تنحي « سلفاكير ».. الخطوة الصعبة ..!!
واضح أن لغة مشار السياسي المعروف باتت بلغة البندقية و (العضل) وقد أوصد الباب أمام سلفاكير وأنصاره من أي احتمالات أخرى للحوار غير أبه لرؤية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للأزمة، والتي اعتبرها سياسية وعلق بشأنها 🙁 أن هناك حاجة ملحة للحوار السياسي).. وفي ظل الوضع الراهن وحالة الاقتتال التي بدأت تتسع دوائرها يبدو من الصعوبة بمكان رصف أرضية للحوار، خاصة وأن مشار انتهج سياسة بات عسيراً على الرئيس سلفاكير الحد منها، وهي خروج مشار من العاصمة وترتيب صفوف المليشيات التابعة لها، والتي جلها تنحدر عناصرها من عشيرته النوير.. ومن ثم بدء الزحف نحو جوبا وهي استراتيجية شد الأطراف التي نوى قطاع الشمال تطبيقها لأجل إسقاط الخرطوم، ومعلوم صعوبة إسقاط الخرطوم، وربما كذلك الحال الآن بالنسبة لجوبا وقد بدت خطة قطاع الشمال باحتلال كادوقلي بجنوب كردفان، والدمازين بالنيل الأزرق، ومن ثم الزحف على العاصمة وهاهو مشار ينتهج ذات النهج.. حيث تشير مصادر أبلغت شبكة الشروق أمس سقوط ثكنات عسكرية في اربع مناطق بالجنوب وهي (بور، مقير، منقلا وأكوبو) وكان القتال قد انتقل بشكل مفاجئ يوم الخميس إلى الجزء الشمالي من الجنوب (ولاية الوحدة).
وبالتالي فإن مشار يسعى للزحف نحو العاصمة لمحاصرة سلفاكير وإضعاف موقفه، ولذا رفع سقف مطالبه بل أوله لأعلى مرتبة بمطالبته بتنحي كير الذي بات في وضع يحسد عليه، خاصة وأن الرئيس الجنوبي استعجل إعلان التفاوض مع مشار، ومما أظهر حكومته في موقف الضعيف مع أن ميارديت كان بالإمكان إعلان التفاوض مع مشار بواسطة الناطق باسم حكومته أو أو شركاء حزبه في الحكومة، أو حتي من خلال أطراف مؤثرة في المشهد الجنوبي خارج الحكومة أمثال رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي لام أكول.
دعوة مشار لسلفاكير بالتنحي تروق لكثيرين خاصة لأبناء قبائل الاستوائية وغيرها أمثال المنداري، واللاتوكا، والتبوسا، والزاندي، الذين يشكون همساً من هيمنة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب من خلال السيطرة على المناصب الرفيعة في الجيش والأمن والشرطة- مع العلم بصعوبة تجاوز قبيلة مثل الدينكا تتمتع بثقل لا تخطئه العين في الجنوب- كما أن دعوة مشار تجد هوى حتي لدي فئة من الدينكا خاصة دينكا بور التي ينحدر منها مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق والمتتبع لموقف أرملة قرنق- ربيكا قرنق- فقد أعلنت حكومة الجنوب أن المرأة ذائعة الصيت في الجنوب ربيكا قرنق كانت ضمن المجموعة المتهمة بالانقلاب، إلا أن سلفاكير تقديراً منه لمكانة قرنق وجه بعدم اعتقالها.
الدعوة لتنحي سلفاكير ستجعل الجنوب في مفترق طرق خاصة وان الحرب أخذت منحي قبلياً صارخاً مع أن كثيرون يشددون علي أن مايجري صراعاً سياسياً ومنهم الوزير بحكومة الجنوب د. رياك قاي – بحسب الحوار الذي أجرته معه الزميلة اليوم التالي في نسختها ليوم أمس الجمعة- لكن الواقع يفند ذلك بدليل دخول الجنرال فيتر قديت في الصراع وانحيازه إلى مشار.. فضلاً عن أن الأنباء المتواترة من الجنوب تقول إن حاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق زحف بقواته نحو بانتيو واقترب من السيطرة عليها، وهو كان في السابق من أنصار سلفاكير وتربطه صلة رحم بحرم رياك مشار السيدة أنجلينا، ممايعني أن دوافع تعبان باتت قبلية.
تنحي كير مطلب عصي الاستيعاب لسلفاكير نفسه ناهيك عن أنصاره وإلى حد كبير سيراهن الرئيس الجنوبي على المجتمع الدولي الذي يرفض مبدأ الاستيلاء على السلطة عبر الانقلابات، وقد بادرت الجامعة العربية بإدانتها للانقلاب وإعلانها دعم سلفاكير.
ومهما يكن من أمر فإن مطالبة مشار بتنحي، ميارديت عن كرسي السلطة في قدر عال من الذكاء، حيث يشوش بذلك على خصمه وفيها إيحاء للمواطن الجنوبي أن رياك في موقف القوي لكن الأمر المتفق حوله هو صعوبة التكهن وقراءة المسرح الجنوبي المتقلب الأطوار وبشكل سريع، وقد ترتفع وتيرة الأحداث فيه لترقي مرتبة الاغتيالات.
صحيفة آخر لحظة
تقرير: عيسى جديد
ت.إ[/JUSTIFY]