فدوى موسى

نظام الثلث


[JUSTIFY]
نظام الثلث

ما ان ابتل الريق، وذهب الظمأ، وثبت الأجر ان شاء الله إلا وحالة من تفكك تام لعضيمات الجسم تمارس منظومتها وسلطانها على مجموعة الوظائف التي يقوم بها ان أخطأنا وأكثرنا من شراب الماء الذي اعتدنا شرابه بلا تحديد أو فتر.. وسلوكنا الغذائي في رمضان يحتاج لضبط، لأن الناظر للمائدة الرمضانية وملحقاتها من عصائر وحلويات وسكريات يتيقن أن التخمة وتعدياتها قادمة، ما لم يكن الفرد حريصاً على نظام ثلث لشرابه، وثلث لطعامه، وثلث لنفسه، لأنه لا محالة قد يقع في طائلة إدراك الشبعة، على كل حال قليل من الأكل الدافئ بعد يوم من الصيام تنشط المعدة وتساعد الجسم على التدرج في احتمال تناول الغذاء بعد الاحجام ورمضان كريم علينا وعليكم.

بالحلال والدلال: وتتطوف بذاكرتي أيام في الوراء وأختي الصغيرة (عائشة) تقوم بجلب لقيمات شاي الصباح من الدكان لنقوم معاً بتقسيمها على عددنا بنظام الكيمان ونكون قد وضعنا في الحساب كوماً زائدًا لنقسمه بيني وبينها وأقول لها هذه قسمة (الحلال والبلال) فتضحك وما زالت تتذكر هذه القسمة التي أنقل ممارستها الآن لبنيتي الصغيرة (ولاء) التي ترى أنها في أي شئ الأحق بقسمة الحلال والدلال وتأخذها دليلاً بالثابتة على عندما احاول ان أمارس عليها سلطة (العدل والقسمة بالتساوي وأحذركم ونفسي من ممارسة هذه الطريقة) أها الكوم دا حق منو يا جماعة وينو سيدو؟

قسمة عادلة: والجماعة الخمسة جالسون أمامهم أربعين بلحة يتناقشون عن كيفية تقسيمها بينهم فقال أحدهم نقسمها بالتساوي فاحتج كبيرهم ان ذلك يعني عدم توقيره أو خصه بما يستحق إذ كيف يتساوى مع الصغار منهم؟ أعادوا المفاوضة حول ذات الأمر فاقترح احدهم بحل المعضلة بتقسيم البلح بينهم بنظام (القسمة والنصيب) وارتضوا الفكرة فحمل كيس البلح أعطى الأول خمس بلحات، والثاني عشر بلحات، والثالث تسع ولم يعط الرابع، ولا واحدة!! وأعطى الأخير ستة عشر فقاموا بالإحتجاج مرةً أخرى فرد عليهم (ما قلتوا دايرين القسمة والنصيب) إنتو هسة فيكم العندو الكثير والعندو الوسط والعندو الحبة والماعندو حاجة أها تقدروا تحتجوا على القسمة والنصيب؟

تقسيم الثورات: ما زالت موجات الربيع العربي تمارس قسمتها في أمور الشعوب ما أن تنتهي الثورة في البلد المعني حتى تتوجه آليات الاعلام (الحربية) نحو الدولة التالية هذه الأيام سوريا على مشارف النهايات ترى الى أين وجهة تحول الفضائيات أنظارها ما بعد اتمام نجاح الثورة السورية والتي شبعنا خلالها في اختزان الصور الدموية وبشاعة احتمال الانسان لايذاء الانسان حتى بتنا نخشى فتح الفضائيات من أن لا تحتمل خواطرنا رؤية القسوة التي ذهب بها الرجال والنساء والأطفال في حمامات الدماء العشوائية حتى وصلنا لحالة قناعة ان الحلول الأمنية لأي بلد لا تحل القضايا فلماذا لا يحاول الكثير من الحكام فكرة النزول على رغبات الشعوب.

آخر الكلام: لا أظن أن أحدا يقبل بالقسمة المرتبطة بعقل أخيه الا أن تكون قدرًا لا يملك فيه أحد التدخل وان حاول الكثيرون أن يقوموا بنظام قسمة التساوي وأما قسمة الثورات فلها ألف ألف باب للوصول لبوابات النهاية.

(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]