منوعات
(الحرس الشخصي) للفنانين.. (تقليعة) أم ضرورة
ونعتقد أن كل هذه الأسئلة مشروعة في بلد كان فيه عمالقة الغناء وروادها الأوائل لا يعزلون أنفسهم عن الجماهير بحراس يحولون بينهم وبين الآخرين بالإضافة إلى أن الظاهرة (البودي قارد) أصبحت لافتة للأنظار.
النظام يريد
حتى وإن كانت هنالك دواعي حقيقية للظاهرة فإننا نستطيع أن نقول إنها لا تحظى برضا الجمهور الذي ينظر إلى الحراس الذين دائماً مايكونون من ذوي الأطوال الفارعة والعضلات البارزة وإلى الفنانين بعين غير راضية وقد وجدت الظاهرة بالفعل الكثير من الانتقادات حتى عندما يتعلق الأمر بالسياسيين دعك من الفنانين الذين صنعتهم هذه الجماهير بإقبالها عليهم وحبها لهم وما يقدمونه من إبداع.
ومن أبرز الفنانين الشباب الذين شوهدوا فى حفلاتهم بصحبة (البودقاردات) هم الفنان طه سليمان الذى لم يسلم حتى حفله الأخير الذى أقامه خلال عيد الأضحى من مرافقة البودقاردية فى حين أن نظيريه اللذان تغنيا معه خلال الحفل لم يكن لديهما حرس.
كذلك الفنان احمد البنا الذى علل صحبة البوديقاردية بأنه لحفظ النظام ومنع بعض الممارسات الفجائية التي تحدث أثناء حفلات التخاريج بشكل خاص.
ومن الفنانين أيضاً أحمد الصادق الذي تجاوز حراسته بالمسرح من قبل البودقاردات الى حمله على كرسي فى إحدى الحفلات الى داخل المسرح وقد أثارت تلك التقليعة غير المسبوقة جدلاً واسعاً تجاوز الوسط الفني إلى أوساط أخرى.
تفهم ولكن..!
وعلى مستوى الفنانات وإن كان البعض يجد التبرير لهن في اصطحاب الحرس الخاص نظراً للخصوصية وطبيعة المرأة إلا أنهن لم يسلمن من النقد ومن الذي لحقت بهن سياط النقد بسبب هذه الظاهرة الفنانة ندى القلعة التي ظهرت في عدد من حفلاتها بصحبتهم.
وبالمقابل نجد أن بعض الفنانين فى الحفلات الداخلية لا يستعينون ببودقاردية لكن فى الحفلات التى تقام فى الخارج فالمسرح يكتظ بهم وخاصة حفلات دبي حيث لفتت الفنانة إنصاف مدني الأنظار بالاستعانة بهم خلال حفل لها بدبي مما أثار حفيظة الكثيرين لذلك.
ولعل هنالك كثير من الأسباب التى برر بها بعض الفنانين استخدامهم للبودي قاردات منها ظاهرة الاعتداء على المطربين لأسباب مختلفة، الى جانب اقتحام بعض المعجبين للمسرح ومداهمة الفنان أثناء تأديته وصلته الغنائية، كما ظهرت كذلك ظاهرة تخريب المسارح من بعض المشاغبين، والتى تناولتها الصحف بصورة متكررة فى السابق، بالإضافة لعوامل أخرى ربما استدعت بالبعض للاستعانة ببودي قارد.
رأي مغاير
ويدافع بعض الفنانين أن استخدام البودي قاردات الهدف تأمين النظام وليس من ناحية حماية للفنان حتى لا يحدث هرج بالقرب من المسرح.
الفنان عبدالقادر سالم قال ل”كوكتيل”: “قطعا ً الناس بدأت تقلد ما يحدث خارج السودان”، مشيراً الى أن هذا التقليد شيء قديم، مضيفاً أن مسألة الاستعانة بالبوديقارد هذا أمر يخص الفنان وحده، فمن الممكن أن يكون الغرض الاستعانة بهم حماية الفنان خاصة إذا كان صاحب جماهير كثيرة لذلك يستعين بهم للحماية.
أما الناقد الفني الزبير سعيد فقال إن الظاهرة على مستوى العالم فرضتها ظروف موضوعية لذلك ينظر إليها باعتبارها عادية لأن الفنان النجم يكون مستهدفا وحياته أو سلامته دائماً في خطر وأضاف: “فى الغرب يستخدم البودقارد فضلاً عن أن النجوم لا يستطيعون التجول بحرية، أما فى السودان الظاهرة مجرد تقليد ليس لديها قيمة كبيرة لأن نجومية الفنانين الذين يصطحبون البودقاردات متواضعة لكن بعضهم يعاني من وهم النجومية لذلك يحاول أن يخلق لنفسه هالة”، وقال الزبير سعيد: “لو وظف تلك الهالة فى الإبداع كان أفضل للفن والسودان ليستمر مسيرة النجوم الحقيقيين أمثال الراحل محمد وردي، مصطفى سيد احمد وابو عركي وغيرهم بفضل العطاء والوجود الحقيقي فى الساحة لم نسمع بأنهم أحيطوا بهذه الهالة الزائفة وأعتقد أن الفنان الذي يخلق حول نفسه هذه الهالة لا يحب جمهوره لأن الفنان الحقيقي لا يعمل حاجزا بينه وبين جمهوره”، وقال إن الظاهرة فيها نوع من الادعاء الزائف ويجب أن يقلدوا التجويد من الغرب لأنهم يبذلون كل الجهد فى أعمالهم الفنية بدلا من تقليدهم فى أشياء مظهرية، وذكر سعيد أن المجتمع السوداني مجتمع متسامح يحترم الفنان بشرط أن يكون فنانا حقيقيا يحترم مشاعرهم.
نهاد أحمد: صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]