احمد يوسف التاي … مهنية قناة الشروق
وكان مقدم البرنامج يخاطب السادة المشاهدين من ولاية سنار سواء أكانوا بالخرطوم أو في أي مكان بأن يتصلوا على أرقام الهواتف على الشاشة، وأعلم تماماً أن المئات المغبونة تزاحمت على تلك الهواتف وقد اُحيل بينهم والوالي، كما اُحيل بيني وبينه، ولا أدري لماذا؟! وكان مقدم البرنامج حريصاً على أن يعطينا الانطباع بأن هناك مشكلة في الاتصال، فكان يقول: «ألو.. ألو، يبدو أن هناك مشكلة في الاتصال»، لكن يا أخ طلال دي ما بتفوت علينا نحنا، فإذا طلبتُ منك أن تقسم بالله أن هناك مشكلة في الاتصال هل كنت ستفعل؟ وإذا طلبت منك أن تقسم بالله بأنه لا أحد منعك من الاتصال بي هل كنت ستفعل؟ قطعاً لن تفعل لسبب بسيط هو إنني أعلم تماماً مدى صدقك وجرأتك التي عرفتك بها منذ تسعينيات القرن الماضي.
على أية حال هذه أعتبرها سقطة مهنية، ما كان أبداً لـ «الشروق» أن تقع فيها.. أما ملاحظاتي على الحوار فقد بدا لي أشبه بالحوارات الدعائية وإبراز الإنجازات الوهمية وتلميع المسؤولين، خاصة أن الحوار جاء في وقت تلاقت فيه أشواق الناس مع وعد أطلقه رئيس الجمهورية بأن التغيير سيطول بعض الولايات، ولولا «مشالخة» مقدم البرنامج في بعض المرات لكان الحوار لا يطاق أبداً ولكان أثقل مما كان..
أما صحافيو الولاية الثلاثة «الكذابين» الذين أشار إليهم أحمد عباس، فهؤلاء قطعاً وصفهم بالكذابين لأنه لا يطيق سنان أقلامهم الحادة، ولا يتحمل نقدهم الجريء الأمين، لأنهم صادقون ويدمغون كل أباطيل الولاية بالحق والأدلة الدامغة والمستندات الرسمية التي أقرَّ بها في نفس الحلقة حينما قال: «هو نحنا مستنداتنا بنشروها في الجرايد» وهل كان غير هؤلاء «الكذابين» من ينشر مستنداتكم الرسمية التي تُدين ممارساتكم السياسية؟ وهل يفعل ذلك «الصادقون» الذين أنتم راضون عنهم؟
صحيفة الإنتباهة
ع.ش