منوعات

مطلوب التعاقد مع (سَحَرَة)

[JUSTIFY]في زمن ما من تاريخنا القريب جداً ، يعني قبل سنة ونص ، او بالكتير سنتين، كان الناس في الخرطوم يشتكون من إهدار ( بعض) الزمن والجهد والمال في التنقل من وإلى مواقع عملهم أو مدارسهم وجامعاتهم ، او اسواقهم … الخ ، اما اليوم فقد تغيرت هذه الشكوى ( كماً ) و(نوعاً ) لأن عامة الناس ذات نفسهم من الذين كتب عليهم إستغلال المركبات العامة لقضاء حوائجهم ، لايجأرون حد الإستغاثة من شح هذه المركبات وحسب بل وإختفائهافي كل الأوقات، لذلك يمكن وبثقة تامة إستبدال كلمة ( بعض) المذكورة اعلاه بلفظة ( اغلب) ،حتى يكتسب وصف الحالة المصداقية، والدقة لأن اغلب الزمن اصبح مبدداً، إن لم نقل مهدراً في إنتظار، وملاحقة هذه المواصلات، حافلات كانت ام هايسات أو بصات من جميع الأشكال والسحنات .. بالمناسبة البصات ذات اللون الأخضر ، والتي لها مطلق الحركة في جميع الشوارع والإتجاهات ، وكانت في السابق مكيفة ، وتكتفى بطونها بعدد الجالسين على مقاعدها فقط لاغير، ويطلق عليها مجازاً بصات الوالي، سوادها الأعظم لم يعد واقعياً يحمل هذه الصفة، والسبب انها اصبحت وفي ظروف (غامضة ) مستاجرة لأفراد وشركات لذلك فإنها تعمل وتتوقف حسب ظروف هؤلاء المستأجرين ، زيها وزي الحافلات والهايسات ، والكريزات او حتى قل الأمجادات والركشات .. وهذا للعمل فقط ..
..نرجع لي موضوعنا هو انا كنت بقول في شنو؟- ايوه اصبح اغلب الزمن ضائع في المواصلات، يعني الواحد إما منتظر، او جاري، او راكب (إن كان من سعداء الحظ) ..اما حكاية الجهد دي فهي اصلاً غير متوافرة لكل الذين يستخدمون هذه (الكائنات) في حركتهم لذلك لن نتوقف عندها كثيراً لأن فاقد الجهد لايبذله ( العبارة دي حقتي انا ) ، اما المال – وما ادراك ما المال- وعلى ندرته هذه الأيام لدى ( اغلب ) اهل الخرطوم (الوافد منهم والمقيم)، ومن استن بسنتهم إلى يوم الدين ، فإن (جله ) يخرج من المواطن إلى جيوب الكماسرة، فمن كان في العام 2012م تكفيه عشرة جنيهات سودانيات مع اثنين من افراد العائلة في ترحالهم بواسطة هذه المواصلات، من المنزل وبالعكس، يحتاج اليوم وعلى اقل تقدير إلى 30 جنيه عداً ونقداً، ودا الحد الأدني، أما إذا ارتفع عدد هؤلاء الأفراد عن الربط المذكور اعلاه ، فإن الرقم يزيد بمتوالية عددية ، واحسب بعد داك ، أقول قولي هذا بناء على ميزانيتي الشخصية للعام 2013م،والتي وصل فيها تنفيذ برنامج التقشف إلى نسبة 150% ، واناعلى إستعداد ان اقدم نسخة منها هدية مجانية لوجه الله للدوائر المختصة في حكومتنا للإستفادة منها في تطبيق برنامج التقشف على مستوى الدولة والله لايضيع اجر المحسنين .. وبناء على ماتقدم وسلف، فإن كل اسرة ، مهما كان دخلها ، مطالبة بتوفير مبلغ 800 جنيه سوداني شهرياً لمواجهة بند المواصلات الخاص بشعبها ، هذا بعد خصم يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع .. يعني لو فرضنا مثلاً ان الحد الأدنى لدخل اي عائلة هو ألف جنيه في الشهر فإن المتبقي من هذا الدخل هو عبارة عن 200 جنيه فقط لاغير ، وبعد دا شوفو لي ساحر ولاَّ كجور ولاَّ جن ازرق اقدر اظبط معادلة عيشة الناس ديل إن شاء الله حتى من الصين !!! ودا حالتو بند واحد من بنود الإنفاق ( البذخي ) لدى هذه الأسر المستورة ، اللهم نسألك اللطف ..

محمد محمد نور: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

تعليق واحد