فدوى موسى

بكره أحلى


[JUSTIFY]
بكره أحلى

كثيراً ما نسلم خاضعين لكل تسلسلات تفاصيل حياتنا عن بعض الاقتناع والاضمار للتحفظ كخيار بأن المطروح هو «أحسن السوء.. أو كما نقول أخير من غيرو» وعلى هذا المبدأ تموت بعض رغبات التغيير سواء كانت على مستوى الفرد أو المجموعة وتدعمنا موروثات ومفاهيم قديمة تجد حظها من التداول والاستمرار.. «فا لِّجن التَّعرفوا أخير من الجِّن الما بتعرفوا..» لذا ترانا دائماً نخشى التغيير ونتهيبه باعتبار ان ما ألفينا عليه اباؤنا هو الأضمن.. وكأننا لا نخرج من خارطة طريق قديمةسار عليها الجد والأب وها هو الابن يقتفي الأثر.. ولكن هناك كلمة للزَّمن لابد ان يقولها.. ففي عصر العولمة والتقانة والانفتاح لابد من طرق اخرى للحياة.. فلم يعد يجدي «حبل المهلة» الذي نتعامل به مع الإمور و«الجرجرة» التي نتقنها حتى انها تصلح للتسجيل في الملكية الفكرية كأحد موروثاتنا السودانية المستمرة وذلك ببساطة «ان درب السلامة للحول قريب» إذن علينا أن نعبر ونسافر عبر الزمن في رحلة «الحول» لانجاز مهمةٍ صغيرةٍ أو جزئية محددة في كل ما.. ما لم نخرج من عباءات سترة التعامل ببراح مع الزمن لن ننطلق إلى إيقاع العولمة المتسارع.. حتى مشيتنا على الارض فانها الهوينى والوحل.. ما يستحق الانجاز في ساعةٍ ننجزه في نصف يومٍ.. كما إننا في آحايين كثيرةٍ نجيد فناً خاصاً بنا «فتْكسِّير الزَّمن» ومثال لهذا «الكِّسير» والشهر الكريم على الأبواب بعضنا يعمد إلى الجانب التطبيقي ما بين إضاعة وقت رمضان في التنقل ما بين القنوات الفضائية، والتماهي مع الترفيهات الأخرى.. فهل من محاولات جادة في طرق مسارات أخرى للتعامل مع الزَّمن..

صديقتي «المتفاءلة» ترى إننا بدأنا في الإتجاه الصحيح للتعامل مع الزمن فالشباب هذه الايام يبدأون الإلتزام بالزَّمان والمكان المحددين لأي حراك وهذا يعطي إنطباعاً ومؤشراً جيداً لمقبل الايام إن الأمل في الخروج من إهدار الوقت قد يتضاءل إن استمر التواتر من الجيل القادم برزم التفاعل الموجب مع الزَّمن.. بتأكيد سيصبح الغد أفضل «بكره أحلى».

اليوم في المدرسة:

دائماً أول يوم في أي منشط مميز وذو تفرد في ترتيبه وتفاصيله.. اليوم هو أول أيام العام الدِّراسي لمدارس التعليم العام حيث يتحرك التلاميذ والتلميذات، طلاباً وطالبات نحو المدارس في بداية عام دارسي نتمنى أن يؤطر له كل المعلمين والمعلمات بنقل نبض الحياة المأمولة والمستقبل الزاهر بشكل أفضل وهم المعول عليهم في انجاز التغيير واعادة برمجة الانسان السوداني.. فليعمل أهل التعليم على تكوين انسان سوداني فاضلاً طموحاً ،لا يعرف اليأس والإنكسار يتحدى صعابٌ واقعه بالمحاولات الجادة في تلمس جادة الطرق.. فمهمة المعلمين والمعلمات تتعاظم كلما تعاظمت الحاجة لإنتاج إنسان مبرمج على المستقبليات والآتي من مستحدثات الزَّمن ويبقى كل عام دراسي بتحدياته وظروفه الآنية.. وهذا العام يتأتى والظروف الاقتصادية بالغة الدِّقة والتأثير على تفاصيل العملية التعليمية ككل في مناهجها وكادرها وبيئتها المدرسية، وغيرها من معينات وملحقات ليكون العام مواجهاً بطلب أكبر لبذل الجهد والعرق والصَّبر.. وهكذا يدق الجرس اليوم بايقاع مختلف وخاص.. نأمل أن يخرج اليوم الأول بالمدارس عنواناً لعام كامل قادم بدفع الأمل والرَّجاء والوطنِّية.. حيث يعوزنا أن تُعلى القيم الوطنية في المناهج لابد من دعمها بجرعات اضافية تعزز روح الحرص على مقدرات الوطن وإنسانه. كما نتمنى أن تُفَعِّل الدولة أدواتها في حفظ الطلاب والطالبات من التسرب أو الانكسار أمام الظروف الاقتصادية.

آخر الكلام:

كل يوم جديد.. أمل جديد.. إنسان جديد.. روح جديدة وعقول متجددة لغد أفضل، ولو خلصت النوايا ستكون بلادنا إن شاء اللّه في طريقها للعلياء.. «بكره أحلى باذن الله»..

(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]