فيسبوك

فيصل القاسم : يكفي أن يكون في أي بلد فصيل صغير يشعر بالظلم كي يحول حياة البلاد والعباد إلى جحيم


قلناها قبل أكثر من عام، ونكررها الان، فلا منتصر في الصراعات الأهلية، فالجميع خاسر.
وفي البلدان التي تتكون من موزاييك عرقي وطائفي ومذهبي وقبلي، من الجنون أن يعلن طرف الانتصار على طرف حتى لو استطاع إلى ذلك سبيلاً، فهذه وصفة لخراب الأوطان وتدميرها. ولعلنا نتذكر “الانتصار” الذي أعلنه العراقيون الجدد على النظام القديم. فهل استقر العراق علة أيدي “المنتصرين” بعد أكثر من عشرة أعوام على الانتصار المزعوم؟ بالطبع لا، فما زال “المنتصرون” المزعومون مزروبين فيما يسمى بالمنطقة الخضراء، ناهيك عن أن العراق تحول إلى ما يشبه الدولة الفاشلة. لماذا؟ لأن بلداً مثل العراق وسورية لا يمكن ولا يجب لطرف أن يهيمن على باقي الأطراف. ولو نجح لفترة، فسيأتي اليوم الذي تنتهي الهيمنة بضغط شعبي حتى بعد عشرات السنين. إذاً، كما قلنا قبل أكثر من سنة، فالحل الأمثل أن تخرج كل مكونات البلاد منتصرة، وأن لا يشعر طرف بأنه مغبون، فيكفي أن يكون في أي بلد فصيل صغير يشعر بالظلم كي يحول حياة البلاد والعباد إلى جحيم. التوافق، وليس الانتصار هو الحل الأنجع للصراعات الأهلية متعددة الأطراف. فهل من عاقلين من كل الأطراف؟
فيسبوك : فيصل القاسم

تعليق واحد