[JUSTIFY]
بينما أقبل عدد كبير من شباب الحزب الحاكم على التقاط قفاز الحكم بحسب تعبير أحد كبار المتنازلين في الحزب والرجل الثاني فيه سابقاً بعد رئيسه، فقد قاله نافع علي نافع في مؤتمره الصحفي الذي كان بمثابة تسليم وتسلم صحفي بأن مسئولية التعامل مع الإعلام باسم الحزب قد آلت إلى البروفيسور إبراهيم غندور الذي يتمتع بصلات مستمرة مع الإعلاميين وقد كان قبل نحو عامين أميناً لإعلام الوطني، بينما يتم التقاط القفازات من هنا، يلتقط الكثيرون من أبناء الشعب أنفاسهم بعد أن حبسوها في انتظار التغيير الذي يطل عليهم في كل مرة بتغيير محدود فكانت المفاجأة هذه المرة كبيرة بل ومتنزلة من عل، بيد أن الكثير من الأسئلة الكبرى لا تزال هائمة على وجهها في أذهان الناس دون أن تستقر على حال، أكبر هذه الأسئلة هو هل سيتبع هذا التغيير الأشخاص شاغلو المناصب تغييراً مماثلاً في السياسات؟ ولعل الإجابة على هذا السؤال يسيرة وصعبة، فرب قائل بأن الإنقاذ لن تتغير في توجهها الكلي مهما تعاقبت على قيادتها الأجيال، فما تعتبره ثوابت لا يمكن أن تتخلي عنه سواء في مجال السياسة الخارجية أو السياسات الداخلية، فالدولة لها إستراتيجية ربع قرنية معروفة وخطط خمسية مرحلية تنطلق منها، والحزب الحاكم مرجعيته واضحة وطرحه ثابت، لكن دعوني أطرح سؤالاً آخر: هل سمعتم يوماً طرحاً أو برنامجاً أو خطأ كان هدفها الرسمي هو أن تخلق المعاناة للمواطن أو تحقق التخلف للدولة؟ لا يوجد، حتى لو وجدت فهي ليست مقصودة لذاتها وإنما قد ينضوي عليها شيء من معاناة للمواطن رغم الهدف المعلن بأنها لمصلحته وعلى سبيل ذلك الحزمة الأخيرة من الإصلاحات الاقتصادية، لكن الذي ينظر إلى واقع الأداء.
التنفيذي للحكومة ومنظمات المجتمع المدني على حد سواء بعين المحلل للنظم الإدارية يجد المشكلة الكبرى ليست في وجود الخطط لكن في تنفيذها، ويندر أن توجه وسائل الإعلام السؤال لأي مسئول في أي مشكلة أو أزمة ولا يقول لدينا خطة لفعل كذا وكذا، إذاً المشكلة الأولي هي في التنفيذ ولا شك أن الذي يقف على التنفيذ الجيد هو المسئول التنفيذي، والتغيير بشباب طاقاتهم عالية وأمامهم تحديات في إثبات ليس قدراتهم الشخصية فحسب بل نجاح تجربة الشباب في الحكم حتى لا يتركوا مساحة لذرائعية الشيوخ، بينما تلعب البيئة النفسية للقيادة دوراً كبيراً في صنع ثقافة المؤسسة التي تشكل بيئة العمل، والجو النفسي العام الذي أشيع عن التغيير وإنها مرحلة الشباب يجعل الشباب الذين في الحكومة يتعاملون بشخصية القائد المبادر أمام الكبار وليس المنقاد حتى لو كانوا موجودين من قبل فقد كان هدفهم هو مسايرة الكبار أما الآن فهدفهم هو صنع التميز.
حاشية:
صحيح أن الإستراتيجية موضوعة سلفاً لكن غايات الإستراتيجية لا يختلف عليها وطني مهما كان إنتماؤه السياسي، والخلاف في آليات التنفيذ فقط، إذا هناك براح للحكومة الجديدة في الإبداع والابتكار في الوسائل والبرامج والتكتيكات لتحقيق الأهداف الإستراتيجية والجمع عليها، وهذا هو مجال المرونة في التنفيذ الإستراتيجي.
فمن الناحية النظرية هناك فرص جيدة، ولكن علينا إلا نتسرع بالحكم على التغييرات مسبقاً لا بالنجاح ولا الفشل، وأن نشجع التغيير ما لم يثبت فشله بنفسه.بقلم/ مرتضي شطه: سودان سفاري
[/JUSTIFY]