فدوى موسى

بصلة المواطن


[JUSTIFY]
بصلة المواطن

رغم أن الدهشة صارت شيء بعيد حيث لم يعد هناك ما يدهش.. عادي.. أي شيء غريب أصبح عادي جداً… ولكننا أحياناً ندعى بعض الدهشة.. (عادي جداً ببعض التوهم والفجائية المصنوعة ننظر الخير) زوج يعتدي على زوجته لمعايرته برائحة البصل.. ومضابط الجريمة أن الزوج يحب أكل البصل بشكل مستمر إيماناً منه في تقوية البصر خاصة وإنه مصاب بالسكري.. وعندما أحتجْت الزوجة على رائحة البصل سدَّد لها ضربةً.. ولك ان تتخيل تبعات مثل هذه الانفعالات اللحظية.. ولا يمكننا أن نقول إن السيدة الزوجة غلطانة فرائحة البصل والتوم وغيرها غير محتملة حتى أن البعض يبعد بنفسه عن تناولها يوم الجمعة أو عند حالات اللمَّة لما يتسبب فيه من إيذاء للآخرين.. كما لا يمكنا أن نبرر ضربة الزوج بهذه الكيفية التي ألزمتها الذهاب للعلاج والشكوى.. ورأس مال أي عشة زوجية «رأس بصلة» لذلك عليكم عذر الجماعات والحكومات والمعارضات ومختلف مشارب المذاهب.. فقط عليهم أن يبعدوا عن تناول بصلة المواطن الغلبان حتى لا تلفظهم أي شرعية يركنون إليها بمختلف اتجاهاتهم.

هوي يا الحج ودعتك لله!

زميلنا بالجامعة «ود الكريبة» يحكي لنا عن جدته التي كل يوم يستعصي عليها أمر صلاة العشاء فتتكيء على صفحتها منادية «هوي يا العشاء ودعتك لله» ثم ترقد مطمئنة حيث أنها أودعت صلاة العشاء لله… بعد تحديد تكلفة الحج للعام «بالشيء والشيء الفلاني» ما علينا إلا أن نستقبل مبدأ الحج لبيت الله أو تمني ذلك بعبارة «هوي يا الحج ودعناك لله» وما علينا إلا العودة لتلك المدحة القديمة الجديدة «منعوا الحجيج يا الرسول دا الحين كيفن ليك الوصول» كففوا الدموع وأمسحوا الانوف من مخاط ولزوجة السوائل المفرزة… وما علينا إلا ان نطلي مداخل البيوت «هذا منزل الحاج المفترض «عبدو».. حجاً مبروراً.. ذنباً مغفوراً…» أو كما قالت جدة ود الكريبة.

شذاذ الآفاق

ما أصعب أن تنعت شخصاً، بأنه قاصر الفكر! دون أن تستبق ذلك بالتفصيل المنصف لمن تعنيه ومن ترمي إليه بالنعت… في خضم موجة الاحتجاجات الأخيرة على سياسة «رمي الحكومة الحِّمل على أكتاف المواطن» ثم دفق من الأوصاف من كل الاتجاهات وبقدرما يتوقع من الكبار التوقير بقدرما كانت عبارة مثل «شذاذ الآفاق» ممن يفترض عليهم احتمال الكل والسعي للملمة رضاء كل الأطراف في روح الأبوة والحكمة قاسية وصادمة في ذات الإطار لا يفتونا التنبه لعبارات أخرى مقابلة مثل الوصف على عمومه لكل منتسبي الحكومة بأنهم (حرامية) دون تفصيل وتحديد… كذلك النعت يوصف مثل «أبو عِفين…» وغيرها من العبارات ذات المدلولات المؤثرة… تعالوا نقول كما قالت «مريم الصادق».. «إننا في زمن أقل ما نحتاجه هو أن نحترم بعضنا.. لن يشفى السودان ولن يتم فيه سلام اقتصادي ولا سياسي إلا بعملية جادة للمصا لحة والمصارحة.. ولا معنى للسباب فنحن أمام بلد يتمزق».

آخر الكلام

وأظن أن الذوق العام يحتم علينا أن ننتقي عباراتنا بشيء من الاحترام، أقلاه أن يكون طابعاً لحراكنا على وسائل الإعلام،و يتناسب مع مكارم أخلاقنا السودانية.. سموا الأيام بماهو عاكس لمكنوناتكم، وبلاش من العبارات الاستفزازية.. «أها قلتوا لَّي الجمعة الجاية شِنو؟.. شِذاذ الآفاق ولا أبو عفين ولا الكتمة ولا.. ولا.. يا قوم قولوا خيراً.

«مع محبتي للجميع»
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]