نور الدين مدني
عماد البناء النفسي والاخلاقي
*صحيح هناك فرق كبير بين الحياة الاجتماعية في استراليا وبين الحياة الاجتماعية في السودان لكن تظل تربية البنات والاولاد في اسرهم هي عماد البناء النفسي والاخلاقي سواء كانوا في السودان او في اي مجتمع من مجتمعات العالم.
*طبعا تتفاوت المهددات والمخاطر حسب طبيعة كل مجتمع لكن يبقى التحصين الاسري الاخلاقي هو العامل الاهم الذي يحفظ بناتنا واولادنا من الانحراف السلوكي وتظل التربية اساس هذا التحصين الاسري الاخلاقي الذي قوى مقدرة البنات والاولاد على التعامل السوي مع محيطهم الاجتماعي بوعي ومسؤولية.
*للاسف بعض الاسر تترك الحبل عل غارب المجتمع المحيط وترفع يدها تماما عن ابنائها وبناتها تارة بحجة المشغوليات وتارة بزعم ان الحياة كفيلة بتعليمهم من خلال الممارسة والتجريب الغالبية من الاباء والامهات واولياء الامور يركضون خلف سبل توفير لقمة العيش لاسرهم ولكنهم لا يعطون اولادهم وبناتهم ذات الاهتمام العاطفي والاخلاقي الى ان يفاجأوا بان ابناءهم وبناتهم اصبحوا غرباء عنهم وعاجزين عن التفاهم معهم او الاخذ بيدهم او حتى توجيههم.
*اذا كانت الاشجار لاتنمو بمجرد (السقاية) وانه لابد من حمايتها من العاديات حتى يقوى عودها وتصبح قادرة على مواجهة عاديات الزمان فكيف يمكن تنشئة الابناء والبنات بمجرد سعايتهم ماديا وتوفير حاجاتهم الاساسية – تلك التي لا تنتهي – دون توفير الحماية الاجتماعية والاخلاقية لهم حتى يقوى عودهم ويصبحوا اكثر قدرة على مواجهة عاديات الزمان.
* ان الانشغال المبرر للاباء والامهات واولياء الامور بالسعي لتلبية الحاجات المادية من ماكل وملبس ومأوى وعلاج… الخ لايعفيهم من مسؤولية الانتباه الى اكبادهم التي تمشي على الارض خاصة في مرحلة الاساس – الخمس سنوات الاولى من حياتهم – وان تستمر الرعاية اللازمة لهم في كل مراحل نموهم بمتابعة ضرورية دون تضييق او اكراه خاصة في مرحلة المراهقة والانتقال من حياة الطفولة البريئة الى مرحلة بلوغ سن الرشد بكل ما يعنيه الرشد من ادراك للمسؤولية والوعي بالمخاطر والمهددات المحيطة. [/JUSTIFY]
كلام الناس – السوداني