نور الدين مدني

القضية ما قضية فيصل

القضية ما قضية فيصل
*الصحف رئة الشعب التي يتنفس بها ولكي تكون معبرة عن همومه واحلامه وتطلعاته ومدافعة عن حقوقه تحتاج الى مناخ صحي معافى اهم شروطه حرية التعبير والنشر وعدم ملاحقة الصحفيين في قضايا نشر.
*نقول هذا بمناسبة القرار العادل لمحكمة الخرطوم بحري الجنائية برئاسة القاضي صابرالذي تم بموجبه تبرئة زميلنا الصحفي فيصل محمد صالح من التهم التي وجهها له جهاز الامن والمخابرات الوطني في قضية رأي في المقام الاول نتفق او نختلف معه لا يهم لكننا ندافع عن حقه وحق كل صحفي او اي مواطن في ابداء رأيه دون ان يتعرض للمساءلة والملاحقة.
*في رأيي القضية ليست قضية فيصل الذي استحق كل التضامن الذي وجده من الصحفيين والاعلاميين والحقوقيين ومن كل المعنيين بحرية الصحافة والصحفيين و نأمل ان تكون هذه آخر الملاحقات له او لغيره من الصحفيين لان القضية قضية مستقبل الصحافة التي باتت مهددة في مقتل في ظل الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية الحالية.
*هناك تحديات حقيقية تهدد مستقبل الصحافة من بينها تفاقم ازمة مدخلات الطباعة المتزايدة بصورة مزعجة الامر الذي اثر سلبا على الصحافة والصحفيين بالطبع وهناك مهدد اخر يتمثل في التضييق على الحريات الصحفية ومنع بعض الصحفيين من الكتابة لان ذلك يضعف الاداء الصحفي ويحول دون اداء واجب الصحافة والصحفيين تجاه قضايا الوطن والمواطنين ويجعل الصحف عاجزة عن المنافسة الايجابية وسط الرأي العام.
*لذلك لابد من معالجة متكاملة لانقاذ الصحافة من النفق المظلم الذي حشرت فيه معالجة اقتصادية ضرورية لمحاصرة تصاعد اسعار مدخلات الطباعة وصناعة الصحافة الى جانب الاولوية القصوى في معالجة انفلات الاسعارالضرورية في الحياة العامة لانه لايكفي زيادة اسعار الاعلان المقترحة وانما لابد من الالتزام بالتسهيلات الواجبة على الحكومة الالتزام بها للحد من الضغوط الاقتصادية على المؤسسات الصحفية.
* المعالجة الاخرى المطروحة من قبل الحكومة بدمج بعض الصحف كما حدث من قبل لن تؤتي اكلها فقد فشلت ليس فقط في صحف الانقاذ التي تعرضت لاكثر من عملية دمج واحلال وابدال وانما حتى تجربة الشراكة الذكية الشهيرة التي تم بوجبها دمج ثلاث صحف هي الصحافة والحرية والصحافي الدولي تعثرت ايضا دون ان تحقق تطلعات من تبنوها.
*تبقى المعالجة الاهم الى جانب المعالجة الاقتصادية وهي ضرورة تامين حقوق الصحفيين خاصة حقهم في التعبير والنشر وتناول كل ما يجري في الساحة بمختلف صنوف العمل التحريري بلا حجر او حظر او تعتيم متعمد اضافة لحماية حقوقهم واستحقاقاتهم المادية اللصيقة الصلة بازدهار الصحافة وانتعاشها وتنمية مواردها التي تتأثر بدرجة الحرية المهمة لها للمنافسة الايجابية وسط الرأي العام الذي يريد ان يجد نبضه في الصحافة الحرة التي تعبر عن همومه وتطلعاته واحلامه ورؤاه للمستقبل الافضل.

كلام الناس – السوداني