فدوى موسى

شايتين وين؟!


شايتين وين؟!
[JUSTIFY] البلاد تتناوشها الضغوط والأزمات والكل تصيبه حالة تشويش عام.. وحالة الترقب والتوجس مما هو آتي تجرجر «الخلوق» إلى أقصى درجات الوجل.. فالأجواء المحتشدة حول الناس تعمل بمثابة نذير شؤمٍ «بكره رفع الدعم.. بكرة انفلات الاسعار اكثر.. بكره.. بكره.. بكره» حتى صارت أفكار الانتباه والتيقظ الأغلب على الإستكانة لساعات الراحة والنوم أو كما يقول البعض «حقو ما ننوم» لأن الفاصل بين اليوم والآخر أصبح مطية تحمل في حناياها كثير من لا معقولية الأوضاع والإنفراط.. إذا ما حاولنا العودة بالأشياء لمنطقية التفسير.. كيف يعقل ان تنوم على سعر معين لسلعة ما عند حد ما ويصبح لها سعر آخر وآخر في ليلة دون ضحاها من يستطيع ان يحجم هذا الانفلات ويحكم الرقابة ان كانت حتى «الحكومة» كثيرة التردد في قراراتها حيث لا تثبت على وضع واحد «وتركز عليه» الأمر الذي يعطي المسوغات للمتلاعبين في «التنطيط» حتى على حبائل السلع الأساسية دون المراعاة لما يحدثه ذلك من إنفراطٍ وانفكاكٍ لوثائق الحياة على حدود الضروريات.. «صديقتي» تصب جام غضبها على وزير المالية الذي أرى إنه «مزنوق زنقة الكديسه» كما كان يقول «جدي عليه رحمة الله» ودائماً ما أقول لها «يا عزيزتي» وزير المالية العتب ليس عليه إنما العتب على المنظومة التي تضعه في الواجهة في ظرفٍ دقيقٍ بالغ الحساسية فيمارس قدراته على هذا الوضع فتأتي على تلك الاحساسات السالبة، تجاه المعا لجات التي يعمد إليها في إدارته للموارد الشحيحة بعد ان «فكت أو جلت كرة البترول».. الذي ظل يطمئننا أن ذهابه لن يؤثر على الاقتصاد بشيء.. «فيا صديقتي» لا تلومي وزير المالية وحده الذي عليه الآن أن يعطي ذوي الحقوق حقوقهم.. فقد اعتمد المطالبون نافذة الإضراب بعد أن توصلهم إليها كحل أخير.. ها هم في جامعة الخرطوم يريدون حقوقهم.. وفي زالنجي هنا وهناك يغلقون الشوارع بحثاً عن دواء منقذ للحياة في العاصمة.. في الأبيض في.. في.. وهذا الوضع الذي يحتمل المزيد من الإنفراط لا يتطلب إلا أن يعطي كل ذي حقٍ حقه ولو من باب أنه الأوجب.. دع عنك ضرورة توفير المياه والكهرباء وغيرها من خدمات أساسية التي لا يسأل عنها وزيراً بعينه إنما منظومة الحكومة ككل ترافقاً مع الدولة.. «فيا صديقتي» الأزمة الآن تحاصر الجميع وتصنع الحكومة «ذات نفسها» في مطبٍ ودقداق ووحل.. وكل زنقات العبور التي إن لم تجد لها خارطة الطريق والملاذات الآمنة قادتها إلى السقوط في امتحان «عدم التآمر والإنضباط بأوامرها وإرشاداتها» فيا حكومتنا مزيد من التيقظ والصحيان فالأوضاع باتت متأهبة لأي حراك يستقصد الاستنفار المعاكس لك.. اقنعي المواطن بتوفر الخدمات ومعقولية الأسعار وسعة الصدور وإحترام الكرامة تجدي عندها الإحتمال الذي فاق العقدين من الزمان.

آخر الكلام:

إذا سلمنا أن التحرير سياسة دولتنا.. فلماذا لا يكون تحرير بضوابط يدلل على وجود المسيس حيث لا شيء مطلقاً في هذه الكونية إلا الَّله.. إلا الَّرب.. فعذراً وزير المالية الذي يزنق الشعب وتزنقه الأوضاع «اها شايتين وين»؟!
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]