فدوى موسى

رئاسة الفراعنة


[JUSTIFY]
رئاسة الفراعنة

كعادتنا في الاستماع للأخبار الهامة نستعجل الخلاصة.. ظللت مع رفقائي ورفيقاتي بصالة تحرير الأخبار بالصحيفة عند لحظات الاعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية نود لو اختصر الاعلان على النتيجة النهائية دون التفاصيل.. والتي كانت ضرورية جداً لإزالة أي شبهة لعمل لجنة الانتخابات.. وفي داخلي ظللت أردد «مصر مدرسة عظمى» تقدم نماذجاً قوية في الحياة العربية والافريقية الجامدة.. لم أكن على درجة كبيرة من الوعي بأن الأمر سيجد موقعه من الاهتمام في دواخلي وبلادي بها ما بها من تداعيات اقتصادية خانقة ولكنَّها مصر «أخت بلادي».. ولا أكذبكم أن كثيرين ممن لم يحفلوا لفوز «د. محمد مرسي» لخوفهم على التجارب الاسلامية السياسية من وحل الفتن واستصحاب النموذج الغائب الأصول.. اذن ارادة الشعب المصري الذي أراد التغيير والثورة هي التي جاءت بمرسي وان لم يكن «مرسي» قدر هذه الإرادة فإن الميدان الذي جاء به مفتوح الجوانب.. والشعب المصري شعب واعي حتى المرح يمارسه بفنٍ واتقانٍ.. إذن لابد ان يطمئن ويُطَمْئِّن «د. مرسي» الفئات والطبقات المتباينة من الشعب المصري على أمرهم في مقبل الأيام في ظل التنوع المعروف، وان لا يُحَرِّم عليهم تميزهم الكبير في السياحة والفن والابداع وان لا يأخذ القشور والمظاهر من جملة الحراك الاسلامي لأن روح الاسلام هي روح متجددة وعصرية وقادرة على الحفاظ على وتيرة التطور الانساني.. و «د. مرسي» لا ينقصه إدراك ذلك، وهو الحاصل على أعلى الدرجات العلمية من جامعات عالمية تؤهله لإستيعاب الحديث والعريق في ثنائية ممكنة وفاعلة يمكن ان تكون مناسبة لاعتمادها نموذجاً للاسلام في روحانية العالمية والتطور المرجو والمحتمل.. فلا يتشرد كل مميزٍمن المجتمع المصري عن أرضه الأصيلة.. «عمار يا مصر».

٭ وقفة!

من أبواب الخجل ألِّجُ إليك أيها الوطن الغالي.. وفي عزتك المهيبة أتفيء الظلال الوارفة.. وعند حدَّ الفصل بين الجد والهزل اتيبس مهيضة الأجنحة كطائر تتقاذفه رياح الانكسار كلما حاولت أن أنظر إلى الأمام غطت سحب الدَّجل والزِّيف الأفق وحالت بين إلتقاء شفيفك وضيق الواقع.. كيف لي أن أوازن بين مطلوب حقك ورفيف احلامي.. كيف اصبح على قدر هامتك العالية.. اذن فلتبدأ الحراكات الموجبة من أجل الاعمار والتنمية في دائرتي الصغيرة لعلها تكون يوماً موضعاً انطلق منه إلى رحابة أن أكون مواطناً صالحاً.. عاملاً منتجاً.. انساناً نافعاً.. انطلق صباحاً في سوح العرق والبذل بقلب نابض وجهداً فاعلاً.. احرث الأرض أخرج نبتها بإذن الله.. استخراج فوائدها أعمر سطحها لتكون «عمار يا أرض».. وأعود محملاً بطيباتها ثمارها وخيراتها.. لا أترك مساحةً يمكنني ان استنبط منها رزقاً ،إلا وتحصلته على جمال الطبيعة فيه.. إذن أن اتجاوب مع الحياة بواقعٍ ارضي.. بلدي وطني.. ما أجمل أن أجد براحاً بعده أقف متأملاً لوقعي ووقع نعمة الوطن عليّ.. أبدية استمرارها مستمد من أعماق الأنفاس وإرثٍ تليد.. أن يكون للوطن قداسته التي بها يستحيل ان ينفرط عقد الحرص والفداء على سلامته أرضاً.. انساناً ومقدرات.. فإن اخرجت الوقائع بعض من هذه الدوائر عن النطاق فلا يعني ذلك أن الأمر أصبح مفتوحاً للبقية.. وللوقفة من أجل البقاء والحفاظ ضرورة.

٭ آخر الكلام: عندما تحتدم نظرة الإمعان في أعماق أعماق الوطنية يستلزم ذلك التدافع نحو العدالة الفاضلة والجهد المبروك والنفس المبذول باخلاص لأجل الوطن عيوناً وحدقاً.. لأنه المقر والسَّكن.

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]