تحقيقات وتقارير

جوبا تفقد السيطرة على مدينة ومساع لإنهاء الأزمة


[JUSTIFY]قال جيش جنوب السودان الأربعاء، إنه فقد السيطرة على بلدة بور المضطربة بعد أنباء عن اشتباكات هناك بين القوات النظامية ومقاتلين موالين لـ رياك مشار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان، ولم يكشف متحدث عن الجيش أي تفاصيل عن الوضع.

وذكر شهود عيان أن الاشتباكات التي اندلعت في جوبا مساء الأحد، امتدت إلى بلدة بور، وهي عاصمة ولاية جونغلي شمال جوبا، الأمر الذي أثار مخاوف من انزلاق البلاد إلى صراع قبلي.

وقال نائب حاكم ولاية جونقلي حسين مار لوكالة رويترز للأنباء، “دار قتال الليلة الماضية (الثلاثاء) في ثكنتين عسكريتين”، لكنه قال إن بلدة بور هادئة حاليا، وأوضح أن قوات بقيادة القائد بيتر قديت حليف مشار سيطرت على الثكنتين، لكن التفاصيل لا تزال غامضة، وأشارت رواية أخرى إلى سقوط ثكنة واحدة فقط في أيدي حلفاء مشار.

وقد اتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميادريت نائبه السابق مشار ببدء القتال ومحاولة الانقلاب عليه، وهو ما نفاه مشار، وأضاف سلفاكير أن “المحاولة الانقلابية الفاشلة هي صراع على السلطة وليست صراعا قبليا”، كما يروج له من وصفهم بالانتهازيين.

سلفاكير ومشار
وقال سلفاكير إن لحكومته الخيار في تقديم من شارك في الانقلاب إلى المحاكم العسكرية أو المدنية، والتي ستكفل للجميع محاكمة عادلة على حد قوله، وحمل سلفاكير نائبه السابق مشار مسؤولية انتقال المعارك إلى مدن جنوبية أخرى، على الرغم من استعداده للحوار معه.

بالمقابل أبلغ مشار الموقع الإلكتروني سودان تريبيون بأنه لا يقف وراء محاولة الانقلاب، ونفى أن يكون له أي دور في القتال، وقال إن سلفاكير يستغل الاشتباكات التي اندلعت بين أفراد من حرس الرئاسة لمعاقبة خصومه السياسيين.

وقال رياك قاي القيادي في قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، “لن نسمح بأن يشوه رياك صورة قبيلة النوير، إذا كانت أجندته هي التطلع للسلطة فهذا حقه، وهذا الحق مشروع ولكن عبر الآليات المشروعة”.

وتصاعدت التوترات السياسية منذ إقالة سلفاكير لمشار وقياديين آخرين بارزين في داخل الحركة الشعبية الحاكمة، ويخشى مراقبون من أن يتحول الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية في جنوب السودان وإذكاء الحروب التاريخية بينها.
وتشير السلطات إلى أن الوضع الأمني في جوبا سيعود تدريجيا إلى حالته الطبيعية في غضون أيام، لكنها تخشى من انتقال الصراع إلى مناطق أخرى تعاني أصلا من وضع أمني هش.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الأوضاع في جوبا أخذت تعود إلى طبيعتها، بعد أن خففت قوات الأمن من وجودها في شوارع المدينة، كما استأنفت شركات الطيران رحلاتها إلى مدينة جوبا، غير أنه أضاف أن هناك مخاوف من تطور أعمال العنف في ولاية جونقلي إلى صراع، مما يؤدي إلى تعقيد الأزمة.

وذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أن قتالا اندلع في توريت إلى الشرق من جوبا، وتقول المنظمة الأممية إن الاشتباكات دفعت 20 ألف شخص إلى اللجوء إلى مخيمات اللاجئين التابعة لها.

مساع أفريقية
من جانب آخر، تسافر مجموعة من وزراء خارجية عدة دول في شرق أفريقيا إلى جنوب السودان اليوم الخميس في مسعى لإنهاء القتال هناك، لتكون أول بعثة أجنبية تدخل جوبا منذ تفجر الصراع الذي أودى بحياة نحو 500 شخص.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي توادروس أدهانوم “سنسافر إلى جوبا للحصول على معلومات مباشرة بشأن الوضع على الأرض والسعي لتسوية الأزمة”، ويسافر الوزراء تحت مظلة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد).

وقد أغلقت أوغندا حدودها مؤقتا، وقالت كينيا إن حدودها مفتوحة، وقالت وكالات إغاثة إن مخيما قريبا للاجئين مستعد لقادمين جدد، وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها أجلت ثلاث مجموعات من الرعايا الأميركيين الأربعاء على متن طائرتين عسكريتين ورحلة خاصة مستأجرة.

وذكرت بريطانيا أنها تقوم بإجلاء بعض العاملين في سفارتها وتجمع أسماء الرعايا الراغبين في المغادرة، كما أعلنت إيطاليا أمس البدء بسحب رعاياها من جنوب السودان.

الجزيرة نت
[/JUSTIFY]