فدوى موسى

زائرتي


زائرتي
[JUSTIFY] الزائرة التي تلازمني لثلاث ليال تمارس حياءها.. فتأتي كعادتها ليلاً.. وقوات الخلايا البيضاء تزداد في تدافعها ذات الموعد ولا مفر من توالي إرتفاع درجات الحرارة ..والمشخص يحدد الحالة والحل لابد من مضاد حيوي يكبح جماح تلك الخلايا الالتهابية الخارجة على منظومة نظام البدن.. والبدن تتناوشه أطياف من أشكال المسببات للألم والإزعاج.. فيستخلص من داخل اللحم والعصب ويعتصر خلاصاته عرقاً وارتجافاً.. فتبدأ الاستجابة بعد جرعات التحميل والحفظ ليصل الدم إلى معدلات الحفاظ على استقرار الجسم.. ما أحلاها العافية.. رويداً رويداً بدأت أدرك أن الماء له طعم وله رائحة وقد كنت في الليالي الثلاث السابقات اتذوقه مرارة مخلوطة بحموضةٍ.. وتعدى المعركة وينتصر البدن وتستقر الحالة.. وتنفتح الشهية مع الأجواء الخريفية لأكلة بلدية «طاعمة» بها «عصيدة بملاح نعيمية» لعلها تعيد الرزم لمنظومة التداول مع الطعام.. رغم احتمال عملية الطبخ على مضض رائحة البصل والدكوة والبهار والرووب والويكة إلى اكتمال عملية انتاج «الملاح كامل الطبخ».. تنعموا بالعافية التي ندعو الله أن لا تُحرموا منها فتضطرون للتعرض لدائرة التداوي وأسعار الأدوية التي نتمنى أن لا تكون خارج السيطرة والتقيد.. رحلة المرض القصيرة التي كنت فيها تحت سيطرة سلطان المرض أيقنت فيها أننا أضعف مخلوقات الله في أرضه وكل« الحولة والقوة» في ألسنتنا التي إن تداعت في السَّهر والُحمى ألِّجمت تماماً.. وعرفت النطق الصحيح بطلب التعافي ومباركة ذلك..

فيا زائرتي لك عليّ معاودة التمتع بالأجر والبعد عن مدارك التعرض لمسبباتك الكثيرة «نسأل الله السلامة».. رغم الحالة المرضية العارضة تلك وتلبسها لي في توقيت صعب المِّراس والأوضاع من حولي تشهد تطبيق «العلاج الاقتصادي الجراحي بلا بنج» يهز أذني سماع تلك الصافرات لعربات تلاحق الذين خرجوا للتظاهر على هذه الجراحة بالمنطقة.. والشاهد أن كل السِّلع صارت أسعارها «غير ممكن الوصول اليها» بواقع البسطاء فمهما قال البعض وكثر التنظير فإن التقشف لناس هم في الأصل متقشفين تصبح إجراءات فوق الطاقة والاحتمال.. إذن حتى المنطقة يعاني جسدها من حُمى الغلاء الفاحش.. ولا تنفصل المنطقة عن المناطق جميعها تحت مظلة هذه البلاد.. فالزائرة هذه المرة أكبر من حدود مجاري دم وعصب الفرد فهي «حُمى جماعية» فما العلاج؟؟ وهل من استيعاب واعٍ لسياسات التشخيص المعملي؟؟ حيث لا يمكن للمهدئات والمسكنات أن تحدَّ وتصَّد من تمدد رقاع التوعك والتوجع والألم!! وهل يطور الطبيب أدواته ومسار علاجه بما يتسق مع تدرجات الحالة؟ فلا داء بلا دواء.. فهل من دواء يذهب الألم والحمى من جسد البلاد دون أعراض جانبية خطرة وضارة.. حتى ولو كانت الجراحات والقص والقطع..

٭ آخر الكلام.. وفي تطور لحالات الألم والأوجاع يتطور الأمر إلى حالات جماعية، يفوقها الإحتمال لجيوش وقوات الخلايا البيضاء، التي تخرج لتقول إن الأجسام لم تستطع أن تلجم الأعراض، وعلامات المرض بدفاعات الجسم، ولكن هل كل العلاج من الخارج مثاليٌ لها؟؟
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]