أتون الحرب الأهلية.. جنوب السودان على شفا الهاوية
الصين تجلي قال مسؤول من شركة النفط الوطنية الصينية ووسائل إعلام أمس، إن الشركة وهي مستثمر كبير تنقل عامليها إلى العاصمة جوبا، وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن الشركة تعتزم نقل «32» عاملاً جواً، وقال مسؤول إعلامي بالشركة ترتب إجلاء منظما لعاملينا في حقول النفط المتضررة التى تديرها شركة النفط الوطنية الصينية، ولم يوضح ما إذا كان انتاج الشركة من النفط قد تأثر، وقالت شينخوا إن الاضطرابات وصلت إلى حقل نفط فى القطاع الشمالى من جنوب السودان تديره مجموعة شركات هندية وماليزية ومن جنوب السودان مما أسفر عن مقتل «14» من العاملين المحليين.
من جوبا إلى كمبالا بدأ الجيش الألماني أمس فى إجلاء نحو مائة مواطن ألماني من دولة جنوب السودان. وقال متحدث باسم الإدارة الخارجية بالجيش الألماني في تصريحات صحفية امس، إن طائرة نقل من طراز «ترانسال» أقلعت من دولة جنوب السودان صباح أمس وعلى متنها مواطنون ألمان. ووفقاً لبيانات وزير الخارجية الألماني فرانك ــ فالتر شتاينماير سيتم مبدئياً نقل «55» ألمانيا إلى أوغندا المجاورة، وأضاف شتاينماير أنه من المقرر إقلاع رحلة ثانية في وقت لاحق أو اليوم «السبت».
تقرير الأزمات رأت مجموعة الأزمات الدولية، في تقرير، على موقعها الإلكتروني، أمس، أن جنوب السودان الدولة الوليدة التي لطالما مزقتها النزاعات القبلية المسلحة، على أعتاب حرب أهلية، وذلك بعد امتداد أعمال لجونقلي والهجوم على معسكر تابع للأمم المتحدة بالولاية ذاتها، وأشار التقرير إلى أن الحرب الأهلية لا مفر منها خاصة بعد انقسام الجيش الذي يجمع في تكوينه الحركات المسلحة والثورية التي قادت معارك الانفصال، لافتاً إلى أن الأزمة التي كانت في يوم من الأيام سياسية انتقلت لصفوف الجيش الشعبى الذى عانى على مدار أعوام من الأزمات الداخلية الطاحنة، ولفت التقرير إلى أن هناك من يتعطش لأيام المعارك العرقية التي قادها جيش التحرير الشعبي، فيما تسعى كل الأحزاب لمزيد من إراقة الدماء بفشلها في وقف الأزمة، التي تستدعي تدخل وسيط خارجي نزيه، معتبرا أن ما يجري في جنوب السودان هو صراع على السلطة، وذكر التقرير أن مجموعة دول الترويكا التي دعمت محادثات السلام بين السودان ودولة الجنوب في 2005، لا بد أن تندد وبشكل صريح بأعمال العنف ضد المدنيين، وتدعم جهود دور «إيقاد» للوساطة. لوموند تهتم اهتمت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس بتطورات الوضع في جنوب السودان، محذرة من أن الصراع على السلطة يهدد اليوم باندلاع الحرب بها مرة أخرى، والأمر يتعلق بحرب محتملة جنوبية – جنوبية على ضوء التطورات التي أسفرت بالفعل عن مقتل مئات الأشخاص بالعاصمة جوبا، وأضافت لوموند أنه إذا كانت المكالمات الهاتفية من جانب الولايات المتحدة وكينيا ويوغندا وإثيوبيا والأمم المتحدة لم تكن كافية لإقناع رئيس جنوب السودان سلفا كير، بالتفاوض مع خصومه داخل الحزب الحاكم، بدءاً من نائب الرئيس المقال رياك مشار، فإن الصراع السياسي قد يتحول إلى اشتباكات عرقية، يدفع ثمنها المدنيون، واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن وجود الدولة «جنوب السودان» بات على المحك الآن. صحة سلفا توقعت المجلة إلايكونوميست البريطانية، أن يخرج العنف الذى يشهده جنوب السودان حاليا عن نطاق السيطرة. ورأت الصحيفة أن ظهور سلفا كير المفاجئ على شاشات التليفزيون في السادس عشر من الشهر الجاري، مرتديا الزي العسكري مزعجا في شكله ومضمونه، وكانت جوبا، عاصمة جنوب السودان قد هزها قتال عنيف في اليوم السابق بين فصائل الجيش. وبرغم ذلك، فإن الدبلوماسيين في جوبا يأملون في تجنب وقوع حرب أهلية كاملة النظام على أسس طائفية. وربما يسعى المانحون الغربيون والأمم المتحدة إلى استخدام تأثير مليارات الدولارات في محاولة للتوسط في الأزمة، ويرى المقربون منه أن رجلاً قد تغير، ويتساءلون ما إذا كانت المشكلات الصحية الأخيرة التي استدعت توجهها لجنوب إفريقيا لتلقي العلاج قد أثرت على حكمه، ويقول دبلوماسي عرف سلفا كير منذ الحرب الأهلية إنه رجل مختلف تماماً عن الرجل الذي كان يعرفه من قبل. التليغراف تتساءل طرحت صحيفة «التليغراف» البريطانية سؤالا حول قدرة جنوب السودان، دولة الثلاث سنوات، على الاستمرار، بعد المواجهات الدامية التي اندلعت بين القوات الحكومية والقوات الموالية لريك مشار نائب الرئيس المقال، تحت سؤال بعنوان من يقاتل من؟ وأوضح الصحفي البريطاني ديفيد بلير أن كلاً من الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه المقال في يوليو الماضي مشار خاضا معارك كثيرة للوصول للسلطة، بينما كانت الخصومة القبلية تشتعل شيئا فشيئا بينهما، فـكير من قبيلة الدينكا ومشار من النوير. وأكد بلير أن الوضع خطير، خاصة بعد إجلاء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا رعاياهما، وسحب الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين من البعثات الدبلوماسية. ورأى بلير أن جنوب السودان يتجه لحرب أهلية عرقية بعد تأليب قبيلة سلفا كير ضد النوير قبيلة مشار، خاصة أن رئيس الدولة استفرد بأفراد النوير للاستجواب أو لما هو أسوأ، فيما سيطر أنصار مشار على ولاية جونقلي شمال جوبا، إلا أن مشار نفسه مختفي وسط أنباء شبه مؤكدة عن هروبه على الأرجح لجونقلي.
تحليلات
قال نائب مدير مركز الدراسات السودانية بجامعة القاهرة الدكتور أيمن شبانة إن محاولة الانقلاب في جنوب السودان هو نتيجة للصراع على السلطة بين أجنحة النخبة الحاكمة، واصفاً ذلك بأنه صراع سلطوي، محذراً من تأثير نتائج هذا التقسيم على الأمن القومي المصري. وأضاف شبانة – خلال لقائه ببرنامج أنباء وآراء على القناة الثانية – أمس أن الصدام بين القيادات تحول إلى صدام بين جماعة الدينكا – التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير – وجماعة النوير؛ وهما أكبر الجماعات بالسودان، وأوضح أن أمريكا لا تتدخل عسكرياً بشكل مباشر على الأراضى الإفريقية منذ عام 1994 بالرغم من وجود مصالح للولايات المتحدة بجنوب السودان إلا أنها لن تتدخل عسكرياً، وربما تحاول ممارسة ضغوط سياسية قوية على أطراف هذا الصراع السلطوي. من جهتها، أعربت الدكتورة أماني الطويل عن اعتقادها بأن جنوب السودان ربما يواجه في الفترة المقبلة صراعا مسلحا يمتد لعدة شهور، مرجحة تصاعد الصراع على المستويين السياسي والشعبي. وحول احتمال تدخل إسرائيل في الأزمة في جنوب السودان باعتباره حليفاً إستراتيجياً، استبعدت الطويل أن تتدخّل تل أبيب لحل الأزمة، إلا أنها رجحت أن تضطلع الولايات المتحدة الأمريكية بدور بناء لرأب الصدع بين أطراف الأزمة، بينما ستسعى الأمم المتحدة لخلق فرص للتفاوض.
صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر
ع.ش