فدوى موسى

مليت يا…!

مليت يا…!
[JUSTIFY] بدون استئذان،، ودون طرق الباب يزاحمنا الملل كثيراً بدعوى رتابة الحياة،، وسماجتها فنجد أنفسنا في حالة نفسية غارقة في الضيق والتأفف.. نتفنن في شكوانا منه ويتفنن الآخرون في وصفات العلاج… شكوت لصديقتي «ذاك اليوم» الحالة التي حاصرتني منه فقالت على الفور وهي التي تجيد الحلول الجاهزة الباردة «يا زولة أعملي نيولوك تطرد حالة الزهج مباشرةً دون أي تردد».. فقلت لها «أقول ليك قوله براي بفك زهجي ومللي».. «كيف».. «أرجع لبرنامجي القديم اللف وسط المستشفيات والإكتفاء باحساس أنني أملك ما يبحث عنه الآخرون !! كيف لا أقدر قيمة الصحة التي يبحث عنها البعض في شهقة أوكسجين.. يا زوله الملل دا بطير مننا ساي».. والأصل أن الغلو في إتباع وتيرة حياة واحدة ربما يكون وراء الملل والزهج… والشيء المتعارف عليه الآن الملل أصبح لازمة من اللوازم النفسية والإجتماعية لضبابية الكثير من وقائع الحياة ،، وخلو التفاصيل من الروحانيات التي تملأ جنبات وزوايا الأرواح ،، وتحلق بها عندما تضيق فسحة الواقع المعاش… وهذا بالتأكيد لا يعني أن هناك من لا يقع تحت طائلة هذه الآفة لأن حالة الإعتقاد ولو على الروحانيات ربما تولد داخل النفس البشرية المعقدة الحالة للشائعة وكلنا نتفاجأ عندما يذهب البعض إلى أن الملل مرض عضوي ولا يثبتون ذلك بالدلائل القاطعة.

فالشيء المعروف أن الإحساس النفسي المنحرف هو أقرب للحالات المرضية العضوية.. فالروح تحتاج لإمدادات غذائية متقدة العناصر تمد شرايين وأعصاب الأنفس للاستزادة من غذاء ملكات الإنسانية من ذات عليا عظمى تعرف خبايا الأنفس ،، وما تطوي السرائر،، وهذا الإدراك لا يتم إلا بإطمئنان القلوب تجاه بارئها لأنها بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء،، ولنا وقفةٌ مع هذه الأبيات الداعية للتفاؤل والإصطبار:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج.. أبشر فان الفارج الله

اليأس يقطع أحياناً بصاحبه.. لا تيأس فأن الكافي الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة.. لا تجز عن فان الصانع الله

إذا أبتليت فثق بالله وأرض به.. إن الذي يكشف البلوى هو الله

والله مالك غير الله من أحد.. فحسبك الله في كل لك الله

٭ آخر الكلام:-

عندما لا نتحمل أنفسنا وتضيق علينا الدنيا بما رحبت.. لنا داخل أنفسنا أسرار ومفاتيح تقودنا لإدراك المطلوب وتحرير الإرادة والقفز فوق الإحساسات المهزومة البالية… فقط قليلٌ من الأمل وكثيرٌ من اليقين بالله.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]