فدوى موسى

الرَّحول عِزْ البِّيوت


الرَّحول عِزْ البِّيوت
[JUSTIFY] المقولة المشهورة حول البيوت في السودان «أن السودانيين يبنون البيوت ليسكنوا حولها» إشارة للمبيت والرقاد في الحوش تلك العادة السودانية الأصيلة والجميلة حيث فيها درجة من درجات الاستمتاع بالهواء الطبيعي.. ويبدو أن قساوة درجات الحرارة وتوفر مبردات الهواء للبعض حرمتهم من هذه الميزة الطبيعية… أو أن ظروف إضمحلال للمساحات الخالية بالمنازل والبيوت غيبت البعض عن هذه الأنواع من الرَّحول اليومي داخل حِوى المنازل.. وفي الخاطر «الحوش الكبير» والبدء في الَّرش والقش منذ العصر كعادة يومية واجبة عندما كانت الحيشان حدَّادي مدَّادي.. والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا ترتفع أسعار الأراضي في هذه البلاد وبصورة تفوق أسعار الأراضي في معظم الدول الكبرى؟ ماهي العلة في ذلك؟ (صدِّيقتي) المهاجرة تعقد مقارنات حول التملك للمنازل والأراضي في البلاد التي هاجرت إليها وبلادها فتجد أن الضمانات والتساهيل والأقساط تسهل عليها بلوغ ذلك الحلم هناك دون بلادها.. أن يصبح لك بيتاً تمتلكه في السودان في مدينة من المدن يعد حلماً صعب المنال بالنسبة لمواطن يعيش طقوس الحياة العادية دون أن ينعم بورثةٍ أو منحةٍ أو هبه.. عموماً هناك توجه عالمي لتحقيق هذا الحلم للمواطنين وذلك بضرورة الضغط على البنوك لضخ سيولتها لتمويل إمتلاك الأراضي والعقارات بفوائد محدودة أو قليلة.. وربما بدأت عندنا مشاريع الإسكان الشعبي وسكن الفئات في تحديد ملامح هذه الأحلام إلى أرض الواقع.. وإذا ما زاد التسهيل لذلك التملك أقساطاً أو تمويلاً فإن استقرار أسعار الأراضي والعقارات يصبح ممكناً رغم تأثر ذلك بمؤشرات الاقتصاد المؤثرة كنتاجٍ للسياسات الاقتصادية وتداعياتها.. رغم أن الكثيرين كانوا يأملون على الإنفصال وعودة الجنوبين جنوباً سيكون سبباً لخفض أسعار الأراضي والعقارات في المدن الكبيرة خاصةً الخرطوم.

في إتجاه آخر فإن توارد أعداداً غير محدودة من الأجانب من دول الجوار ربما أثر بحد ما في سوق العقارات خاصة تلك المتاحة للإيجار دون التملك والتمليك.. كذلك التوجه للجوانب الاستثمارية في مجالات الأراضي الزراعية وغيرها ربما أثر في اتجاه ارتفاع الأسعار….

عزيزي القاريء ربما جاء الزمن الذي تمتلك فيه الأرض والعقار دون ذلك الاجهاد والتعب إذا توسعت السياسات المصرفية تجاه التملك المريح على غرار ما يحدث في كثير من دول العالم المتطور..

٭ على الهامش

(صدِّيقتي) التي قضت ردحاً من الزمن وهي تلازم إجراءات «سًكْ السَّكن الشَّعبي».. بدأت سعيدةً هذه الأيام وهي ترفع الطوبة فوق الطوبة من اضافات وزيادات للغرفة والمطبخ والمنافع البلدية على أمل أن تكمل الأقساط والخارطة التي تحلم بها في بيت تمتلكه لترَّحل فيه من الغرفة للحوش.

٭ آخر الكلام:

ولا أظن أن الحلم بامتلاك البيت للشباب في مدن ناشئة بالأمر البعيد عن التوارد لخواطر الواقع إذا ما توفر إنشاء هذه المدن بخدماتها وفرص العمل بها… «وي هوب سو».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]