[JUSTIFY]ابتكر العلماء اختبارا جديدا لقياس مستوى الحب يعتقدون أنه سيكون دليلا لعلاقة ناجحة للمتزوجين الجدد أفضل من أن تبنى على النوايا الحسنة. ويشير هذا البحث إلى أن رد الفعل اللاواعي للشريك أثناء وقوع عينيه على صورة شريكه قد يكون مؤشرا مفيدا لمستقبل الزواج. وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية “جورنال ساينس” العلمية أن الأشخاص الذين كان لهم رد فعل سلبي تلقائي كانوا على الأرجح غير سعيدين في حياتهم بعد مرور سنوات عديدة. وقال كبير المشرفين على الدراسة البروفيسور جيمس ماكنولتي، من جامعة فلوريدا، إن الاختبار الجديد يقيس المشاعر الحقيقية للمتزوجين حديثا إزاء بعضهم البعض، وذلك على العكس مما يفصحون به للناس أو حتى ما يعترفون به لأنفسهم. وقال ماكنولتي لبي بي سي إن “هذه الاستجابات التلقائية الفورية يبدو أنها (أداة) قوية جدا لتوقع ما إذا كان المتزوجون سيظلون سعداء (أم لا)”. وأجرى فريق البحث لقاءات مع 135 من المتزوجين حديثا وذلك بعد إتمام زواجهم مباشرة. وطلب منهم الباحثون تقييم زواجهم ببعض الصفات الإيجابية أو السلبية من قبيل “جيد” و”سيء” و”مرضي” و”غير مرضي”. ثم قاس الباحثون ردود فعلهم التلقائية تجاه بعضهم البعض باستخدام “اختبار الحب” ذلك. وتضمن الاختبار إظهار صورة أحد الزوجين أمام الآخر لبرهة لا تتجاوز الثانية، ثم يطلب منه بعد ذلك أن يرد في أسرع وقت ممكن ما إذا كانت كلمات بعينها من قبيل “رائع” و”مذهل” و”بشع” و”مخيف” تتفق مع الصورة التي رآها أم لا. ويقول الباحثون إن سرعة الرد كانت مؤشرا على مشاعرهم الحقيقية. ويستند هذا الاختبار إلى مبدأ الارتباط النفسي. ووفقا لهذه النظرية، فإنه وبعد رؤية صورة شريكهم بشكل عابر، فإن الزوجين المتزوجين حديثا يكونان في حالة مزاجية إيجابية أو سلبية. إذا تبين أن الأزواج في حالة مزاجية إيجابية، فإنهم سيقولون كلمات إيجابية مثل “رائع” أو “مذهل” بصورة أسرع من الكلمات السلبية مثل “مخيف ومروع” والعكس صحيح. وكما هو متوقع، توصل البروفيسور ماكنولتي وفريقه إلى أن الإجابات الواعية للمتزوجين حديثا جاءت جميعها إيجابية تعبر عن سعادتهم الشديدة بعلاقاتهم. لكن ردود فعلهم التلقائية لاختبار الحب جاءت مختلفة بدرجة كبيرة مقارنة بتلك الإجابات الواعية. وأجرى الباحثون لقاءات مع الأزواج كل ستة أشهر على مدى السنوات الأربعة التي تلت ذلك الاختبار وتوصلوا إلى أنه وفي المتوسط، فإن الأزواج الذين كانت لديهم ردود فعل تلقائية سلبية أصبحوا يعربون بشكل أكبر عن عدم سعادتهم مع مرور الوقت على الزواج، بل إن بعض الزيجات لأولئك الأزواج انتهت بالانفصال بالفعل. وقال ماكنولتي إن “الجميع يشعرون أنفسهم بأنهم يتمتعون بعلاقة جيدة، ويمكن للأشخاص إقناع أنفسهم بأنهم كذلك. لكن هذه المشاعر التلقائية هي المؤشر الأقوى على ما يشعر به الناس على الفور بشأن علاقاتهم”. ووفقا لفريق البحث، فإن الاختبار يقيس وجود المشاعر السلبية أو غيابها. وأضاف: “يمكن للأشخاص أن يكون لديهم مشاعر حب ومشاعر سلبية في الوقت نفسه، وهذا الاختبار على الأرجح يعكس كلا منهما”. لكن ماكنولتي كان حريصا على توضيح أن البحث لم يطور بشكل كاف ليكون من الممكن تقديمه للأشخاص قبل إتمام زواجهم. وأشار إلى أن الباحثين توصلوا بشكل عام إلى أن هناك توجها سائدا، لكن بعض هؤلاء الذين كانت لديهم استجابة سلبية ظلوا سعداء، فيما تغيرت مشاعر آخرين ممن كانت لديهم استجابة تلقائية إيجابية ليصبحوا غير سعداء. وقال البروفيسور ماكنولتي إن الاستجابة التلقائية قد تكون مؤشرا مفيدا ينبغي أخذه في الاعتبار. وأضاف: “أعتقد أن الوسيلة الأمثل ستكون هي الاهتمام بالردود التلقائية بشأن ما تشعر به إزاء رؤية صورة شريكك. ولا أعتقد أن ذلك ينبغي أن يكون العامل الوحيد الذي ينبغي للناس التفكير فيه، بل يجب أن يكون عاملا من بين تلك