نور الدين مدني

بدلا من انتظار الحل من الخارج

بدلا من انتظار الحل من الخارج
*احيانا نشعر باليأس من كثرة ما كتبنا ونصحنا و نحن نرى الامور تمضي نحو الاسوأ خاصة في حياة المواطنين الذين دفعوا وما زالوا يدفعون ثمن الخلافات والنزاعات والحروب والترضيات ايضا في انتظار ( جودو) .
*نحن هنا لا نتحدث عن جودو صمويل بيكيت الذي لم يأت ـ حسب مسرحية الكراسي ـ اذا لم تخني الذاكرة التي بدأت تتأثر بمتغيرات الزمان الذي يسابقنا في هذه الدنيا الفانية رغم اننا نعيش في واقع اقرب الى مسرح اللامعقول الذي انتشر في زمن ( الكراسي)
*مللنا الكلام عن ضرورة الاصلاح السياسي الشامل لكننا لم نيأس من امكانية تحقيقه في ظل الظروف الضاغطة التي يحاول البعض التعتيم عليها باجراءات استثنائية لا تسمن ولا تغني من جوع مثل التضييق على الحريات الصحفية او اللجوء الى حلول جزئية تخديرية ثبت فشلها ايضا .
*نقول بكل صراحة وصدق ان الحلول الجزئية للاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية لن تفلح في تحقيق الاصلاح المنشود الذي يحتاج الى معالجات شاملة تستهدف تأمين السلام مع دولة جنوب السودان وفي الداخل وذلك يتطلب الاسراع بانجاز التسوية السياسية الشاملة لاطفاء كل بؤر النزاعات في السودان الباقي ومع دول الجنوب .
*لن تجدي الاجراءات الاقتصادية التي يحاول حزب المؤتمر الوطني تمريرها متزامنة مع عملية اعادة هيكلة للحكومة والحزب في ظل استمرار الاختناقات السياسية القائمة داخليا ومع دولة الجنوب ولا يكفي الحديث عن التزام الحكومة بتنفيذ اهداف الالفية التي من بينها محاربة الفقر – هذا كلام قديم وقيل من قبل بلا طائل – خاصة بعد اتساع دائرة الفقر وسط المواطنين .
*نعلم ان الواقع الاقتصادي يحتاج لاسعاف فوري وعاجل لا يحتمل التأجيل لكننا نرى ضرورة ربط ذلك بمعالجة شاملة للسياسات القائمة التي تسببت في كل هذه الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية ولايمكن معالجتها بذات السياسات .
*هذا يستوجب اشراك الاخرين من المعارضة بمن فيهم حزب الحركة الشعبية الشمالي واخذ مبادراتهم مأخذ الجد بدلا من انتظار الاملاءات الاقليمية والدولية .

كلام الناس – السوداني