تحقيقات وتقارير

ردود الأفعال حول المحاولة الانقلابية بدولة جنوب السودان


[JUSTIFY]عاشت دولة جنوب السودان فجر أمس ساعات عصيبة من الاشتباكات العنيفة بين قوات الحرس الرئاسي وقوات متمردة، بينما لجأ المواطنون في جوبا للاحتماء بالبعثات الدبلوماسية، ولم تصدر حصيلة رسمية بشأن قتلى الأحداث، لكن مصادر أوردت مقتل «21» من القوات المتمردة، ورصدت «الإنتباهة» ردود الأفعال على أحداث جوبا وردود الفعل الدولية على الحادثة:

تفاصيل قبل الانقلاب أكد مسؤول رفيع لصحيفة «سودان تربيون» أن دولة جنوب السودان دولة قبلية حتى الآن، وقد امتد القتال إلى قيادة القوات المسلحة لأن لديهم مجموعات هناك، وبحسب شهود عيان فإن حصيلة القتلى هي «21» عسكريًا بمن فيهم القائد السابق للوحدات المدمجة بالجيش الشعبي، وتضيف الصحيفة أن الاشتباكات اندلعت عقب أنباء عن قيام الرئيس سلفا كير بتوجيه رئيس أركان الجيش جيمس هوث باعتقال السياسيين المعارضين بمن فيهم ربيكا قرنق أرملة رئيس الحركة السابق جون قرنق، وأضاف مسؤول حكومي أنه كان من الممكن حل الخلافات أمس الأول، لكن الخلافات داخل الأمن والجيش لا تسمح باتخاذ إجراءات فورية بشأن أي أمر عسكري.

السودان يطمئن في الخرطوم أجرى الرئيس عمر البشير، اتصالاً هاتفيًا مع رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفا كير ميارديت، أطمأن خلاله إلى الأوضاع الأمنية عقب الأحداث التي شهدتها مدينه جوبا، وأكد البشير لـ «سلفاكير»، أهمية استتباب الأمن والاستقرار في دولة جنوب السودان، لما فيه مصلحة شعبي البلدين الشقيقين، من جانبه شكر سلفا كير البشير على اتصاله واهتمامه بمجريات الأحداث في جوبا مؤكدًا أن الأوضاع تحت السيطرة. وفي السياق نفسه أجرى النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح، اتصالاً هاتفيًا مع نائب رئيس دولة جنوب السودان جيمس واني إيقا، اطمأن خلاله إلى الأوضاع الأمنية عقب الأحداث التي شهدتها مدنية جوبا، وفشل المحاولة الانقلابية. وأكد الجانبان، أهمية استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة شعبي البلدين الشقيقين.

سياسة الانقلابات أكد مصدر مطلع بوفد الاتحاد الإفريقي في مصر، أن سياسة الانقلابات هي ثقافة موجودة في دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن حركة جنوب السودان في الأساس هي حركة عسكرية وتمردية بحتة، وأن الاغتيالات والانقلابات هي العقلية المسيطرة على الدولة، لأنها نشأت بحركة تمردية في الأساس. وأضاف أنه قد يكون الدافع قبليًا، لأن سيلفا كير عمل على إقصاء قبيلة النوير من المشهد السياسي. وتوقع المصدر بالاتحاد الإفريقي أن تشهد الفترة القادمة اغتيالات عديدة، لافتًا إلى أن دولة جنوب السودان دولة حديثة تكونت في ظروف غير طبيعية، كما أعرب عن إدانة الاتحاد الإفريقي لتلك المحاولة، وقال: لو نجحت هذه المحاولة لكان الاتحاد الإفريقي علق عضوية جنوب السودان.

الجامعة العربية تدين أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشدة محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت فجر أمس في جمهورية جنوب السودان والتي استهدفت عرقلة الجهود الرامية لتحقيق الوفاق الوطني وعلاقات حسن الجوار مع جمهورية السودان. وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان صحفي أصدرته دعمها لرئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت وحكومته في تحقيق الأمن والاستقرار. وعبَّرت الأمانة العامة للجامعة العربية مجددًا عن تضامنها مع شعب جنوب السودان في تحقيق تطلعاته في التنمية والازدهار، مشيرة إلى أنها تتابع تطورات الأحداث في جمهورية جنوب السودان.

انقطاع البث الإذاعي انقطع صباح أمس البث الإذاعي الرسمي بدولة جنوب السودان، بالتزامن مع محاولة انقلاب فاشلة قادها النائب السابق للرئيس سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان.

توقف المعابر الجوية والبرية توقفت رحلات الطيران المتجهة إلى جوبا عقب إغلاق المجال الجوي في دولة الجنوب، بدورها أعلنت مصادر ملاحية بمطار القاهرة الدولي عن إغلاق المجال الجوي بين مطار القاهرة ومطار جوبا بدولة جنوب السودان، لأجل غير مسمي في أعقاب المحاولة الانقلابية، وقالت المصادر إنه تم تأجيل صعود ركاب رحلة مصر للطيران رقم 859 وعددهم 130 راكبًا، لحين وصول تأكيد بإعادة فتح المطار واستقرار الأوضاع، أو إلغاء الرحلة لحين تحسن الأوضاع، وبحسب مصادر دبلوماسية في جوبا فإنه إضافة إلى مطار جوبا وإغلاق المجال الجوي، فقد أغلقت دولة الجنوب المعابر البرية، في وقت ألغت فيه العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى جوبا، بما فيها الخطوط الجوية الكينية، وبحسب شهود عيان في جوبا فإنهم وجدوا صعوبة في إجراء المكالمات الهاتفية منذ فجر أمس الإثنين.

اتهام مشار القى مدير معهد دولة الجنوب للدراسات الإستراتيجية جوك مادوت جوك اللوم في اشتباكات الحرس الرئاسي على مجموعة رياك مشار، وقال مادوت إن رياك مشار ليس جديدًا عليه القيام بهذه السبل العسكرية للوصول إلى السلطة.

الأوضاع في جوبا ذكر راديو «مرايا» التابع للأمم المتحدة أنه قد أُصيب أربعة أطفال جراء القصف في جوبا اثنان من الإصابات خطيرة، وأضافت الإذاعة أن أكثر من «400» شخص لجأوا إلى قاعدة الأمم المتحدة في جوبا للحماية من القصف صباح أمس، بينما لجأ بعض المواطنين إلى الكنيسة الكاثوليكية في جوبا، كما شهدت العاصمة حركة نزوح جماعية للأهالي في العاصمة جوبا جراء الاشتباكات.

وبحسب التقارير الصحفية فإن القتال صباح أمس دار بين مجموعة الدينكا والنوير امتد إلى الحي الملكي وحي نمرة تلاتة وحي نياكورن نيم والجامعة وحي بلك حيث توجد قيادة الشرطة كما أن القتال شمل قيادة الجيش نفسها في فيلبام وليس فقط الثكنات.

السفارات تحث حثت سفارات الدول الأجنبية البريطانية والأمريكية في جوبا مواطنيها عبر تويتر إلى البقاء في منازلهم وتوخي الحذر، كما نفت السفارة الأمريكية شائعات أن رياك مشار لجأ إليها، وقال بيان السفارة الأمريكية إنه حث الأطراف المعنية من المسؤولين والأطراف المعنية وهم سلفاكير ورياك مشار، من أجل الهدوء وضبط النفس، وإنهاء الخلافات من خلال الوسائل السياسية السلمية وليس عن طريق العنف، وقالت السفارة إنها ستواصل أعمال المراقبة عن كثب للوضع الأمني ــ ــ في جنوب السودان، مع إيلاء اهتمام خاص إلى مدينة جوبا والمناطق المحيطة بها على الفور، وسوف ننصح المواطنين مرة أخرى إذا تغير الوضع الأمني، كما أصدرت قوات الأمم المتحدة تعميمًا لأفرادها طالبتهم بالبقاء في منازلهم وعدم التحرك منها، وأعربت ممثلة الأمين العام للامم المتحدة بجنوب السودان هيلدا جونسون عن مخاوف عميقة بشأن الحادث الذي اندلع في جوبا، داعية إلى الهدوء بين الأطراف المعنية، وحثت جونسون جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية فورًا وممارسة ضبط النفس، وأضافت جونسون أنها كانت على اتصال منتظم مع الزعماء الرئيسيين بدولة الجنوب على أعلى المستويات للدعوة إلى الهدوء وهم الرئيس سلفا كير ميارديت ورياك مشار ووزير الدفاع ومدير جهاز الأمن ووزير الخارجية، وقالت إن البعثة الاممية ستراقب الأحداث عن كثب. وتوفير تطورات الأحداث.

الضحايا منسيون ذكرت البعثة الأممية في جوبا أن ضحايا الأحداث في جوبا غير قادرين على الوصول إلى المستشفيات بسبب الأحداث، وبحسب «راديو تمازج» فإن بعض المدنيين حاولوا الوصول إلى المستشفى لكن توقف حركة المرور منعهم من الوصول، وشوهدت سيارات الصليب الأحمر الدولي متجولة في شوارع جوبا، إضافة إلى أن العاملين في المجال الطبي غير قادرين على الوصول إلى عملهم بسبب حواجز الطرق.

المتوقع؟ لا يزال الغموض يلف الأوضاع السياسية والأمنية في العاصمة جوبا عقب المحاولة الانقلابية التي استهدفت الإطاحة بالرئيس سلفا كير ميارديت، في الوقت الذي ظهر فيه الرئيس كير على إعلان المحاولة الانقلابية وخاطب مواطنيه محاولاً بث الطمأنينة في نفوس المواطنين، إلا أن كير نفسه ارتبك لسانه وأبت الأوضاع الخطيرة التي وجد نفسه فيها إلاّ أن تفصح عن حقيقة الوضع، من جانب آخر فإن حقائق الموقف في جوبا ــ بعيداً جداً عن الموقف الحكومي الرسمي هناك ــ تبدو وحدها ناطقة بأكثر من دليل على أنَّ الأوضاع المستقرة باتت أيامها معدودات، فإن التملمُل الذي حدث صباح أمس سيتبعه آخر، خاصة مع توتر المناخ السياسي، عموماً، المؤشرات في جوبا تبدو واضحة فإن لم يكن اليوم، فإنها في الغد! ففي كل الأحوال هنالك على أيّة حال انقلاب حتى ولو لم يكن بالصورة التقليدية المعروفة، فهو انقلاب على الأوضاع من أجل خلق أوضاع جديدة، لكن الخوف الحقيقي هو حدوث حرب أهلية بين الدينكا والنوير، فإذا اندلعت فإن نارها ستحرق الإقليم برمته وليس السودان وحده.

صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر
ع.ش[/JUSTIFY]