تحقيقات وتقارير

جنوب السودان.. اليوم الخامس فقدان السيطرة رغم الوساطات


[JUSTIFY]انتشر القتال في دولة جنوب السودان ليشمل مناطق أخرى غير العاصمة جوبا بعد الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث إمتد القتال إلى بلدة بور عاصمة ولاية جونقلي الشرقية وتوريت عاصمة ولاية شرق الإستوائية، كما اندلعت اشتباكات بين جيش جنوب السودان ومقاتلين يقال إنهم موالون لنائب الرئيس السابق رياك مشار، ويعتبر ما جرى أزمة تتطلب أن يتم التعامل معها بسرعة عبر الحوار السياسي، لأنه ثمة مخاوف من انتشار العنف إلى الولايات الأخرى وقد ظهرت بعض علامات ذلك بحسب ما ذكر مراقبون، وفيما يلي تفاصيل اليوم الخامس عقب المحاولة الانقلابية:-
تخوف الخرطوم قال المتحدث باسم القوات المسلحة إن السودان يخشى أن يؤثر الصراع الدائر في جنوب السودان على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية وهو ما سيضر مصالح الخرطوم، وقال العقيد الصوارمي خالد إنه إذا امتد القتال من ولاية جونقلي الغنية بالنفط والواقعة شمال شرقي جوبا عاصمة جنوب السودان إلى المناطق المتاخمة للسودان فإن الخرطوم قد تواجه تهديدًا أمنيًا كبيرًا، وأوضح خالد أن نفط الجنوب يعبر الحدود السودانية وأن توقفه سيؤثر سلبًا على السودان معبرًا عن قلق شديد لدى الخرطوم من تصاعد الأزمة.
قوات أمريكية التقت سفيرة الولايات المتحدة في جوبا برئيس دولة الجنوب سلفا كير ميادريت مساء أول من أمس الأربعاء، وعقد الجانبان لقاء مغلقًا بحثا فيه الأوضاع في البلاد، فيما أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الكولونيل ستيفن وارن أن وزارته أجلت جوًا «120» من الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم من جنوب السودان، موضحًا أن طائرتين من طراز «سي 130» نقلت موظفين من السفارة الأميركية في جوبا مع دبلوماسيين أجانب آخرين وبعض المواطنين الأميركيين إلى كينيا المجاورة. وأكد أن قوة أمريكية لا تزال على الأرض في جوبا لتعزيز أمن السفارة، فيما أرسل برنامج «كفاية» في واشنطن إلى كبار المسؤولين الأمريكيين داعيًا إياهم إلى التدخل لتجنب مزيد من التصعيد في الوضع، من بين النقاط أن على إدارة أوباما إرسال مبعوثها الخاص دونالد بوث للقيام بجهود الوساطة، والعمل داخل مجلس الأمن الدولي عبر مشروع بيان رئاسي أو قرار حول الأزمة وتوجيه بعثة الأمم المتحدة لخلق ملاذات آمنة واتخاذ خطوات واضحة نحو حماية المدنيين.

قاي يتدخل قال القيادي في قبيلة النوير رياك قاي التي ينتمي إليها مشار، لن نسمح بأن يشوه رياك صورة قبيلة النوير، إذا كانت أجندته هي التطلع للسلطة فهذا حقه، وهذا الحق مشروع ولكن عبر الآليات المشروعة، ويخشى مراقبون من أن يتحول الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية في جنوب السودان وإذكاء الحروب التاريخية بينها، وأفادت تقارير صحفية بأن الأوضاع في جوبا أخذت تعود إلى طبيعتها، بعد أن خففت قوات الأمن من وجودها في شوارع المدينة، كما استأنفت شركات الطيران رحلاتها إلى مدينة جوبا، غير أنه أضاف أن هناك مخاوف من تطور أعمال العنف في ولاية جونقلي إلى صراع، مما يؤدي إلى تعقيد الأزمة.
مستشفى جوبا قال وكيل وزارة الصحة القومية الدكتور ماكور كوريوم إن مستشفى جوبا التعليمي استقبل خلال الثلاثة الأيام الماضية حوالى «220» حالة من المدنيين الذين أُصيبوا بأعيرة نارية طائشة خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة جوبا، فيما أوضح ماكور أن قليلاً منهم من أفراد الجيش الشعبي. وأكد ماكور وفاة 44 شخصاً، مبيناً أن السبب الأساسي في وفاتهم هو النزيف الحاد الذي أدى إلى فقدان الدم، كاشفاً أن المستشفى أجرى حوالى 73 عملية، مشيراً إلى أن معظمها كانت ناجحة. وذكر ماكور أن 4 أشخاص ماتوا أثناء العملية بسبب النزيف الحاد.

وأبان وكيل وزارة الصحة القومية أن أيام الاشبتاكات شهدت وجود حوالى 100 طبيب عمومي و10 اختصاصيين و30 ممرضًا و ممرضة يعملون بالمستشفى، مؤكداً أن كل الأطباء والعاملين في الحقل الصحي قاموا بأداء واجبهم بكامل المهنية والمسؤولية، منوهاً بأن تكاتفهم في ظل ظروف كانت غير ملائمة للأحداث التي شهدتها المدينة كانت سر نجاحهم.

أكول مع سلفا
طالب رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي الدكتور لام أكول أجاوين بتقديم كل من يثبت تورطه في الأحداث التي شهدتها مدينة جوبا خلال الأيام الماضية، موضحاً في تصريح صحفي أن حزب التغيير الديمقراطي يؤمن بالعمل السياسي الديمقراطي للوصول إلى السلطة وأي طريق غير ذلك يعتبر مرفوضاً، مؤكداً إدانتهم لأية محاولة عسكرية يستخدم فيها العنف للتأثير على الوضع السياسي الراهن. وشدد أكول على ضرورة سيادة حكم القانون لمن يثبت تورطه في العمل المسلح، كما ناشد السلطات ضرورة الإسراع في عملية التحقيق مع المعتقلين حتى تتضح الرؤية للجميع والفرز بين المتورطين وغيرهم حسب تعبيره.

المجتمع المدني يدين
أدان رئيس تحالف منظمات المجتمع المدني دينق أطواي ماوير نيابة عن التحالف الاشتباكات المسلحة الأخيرة والمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها العاصمة جوبا، مناشداً المواطنين عدم اتخاذ الأمر بـ «مشاعر قبلية»، وزاد قائلاً : «لابد أن ننظر إلى مستقبل جنوب السودان»، معبراً عن أسفه العميق تجاه ما بدر من بعض الناس باستهداف المدنيين على أساس اثني.

زوجة سلفا تساعد قدمت السيدة الأولى ميري أيان ميارديت بالتعاون مساعدات غذائية لجرحى اشتباكات المحاولة الانقلابية الفاشلة بمستشفى جوبا التعليمي، وسلم المساعدات للمستشفى وكيل وزارة الصحة القومي ماكور كوريوم، وأشاد وكيل وزارة الصحة بوقفة السيدة الأولى مع شعبها في أوقات المحنة.
مواطنون يناشدون ناشد المواطنون بمدينة جوبا الحكومة بضرورة توفير الحماية لهم، وقال عدد من المواطنين من داخل مقر بعثة الأمم المتحدة «اليونميس» إنهم لجأوا إليه بهدف طلب الحماية بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفتهم، مشيرين إلى أن المنظمة قدمت لهم مياه الشرب فقط وأنهم الآن يعيشون الآن ظروفاً قاسية بلا غذاء ومأوى، مناشدين الحكومة توفير الحماية لهم وإنقاذ حياتهم من الجوع خاصة أن هنالك عددًا كبيرًا من الأطفال في أوساطهم. وأوضح المواطنون أنهم سيبقون في مقر البعثة حتى يتأكدوا من هدوء الأوضاع وعودتها إلى طبيعتها.

مقاطعة ياي تدعو
أكد محافظ مقاطعة نهر ياي جمعة ديفيد انتهاء امتحانات شهادة الأساس في مقاطعته بالرغم من وجود تخوفات بين الطلاب والمواطنين. وقال بأنه شرع في التحدث عبر الإذاعة للمواطنين لغرس روح الأمان في نفوس المواطنين وخاصة الطلاب الجالسين في الامتحانات حتى لا يتخوفوا من الأحداث الجارية في جوبا.

مقابر جماعية ذكر ردايو تمازج التابع للأمم المتحدة أن شاحنات نقلت جثث القتلى من المستشفى العسكري مساء أول من أمس الأربعاء إلى مكان مجهول، وقالت الإذاعة الأممية إن الحكومة اعترفت بمقتل أكثر من «500»، لكن سلطات الأمن تمنع الصحافيين من الوصول إلى المستشفيات والمشارح لإحصاء الجثث، واعترف طبيب بالمستشفى العسكري في جوبا بأن الشاحنات التي أُخذت فيها الجثث لم يتم إحضار عائلاتهم للتعرف عليهم، وأنه غير قادر على تحديد رقم لعدد القتلى الحقيقي في أحداث جوبا، لكن شهود عيان قالوا إنهم رواء ثلاث شاحنات تحمل الجثث، وإنه من الغير المعروف هل تم دفنهم في مقابر جماعية، بدوره نفى المتحدث باسم رئاسة دولة الجنوب أن يكون الضحايا قد دُفنوا في مقابر جماعية.

استهداف النوير
وقال أحد سكان منطقة ميا في جوبا إنه شاهد تسع جثث جميعها من النوير، كانت ملقاة بالقرب من المدرسة الكاثوليكية، ويقول تشارلز إنه رأى المقاتلين النظاميين كانوا يستهدفون النوير في المناطق السكنية الذين كانوا يدافعون عن أنفسهم، مشيرًا إلى أنه نصح جيرانه من النوير بالهروب، ويقول شاهد آخر من منطقة بولوك في جوبا إن رجلين من النوير قتلا عقب خروجهما من منزلهما، وإن جثتيهما تركتا لمدة يومين، وإن الجيش جاء أخيرًا لجمع الجثث.

نقص الوقود تسببت الاشتباكات في عاصمة جنوب السودان في وقت سابق من هذا الأسبوع في الاضطرابات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بما في ذلك الوقود، على الرغم من أن السعر الرسمي للوقود في محطات البنزين لا يزال هو نفسه كما كان من قبل الصراع، العديد من المحطات مغلقة وارتفعت أسعار السوق السوداء.

شاحنات المياه حدثت اضطرابات في إمدادات المياه بعدد من أجزاء مدينة جوبا، وذلك بسبب انعدام الأمن حيث منعت شاحنات المياه من التحرك، وأفاد كثير من السكان أن شاحنات المياه رجعت تتحرك مرة أخرى في جميع أنحاء المدينة.

عمال النفط قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن عمال نفط طلبوا الحماية في مجمع للأمم المتحدة بمنطقة بانتيو المنتجة للنفط، وجاء في بيان مقتضب نشرته البعثة على حسابها على تويتر يطلب عمال نفط الحماية في مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بمنطقة بانتيو بولاية الوحدة، وأضاف البيان أن البعثة توفر مأوى للأهالي في مناطق أخرى.

اتساع القتال
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الاشتباكات في جنوب السودان امتدت إلى ما وراء العاصمة جوبا في الوقت الذي تحارب فيه القوات العسكرية المتناحرة في منطقة نائية من هذه الدولة الأحدث في العالم، وقالت الصحيفة ــ في سياق تقرير نشرته أمس على موقعها الإلكترونى ــ إن القتال اندلع حول مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي الواقعة بوسط البلاد في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن اشتباك القوات الموالية لريك مشار نائب الرئيس السابق مع جنود موالين للحكومة التي يقودها الرئيس سلفا كير ميارديت، وأوضحت الصحيفة أن قوات مشار تمكنت من السيطرة على منطقتين بحسب مسؤولين عسكريين في البلاد، وأشارت الصحيفة إلى أن العنف أثار مخاوف من أن تنزلق جمهورية جنوب السودان، في هوة حرب أهلية أوسع نطاقًا تضع الجماعات العرقية في مواجهة بعضها البعض، ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الاشتباكات دخلت يومها الرابع على التوالي في جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في عام 2011 بعد عملية سلام مدعومة أمريكيًا أنهت واحدة من أطول الحروب في إفريقيا وأكثرها وحشية، ونوهت الصحيفة بأن مسؤولاً بالسفارة الأمريكية في جوبا، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أفاد بإجلاء طاقم السفارة غير الأساسي وغيرهم من المواطنين الأمريكيين من جوبا، إلا أن السفيرة سوزان بيج وغيرها من الدبلوماسيين الأساسيين لا يزالون موجودين في البلاد.

حرب أهلية ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا الهندية أنه بعد 6 أعوام من انفصالها فعليًا و3 من انفصالها رسميًا في 2011، تواجه دولة جنوب السودان خطر السقوط في أتون الحرب الأهلية، في أعقاب المحاولة الانقلابية التي وصفها رئيس البلاد سيلفا كير ميارديت بـالفاشلة، إلا أنها في الحقيقة هي الأولى التي استطاعت أن تهز عرش سلفا كير، حيث خضع الرئيس الإفريقي لضغوط الغرب والمجتمع الدولي الذي حذر، من احتمالات تطور المواجهات بين قوات ريك مشار قائد الانقلاب والقوات الحكومية لحرب أهلية عرقية، إلى ذلك، نقل الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية «BBC» عن محللين قولهم إن أصل الصراع بين الرئيس ونائبه المقال هو في الحقيقة صراع طائفي، حيث ينتمي سلفا كير إلى قبيلة الدينكا فيما ينتمي مشار إلى قبيلة أخرى وهي النوير، فيما أكد مسؤولون أمريكيون أن الرئيس باراك أوباما يتابع عن كثب الأحداث الجارية في جنوب السودان.

فرنسا تنصح نصحت فرنسا رعاياها بجنوب السودان بمغادرة البلاد على ضوء الوضع المتوتر السائد منذ أربعة أيام. وذكرت الخارجية الفرنسية عبر بوابة إرشادات السفر على موقعها الالكتروني أنه في أعقاب التوترات التي سادت جوبا منذ السادس عشر من الشهر الجاري، فإن الوضع لا يزال غير مستقر، ومن المستحسن الإبقاء على اليقظة البالغة فيما يتعلق بالوجود بهذه المنطقة من جنوب السودان.

صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر
ع.ش
[/JUSTIFY]