فدوى موسى

عبدو حكومة!


عبدو حكومة!
[JUSTIFY] «عبدو» الذي يستره جلباب الوظيفة المرموقة آخر سترة داخلياً وخارجياً ينتابه هذه الأيام الإحساس الوجل من مقبل سياسة التقشف التي باتت قاب قوسين أو أدنى.. كيف له أن يفي بمتطلبات (المدامات) الأولى والثانية والتي بالخارج خاصة وأن ثوب الوظيفة سيصبح كاشاً ومكرمشاً.. ولأنه معني بدرجة من درجات الأمر بمحاولات طرق البدائل على أمل وعسى أن يستقر الوضع على ما هو عليه.. كاحسن خيار بدء مفاوضات مع نفسه وذاته.. «هسه لو قلنا خفضوا الصرف .. يعني شالوا العربية حقت البيت الكبير.. المدام الأولى حاتتضرر ضرر بليغ.. التانية تراها شديدة قدرت تمرق ليها بعربية من تدبيرها للمصاريف.. طيب السفر لو قللوه المدام التالتة دي حاتضرر برضو.. لازم يكون في بديل عاجل لا يهبشنا لا نهبشو.. هو المواطنين ديل فارقة معاهم في شنو ما ياهم جمل الشيل ودبارة التلف خليهم يرفعوا ليهم دعم الوقود والّا دعم السجم دا يعني حايعمل ليهم شنو في الخبوب والطين والوحل الهم فيهو».. ثم يستغفر الله ويتوب إليه قبل أن يستتيبه الواقع الضاغط.. «ويزال على هذه الحالة يحسبها جاي جاي برضو فارقة»!

عبدو كجنة:

«عبدو» الفارد لعضلاته المرتكز عليها وفصاحة اللسان على أساس أنه «مالي إيدو من كل شيء».. رغم أنه ترتجف أوصاله من «الكشكشة أو الخشخشة».. لا يستطيع أن يتقدم أي خطوة إلا بعد أن يحسبها ويضربها ويقسمها على الجموع والشيوع.. ولكنه يصر ويكابر بأنهم يحبونه حد الثمالة والشاهد أن رهبتهم منه هي التي تدعوه للظن أنهم على «محبة شديدة».. وما درى أن حدود ذلك سقوط حد «الخوفة والجرسة منه».. ولأن كثير امتنانه على الناس مصحوب بالمن والأذى.. يظل بعضهم يلهج شكراً ويضمر الكراهية وعبارات الاستياء إلى أن أسقطت الظروف التي ألمت به قناعته وقناعهم وعرف أن كثيراً من تفاصيله معهم كانت عبارة عن زيف وملق، وأدرك حقيقته وحقيقتهم عندما سأله أحد أطفال الحي «إنت عبدو كجنة».

عبدو مروة مافي!

عندما رأى «عبدو» الرجل ينحى ويحاول الوقوف ثم يسقط وينهض ويقوم ويواصل ذات الإيقاع، خشي إن حاول مساعدته أن يجلب لنفسه شقاوة الجرجرة، من شاكلة أن تعقيدات قد تلحق بالأمر، مثل أن تتدهور الحالة أو أن يتبلى عليه الرجل، أو أن يقع في طائلة من أهل هذا الرجل- إذا وقع قدر الله- رغم أن قلبه قد حن ورق إلا أنه قرر حرمان نفسه من «المروءة» وقفل راجعاً لأهله، وحكى لهم عن الموقف فاطلقوا عليه «عبدو مروة مافي» أطلقوا عليه هذا اللقب ثم أثنوا عليه «خير ما فعلت.. مالك ومال الجرجرة والسين والجيم».

آخر الكلام

«عبدو» يتلبس أثواب الحياة بكل ما تمليه الحالة من قيم لحظية، قد تكون ضد الإنسانية وضد البشرية، لكنها مبنية على قيمة واحدة كبيرة هي المصالح- المنفعة- الأنانية والمخارجة- «يا زوول بلاش من الجرجرة جيب من الآخر».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]