المعادلة الصعبة
لم يكن أمامي خيار وأنا اتنقل من «ايقونة» لأخرى على شبكة عنكبوت هذا العالم المجنون.. «طَقْ» جاءتني عبارة دفعتها للـ «يوتيوب وقوقل.. مظاهرات 6 أبريل» فجاءتني الردود من «شيخ قوقل» عاجلاً فرأيت على ذلك ان معدلات السلمية والانتظام كانت عالية من قبل الشعب، وحتى القوات الرادعة.. ثم طفق لسطح دماغي ما رأيته على قناة العربية للمظاهرات الحالية للمتظاهرين وهم يعبثون بـ «دفار»، وهذا الموقف دليلاً على ان الأمر فارق محطة «السلمية»، والواقع ان التفريط في الأمر ربما قاد الى ما لا يحمد عقباه.. بدءاً علينا أن نسلم بأن التعويل على الحكمة في التعامل مع هذه المظاهرات «ان كانت مصنوعةً أو عفويةً» أمراً واجباً.. ثم في خضم زخمي واهتمامي بالأمر تراءى أمامي الشعب في معادلة «غيبت فيها عمداً القوى السياسية.. حاكمة أو معارضة أو متفرجة» تخيلت بموجبها ذات الحال.. ما واقع هذه المعادلة في مقبل الايام.. ونحن نرى انه حتى المؤسسة العسكرية محفوفة بصعابها كما أورد المفكر الاسلامي «حسن مكي» «الاوضاع صعبة بعد هجليج فتحديات الأمن القومي كبرت.. والجيش والشعب السوداني يحمي مناطق كبرى وعندما يتحدث البعض لا بد ان يعلموا ظروف الجيش فهو منتشر في حدود كبيرة ويدافع عن مناطق احياناً ليس فيها ماء ولا وسائل اتصال ولا كهرباء، وأكبر نسبة شهداء في جيوش العالم، ونسبة أسر موجودة وسط القوات المسلحة السودانية، وهذا جهاد لكنه غير معروف..».. اذن كل الاوضاع صعبة فلابد من توحيد «الجبهة الداخلية» في معادلة الوطن القادمة… في ظل تداعيات الحراكات المحمومة مع الظروف الاقتصادية «العاصرة».. والمعروف ان مؤسسات الوطن الكبرى لم تكن يوماً سلبـية في المفاصـل الكبرى.
المؤتمر الوطني والمظاهرات!
أول أمس طفقت ابحث عن تناول الصحف لأمر المظاهرات الأخيرة فوجدت «قدراً بسيطاً جداً من التناول» في حين ان بعض القنوات الخارجية تناولت ذات الموضوع بتفاصيل اكثر الشيء الذي يجعلنا نتحول عن «اعلامنا المحلي» الى عالمية الاعلام في هذه الفضائيات بحثاً عن المعلومة «صادقة أو كاذبة».. ففي صحيفة السوداني بتاريخ 23 يونيو وجدت بعض من المعلومة مفادها «قلل المؤتمر الوطني من الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها احياء متفرقة من الخرطوم ظهراً ومساءً» في وقت طالب فيه خطباء مساجد الحكومة بمعالجة مشاكل الغلاء، لأن الشعب السوداني اصبح يعيش في وضع سييء».. ولا أدري لماذا يقلل «المؤتمر» من أي حراكٍ؟ والأفضل ان يعطي كل أمرٍ حقه من مساحة التداول والتناول.
آخر الكلام:
العقل أن تنظر للأمر كما هو عليه حاله في أرض الواقع.. وتمنياتك بعدم وقوعه لا ينفي حقيقة وقوعه.. بل أن اعطاء الأمر حقه يحدد مدى استدعائك لحله وفك شفرته.[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]