المملوحة صارت ممسوحة
هناك نوع من الرجال ابتلاه الله بـ«البصبصة»، ولا يمكن ان تمر امرأة أمام واحد من هذا الصنف، إلا تابعها بعينيه إلى أن تتجاوز مدى الرؤية، أو تدخل أخرى في مجال الرؤية، أتحدث هنا عن الصنف الذي كما جاء على لسان إحدى شخصيات رواية «موسم الهجرة إلى الشمال»، للحبيب الراحل الطيب صالح، يرفع شعار «الفحل مو عواف» أي ان الرجل الفحل لا يعاف أي أنثى، وهناك بالطبع نساء يستجدين البصبصة من الرجال بعرض جزء كبير من تضاريس أجسامهن، بارتداء ملابس ذات فتحات كثيرة ولكن لا علاقة لتلك الفتحات بـ«التهوية».. وبعد أن قرأت حكاية السيدة البريطانية أليسون تشابمان، ضحكت.. ضحكت عليها وضحكت لأنني تخيلت رجلا بصبصجيّاً يمد عنقه ليتأمل صدرها الناهد، النافر.. ثم: بووووم… انفجار وصراخ وإسعاف، والفرجة ببلاش.
السيدة تشابمان كانت قد قامت بعملية تكبير لنهديها، وفخورة بصدرها المكوّر، ورغم أنها تبلغ الـ٤٥ فقد كانت حريصة على التباهي بنهديها الفالصو في اللقاءات مع الأقارب والأصدقاء، وذات يوم ملأت حوض الحمام (البانيو) – وهو أسخف اختراع ولا يستخدمه إلا شخص فائق ورائق، كما أنك تملأ البانيو وتستحم ثم تشطف جسمك بماء البانيو الملوث بالأوساخ التي خرجت من جسمك – شخصيا لا استخدم البانيو إلا كـ«كمادة» ساخنة، فإذا أحسست بألم في الظهر مثلا ملأت البانيو بماء ساخن بعض الشيء، وجلست فيه نحو نصف ساعة.. ما لزوم هذا الاستطراد والقارئ متلهف لمتابعة تشابمان وهي تتأهب لدخول البانيو؟ وأكيد وقفت أمام المرآة قليلا وهي تقول: يا أرض احفظي ما عليك.. وانهدّي ما عليك قدي.. ويبدو أنها كانت تستخدم البانيو استخداما جعفريا بمعنى أنها ملأته بالماء الساخن، ومددت جسمها كله ما عدا الرأس داخل الماء، وأحست بالاسترخاء.. وفجأة دوي انفجار هائل.. صرخت وحاولت الخروج من البانيو ولكنها تهاوت وغطست في الماء ثانية فكان الانفجار الثاني، وما انفجر هو النهدان المحشوان بالتبن الاصطناعي المسمى سيلكون، وهكذا امتلأ الحوض بفتافيت اللحم والسيليكون وصرخت: يا لهوي يا لهوتيني يا تلات لهاويني (بالإنجليزي)… فجاء الجيران ثم جماعة الإسعاف، ونقلوها إلى المستشفى حيث بذل الجراحون جهدا خارقا لخياطة ما تبقى من فتافيت لحم صدرها منعا لحدوث التهابات تنجم عن تلوث الجراح الكثيرة والغائرة، وخرجت تشابمان من المستشفى وهي «ممسوحة».. أي لا أثر لنهد طبيعي او فالصو في جسمها.. ونالت تعويضا من المستشفى التونسي الذي أجرت فيه الجراحة ولكنها لم ولن تعوض أو تستعيد صدرها. هل تظن أنني بلا قلب لأنني ضحكت عليها؟ أنت حر، ولكنني أبتسم وأنا أكتب هذه السطور، ليس لأنني استنكر او أرفض عمليات التجميل جملة وتفصيلا بل لأنني أعتبر أي شخص يجري جراحة تجميل لغرض غير التخلص من عاهة، جاحدا و«معقّدا».. ولا يمكن أن أتعاطف مع أي امرأة تجري عملية تكبير نهد: تكبريه ليش؟ ليه؟ لماذا؟ واي؟ حتى لو طلب زوجك ذلك فهو في تقديري رجل «مش ولا بد».. وشخصيا أستخدم السيلكون كثيرا، فقد علمتني التجربة أن الماء الذي يتسرب إلى داخل بيتي في الخرطوم بحري في موسم الأمطار، يأتي من نقطة التقاء زجاج النوافذ بإطارات وحواف النوافذ التي تكون مغطاة عادة بالسيلكون وهو مادة تجف وتتفتت عند التعرض المتكرر للحرارة، ولهذا لدي مسدس سيلكون لتأمين نوافذ بيتي، بينما مثيلات تشابمان يحشون صدورهن بالسيلكون رغم ان الصدر لا يسرب اللبن حتى في الخريف كما تفعل نوافذ بيتي. يا عزيزتي والله كل إنسان فيه ناحية جمالية تميزه عن الآخرين، فاحمدي الله على ما عندك، ولا تسلمي جسمك للجراح كي تكسبي نهدا قابلا للانفجار او شفتين مثل شفتي أنجلينا جولي اللتين تشبهان مشفري الناقة.
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
فى فترة ما كانت لبعض البنات هوس ترقيع اجسامهن وذات يوم كنت مارا بالشارع منتصف الليل وتصادف ان دعمت سيارة احدى العابرات للشارع ووجدنا بجانبها اظافر اسطناعية وباروكة ( شعر مستعار) وكذالك كعب عالى ورموش وصدر منفوخ واشياء من قبيل ذوائد على الخلقة وبدأنا فى انقاذها ولملمة اطرافها الاسطناعية المشتتة وعلمنا فيما بعد انها فارقت الدنيا وتركت الذوائد
ليت الحكاية تقيف على المسح وبس ؟
اظن كلكم لما قرأتم قصة هذا “الانفجار الكوني العظيم”أصابكم ما أصابني من قرف لدرجة ” التقيؤ”.
هذه الجراحات التجميلية إضافة للمال المدفوع لإجرائها تكلف أشياء أخرى ، مثلا “عملية تجميل على أنف برلماني سلفي مصري تدفعه للاستقالة وحزبه يطرده ”
وقد تكلف تلك الجراحات الحياة نفسها مثلما حدث مع “الممثلة الراحلة رحمة الله عليها سعاد نصر” ” وزوجة الرئيس الإيراني السابق رافسنجاني”
فيا عزيزتي المرأة لماذا تخسرين مالك وحياتك وجراحتك لأجل عيون الرجال ؟فهل تستحق تلك العيون هذا الثمن الباهظ ؟
تحياتي الأخوية لعبدالله وسودانية.