إيناس أم «ولد عباس»
ليس من المستغرب – وإن كان من المستهجن – أن تقدم أسرة ما للعريس فتاة غير التي اختارها، ويكون هذا عادة عبر مقلب حسن السبك، مثل ان يقال للعريس «البنت خجولة وملتزمة وما تسمح لك او لغيرك يشوف وجهها إلا بعد الزواج.. بس هذه صورتها وقمنا بتهريبها من دون علمها».. ويقول عريس الغفلة: ما شاء الله عليها بنت منضبطة وجميلة وستكون نعم الزوجة.. ويدفع المهر ويقيم الولائم ويأتي اليوم الموعود، وفي غرفة يفوح منها عبير العنبر والعود يحاول كشف وجهها فتتمنع وتتدلل، ولكنه يقنعها برفق بأنهما زوجان «بالحلال»، وأنه لا تثريب عليها في الكشف عن كامل جسمها، وبعد أخذ وردّ يرفع النقاب الشفاف عن وجهها ثم يصيح: مين؟ سرحان عبدالبصير؟ طيب أين العروس التي اخترتها؟ هل من تقاليد عائلتكم يا بنت الناس أن تخضعوا العريس لفترة تجريبية مع شخصية من برنامج افتح يا سمسم مثل الضفدع كامل؟.. صراخ من جانب العريس وبكاء من جانب العروس، ثم يتّضح ان الفتاة الحلوة التي كان العريس قد أعجب بصورتها، لديها أخت حظها من الجمال مثل حظ هيفاء وهبي من الاحتشام، فقرر أهلها تدبيس العريس فيها من منطلق ان الأخت الحلوة لن تجد صعوبة في الحصول على عريس مناسب.. وبعد انكشاف الخديعة تأتي التوسلات: استرنا يا ابن العم.. هي فعلا شكلها يوحي بأنها مستنسخة من وحيد القرن ولكنها بنت طيبة وخدومة و… يصيح العريس: ولا كلمة.. بنتكم طالق وكلكم طالقون وردوا لي فلوسي بالكامل حتى قيمة المكالمات التي أجريتها معها لا بد ان تردوها لي كاملة.
تعلق قلب شاب يمني بواحدة اسمها إيناس، وكانت ملامحها تدل على أنها اسم على مسمى، أي كانت ذات ملامح «يأنس» لها القلب والعقل.. كان عمرها ١٨ سنة ومع هذا كانت عاقلة ورصينة وناضجة و«ننوسة»!! وبلا تردد تقدم لخطبتها ورحب به أهلها ومن فرط رغبته في الاقتران بها خطط صاحبنا للزواج بها خلال العطلة الصيفية المقبلة، وشرعا سويا في وضع الخطط والجداول الزمنية لمراسيم الزواج.. وفجأة وقبل ٣ أشهر من الموعد المحدد للزفاف اكتشف الشاب اليمني أن إيناس اختفت من الخريطة السكانية لليمن.. لم تهرب ولم تنتحر او تمُت ميتة طبيعية بل «اختفت».. نعم اختفت ولكن مكان وجودها كان معلوما لدى الجميع.. فقد أحست بآلام شديدة في أسفل البطن ونقلوها إلى مستشفى الثورة العام في صنعاء،.. سمع العريس المرتقب بالنبأ المزعج وتوجه إلى المستشفى وهناك دللاوه على الدكتور محمد الصرمي فسأله عن إيناس، فرد عليه الدكتور: تقصد جعفر عباس… انفجر الشاب غاضبا: ما أسمح لك تعمل مقارنة بين ننوستي وجعفر بتاع هذا ولو من باب المزاح.
وتنحى به الدكتور جانبا وقال له: خلاص يا ابني.. إيناس مفيش.. ماكو.. فنيش.. بح، جاءتنا تشكو من آلام واكتشفنا أن لديها ازدواج «جنسية»: من برّه أنثى ومن جوّه رجل، وعلمنا لها جراحة بسيطة وغادرت عالم الإناث وسنجري لها عملية أخرى بعد ٦ أشهر لتعزيز عناصر الرجولة فيها.. آسف..
لهذا لا بد للجميع من تأييد التشريعات التي طبقت مؤخرا في عدد من الدول الخليجية بإخضاع الراغبين في الزواج لفحص طبي كامل، كي لا تقضي الشهور متأهبا للزواج بـ«لولا» وتكتشف لاحقا أنها من فصيلة شعبولا!
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
( كي لا تقضي الشهور متأهبا للزواج بـ«لولا» وتكتشف لاحقا أنها من فصيلة شعبولا!)
أضحك الله سنك يا أستاذي العزيز .. فعلاً يجب أن يكون هناك فحص دقيق جداً للمقبلين على الزواج و خصوصاً إذا كانا الخطيبان من أقارب سواءاً من جهة الأعمام أو الأخوال .. تحياتي لك أيها المبدع و شكراً .
استوقفني الجزء الذي تحدثت فيه عن تغيير العروس ،فذاكرتي تختزن قصة تداولتها الألسن في فترة متقدمة من الزمان، أما المكان ففي قرية من شمال البلد الحبيب،فقد حدثت لشاب سافر من قريته طلبا للعيش ،يعني زي حالاتنا” مغترب” ولكن في العاصمة،وفي نزلة من نزلاته للبلد لقى بت العم كما تغنى ” وردي”رحمة الله عليه بقت في “عمر الزهور ..عمر الغرام..عمر المنى”وطوااالي خطبها،أهاا مش لملم قريشات العرس وجاء طيران..وفي ليلة العرس جابوووك يا العروس مغتغتة بقرمصيصك ، وطبعا أهله كووولهم مرصرصين حوله رجال وحريم وشفع،على قول ود المبارك “ورقصوا الحبايب حولنا” ومع خبتة الدلوكة وبداية الرقيص شال القرمصيص ، وكانت المفاجأة المؤلمة،غيروا العروس بأختها الكبيرة،عاين لأبوه ..الأبو طوااالي قال ليه …علي الطلاق ماتفتح خشمك ..هو المسكين مافتح خشمه ينضم ولكن فتحه من المفاجأة وأكيييد ماحيشيل ذنب طلاق أمه .
واتدبس تدبيسة أبدية متمثلا بقول المغني “رضيت بالقسمو لي ربي”، نعم قسمة الله بس بنوها الأهل وجلطوها جالوص .