب كيباكي اودينقا سوف يظهر لموسيفني (اب راسا ماكن) كباكا ليهو ضل سوف تملي خزائن الغرب بأموال الحكام الخاصة، سوف تتركون زراعة البن والمطاط والكاكاو والذي منه، سوف تصل نيرانكم الى جوبا وشوية براميلها وساعتها سوف نتفرج عليكم ونعمل ليكم فيها بتوع واسطة أخر. بينوموبيا هذا على وزن سيموبيا كما تفعلون الآن.. قال بترول قال.
(4 )
ياود ملوك الفونج
الدكتور منصور يوسف العجب سياسي مخضرم وأستاذ جامعي وسليل أسرة قيادية تقيليدية كبيرة جدا ومشهورة جدا. دخل الجمعية التأسيسية في انتخابات 1986 انطلاقا من قاعدة تقيليدية قوية ولكنه داخل الجمعية كان من الجداثيين وكان أقرب للنفس اليساري رغم طلاقاته التي كان يطلقها أثناء حديثه في الجمعية. بعد الإنقاذ أصبح عضوا فاعلا في تجمع المعارضة. أنا شخصيا كنت أسمع عنه في فترات متباعدة قبل أيام سمعت أنه نفى خروجه عن الحكومة وأنه في لندن بهدف العلاج (نسأل الله له المعافاة) فسألت أين منصور العجب في الحكومة الحالية ؟ فقيل لي إنه وزير دولة بوزارة الخارجية, يعني مع كرتي. فسألت كيف دخل الحكومة فقيل لي إنه دخلها مع الاتحادي الأصل أي أنه أعطي المنصب في قائمة مولانا الميرغني. أها وبطريقة منصور في الجمعية (على الطلاق ما كنت عارف دا كلو) معقولة بس ياجماعة منصور العجب الذي كان يهز دنيا السياسة بتصريحاته النارية وآرائه الاقتصادية السديدة يتسلل الى الحكومة تسللا وفي موقع هامشي؟ شنو يازعيم ,,, الكبر حصل ولاشنو؟ أكاد لا أصدق والله العظيم.
(5 )
دار الوثائق الجديدة
أتابع باهتمام شديد حلقات الأستاذ الطاهر التوم مع السفير ورجل المخابرات السابق علي السيد ، وكذلك حلقات الاستاذ عمر الجزلي مع ضباط الشرطة ووزير الداخلية السابق الفريق عباس مدني وجاء اللقاءان متزامنين الأول في النيل الأزرق والثاني في التلفزيون الاتحادي وكلاهما كان حديثه منصبا على فترة عمله مع النميري ولا شك أن هذا يشكل طفرة كبيرة في العمل التلفزيوني فقد كان التلفزيون عندنا ومازال هو شاشة سياسية آنية ومع شوية ترفيه هذا في حالة الاتحادي والعكس في حالة النيل الأزرق أما أن يكرس وقتا للتوثيق فهذا أمر جديد على تلفزيوناتنا ,أن يخرج التاريخ من الكتب والرسائل الجامعية المركونة في أرفف المكتبات ويدخل الشاشات ويتابعه الكافة إلا من أبى أمر جدير بالاحتفاء لأن تنمية الحس التاريخي أمر مطلوب كما أن الفترة التي تناولها الضيفان مازالت في الأضابير وذاكرة البشر ولم تتناولها كتب التاريخ بعد هذا بالإضافة إلى أن الرجلين كانا يشغلان مناصب في غاية الحساسية تكتنف طبيعتها السرية والغموض فحتى الذين عايشوا تلك الحقبة لا يدركون خبايا الداخلية والأمن في عهد مايو. من الأعماق نتمنى أن تتواصل مثل هذه الأعمال الكبيرة وبأعجل ما تيسر لأن الزمن يلاحق الجميع.
(6 )
وتبكي ياوطن
يبدو أن تأثير الأغنية- أي أغنية- لا يتحكم فيه جودة الأغنية من حيث الكلمات واللحن والأداء فقط إنما تتحكم فيه بصورة خاصة الحالة النفسية للمتلقي فأغنية تسمعها عشرات المرات وتستمتع بها وتترنم مع مغنيها إذا كنت وحدك وقد تملأك شجنا ولكن تسمعها في وقت آخر وتمر عليها مرور الكرام ففي صباح الجمعة الماضية كنت على سفر خارج السودان وبعد أن ستفت شنطتي استلقيت على السرير لأمضي دقائق قبل وقت مغادرتي المنزل فأدرت مؤشر التلفزيون وكان بائتا على قناة النيل الأزرق فوجدت المذيع شيبة يقدم فنانا اسمه وليد جوبا تحول اسمه بعد الانفصال الى وليد الأسمر فغنى بصوت شجي أغنية ياوطني يابلد أحبابي في وجودي أريدك وغيابي وهي أغنية أقدم من حبوبته وكان صوته مليئاً بالشجن أو هكذا خيل لي لأنني كنت على سفر فاندمجت معه لا بل ذبت في الأغنية رغم أنني سمعتها من قبل عشرات إن لم يكن مئات المرات وقد أكون حافظا لها فخيل لي أنني أسمعها لأول مرة وأشهد الله أن الدموع طفرت من عيني عندما صدح قائلا (كانت أيام ياوطني زي الأحلام ياوطني) وبدا لي أن الشاعر نفسه كان قد بكى في ذات المقطع لأنه تحول من مقرر معجب (يالخرطوم يالعندي جمالك جنة رضوان …) طفرت الذكريات من وجدانه فتحول من العام للخاص جدا ولم يقف سيل دموعي إلا بنداء المنادي أن العربة بالباب.
(7 )
من يقنع الديك
المعلوم أن الرجل-مطلق الرجل- عندما يتقدم به العمر كل شيء فيه يضمحل ويضعف أقصد قواه وعناصر جسمه العضوية إلا البروستات فهي الوحيدة التي تكبر وتتضخم وفي كثير من الأحيان يضطر الرجل للخضوع الى عملية جراحية لإزالتها طبعا هذا عندما تتورم وتؤثر على مجرى البول كما أنها قابلة للسرطنة ولكن على حسب ما يقول الأطباء إن سرطانها لا ينتشر بسهولة في بقية الجسم ولعل هذا من لطف الله بنا, لذلك عندما تتجاوز أعمار الرجال العقد السابع والثامن وأحيانا أقل في العقد السادس يخضعون لعملية بروستاتا ولكن أحد أعمامنا يصر أن خضوع الرجل لعلمية إزالة البروستاتا يرجع الى أن زوجته تقدم بها العمر فتوقف عنها الحيض فما أن يقال له فلان أجرى عملية بروستات إلا كان ردة فعله جاهزة (مالازم شوف مرته قاطعة من متين؟) ثم يردف قائلا (ما قلنا ليكم المرة لمن تقطع بتعمل سخانة بول وتدخل راجلها العملية) أما الحل عنده فهو (يشوف واحدة صغيرة).
(8 )
تحرير الكرة السودانية
أتابع بارتياح شديد الهجوم المكثف الذي يتعرض له لاعبو الكرة المحترفين الأجانب في الأندية السودانية والذين قالت عنهم الأستاذة فاطمة الصادق كلهم مواسير 24 بوصة ولم تستثني مهم أحدا في الهلال او المريخ . كل الأقلام الموضوعية لم تترك لهؤلاء المحترفين صفحة يرقدون عليها ولعمري إن هذه ثقافة جديدة يطلبها الواقع وبإلحاح شديد ولا أظن أن متابعا لشأن الكرة في السودان يمكنه أن يشير لنا للاعب واحد أجنبي استطاع أن يترك بصمة في الفريق الذي استجلبه لا بل كانوا كلهم هما وغما عليه وإذا وضعنا في الاعتبار التكلفة العالية وبموجب العقودات الكبيرة التي استقدموا بها سوف يصبح الأمر ميتة وخراب ديار فالشغلانة كلها عبارة عن سماسرة عالميين ومحليين وجهات مأجورة أخرى فمن فضلكم فضوها سيرة ثم ضعوا القوانين التي تكفهم عنا وعقبال المواسير المحلية ثم الأجهزة الفنية المكلفة حتى ترجع الكرة السودانية سيرتها الأولى كاسات مافي لكن خسارة برضو مافي.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]


تعليق واحد