تحقيقات وتقارير

الجيش .. خطوة نحو التطور

[JUSTIFY]بدت القوات المسلحة واثقة وهي تعلن إعادة توجهها لتطوير الأداء الإداري داخل وحداتها وإزالة العقبات التي تواجه العمل وصولاً الي أقصي درجات الكفاءة والتميز في الواجبات.

تاريخ الجيش السوداني ضارب في القدم ما قبل الميلاد الـ(732( عاماً إبان حضارة مملكة كوش وان الأخيرة كانت تسمي القوات المسلحة السودانية الحالية بـ( قوات الشعب المسلحة) قبل العام 1955م الذي عرف آنذاك بـ( قوة دفاع السودان) المكون من عدد من الجنود السودانيين تحت إمرة الجيش البريطاني المحتل وبعد العام 56م أي بعد الاستقلال تم تكوين الجيش السوداني ( قوات الشعب المسلحة) بكافة فرقها.

الجيش أعلن عزمه في مؤتمر بالقيادة العامة تطوير أدائه ومعالجة المشكلات التي يرفعها مؤتمر الإدارة الثامن وأكد الفريق أول مهندس ركن مصطفي العبيد رئيس الأركان المشتركة ان الأركان ستعمل علي معالجة كافة المشكلات لدي المؤتمرين وتنتظر توصيات قوية بهدف تقويم المشكلات ومعالجتها وأكد أنهم سيضعون الحلول لجميع المشكلات التي ترفعها ورشة تطوير الأداء.
فيما قال الفريق ركن أبو بكر عبد الله آدم نائب رئيس أركان القوات البرية للإدارة ان المؤتمر يناقش سلبيات العمل الإداري ويعمل علي تجاوزها وتجويدها وصولاً لتأهيل وتدريب الضباط والأفراد ووضع الرؤي المثلي لمعالجة المشكلات وطالب وحدات القوات المسلحة المختلفة بضرورة ان تعكس المعوقات التي تواجه العمل الإداري وصولاً الي الكفاءة الإدارية.

سمة التطوير والتغيير التي تمارسها القوات المسلحة تنبع من قوتها وسطوتها وعقيدتها القتالية التي تميزها عن جيوش العالم كافة خاصة وان الجيش السوداني ظل في وضعية قتالية منذ الحرب العالمية الثانية وحتي اليوم ينافح في أصقاع السودان المختلفة برغم الظروف الاقتصادية القاسية وكراهة الحرب التي أكسبته استدامتها خبرات تراكمية عالية.

العقيدة العسكرية لدي العسكرية أمر مقدس فالجيش ما زال يحتل الثقة لدي أفراد الشعب السوداني دون سواه من المؤسسات التي ضربتها الحزبية وأمان الفشل الذي تكره المؤسسة العسكرية وتجد لكل مشكلة حل وكما يقول العسكريون(العسكرية تصرف) تلك المقولة التي شكلت وجدان منسوبي الجيش السوداني لقرون لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الوطن وفي كل الظروف فقط دون تبيرير للفشل وان العسكرية الحقة تقف علي قدمين (الضبط والربط).

الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السابق والخبير العسكري يري ان الإدارة علم أصيل داخل القوات المسلحة وقال انها تتميز بالعملية في الإدارات كافة وان الإدارة فيها ترتبط بالمفهوم الوطني القومي لجهة انها مؤسسة تدير مالاً عاماً يشتري به معدات مكلفة خصماً علي المال القومي ما يجعلها تحتاج الي قدر عالٍ من الانضباط والشفافية وتكامل الأدوار ونظام يبدأ من الجندي وإدارة شأنه وشأن أسرته والشأن العام.

ويذهب محمد بشير في حديثه لـ( الرأي العام) أمس الي ان الإدارة في القوات المسلحة تتطور وفق التطور العلمي للإدارة وحوسبة القوات المسلحة من معدات ومرتبات لتسهيل ادارة شئون الأفراد وهي إدارة لا يحدث فيها أي خطأ او خلل حسب رأي محمد بشير.

وأوضح ان التدرج الإداري يبدأ بالفرد والجماعة والفصيلة حتي وزارة الدفاع ولا وجود لمشاكل في تداول القيادة بين قائد وقائد لوجود سياغات عبارة عن أسس وقواعد.

ويؤكد الخير العسكري ان القوات المسلحة تتبني ارقي مفاهيم الإدارة وهي أكثر مؤسسة يوجد فيها تغيير وفقاً للنظريات العلمية ووصف القوات المسلحة بالمتميزة جداً في مفاهيم الإدارة وإدارة الوقت الذي يعتبر التقصير فيه قوة للعدو وزيادة مقدراته .
فيما يري العقيد طيار(م) علي حسن نجيلة الخبير العسكري بأن الإدارة في القوات المسلحة احتفظت لوقت طويل بالقوة التي تركها البريطانيون في مناهج التدريب وبعد عملية السودنة ترجمت المناهج بجانب الاستفادة من الضباط المبتعثين.

وذكر بأن لائحة الانضباط في القوات المسلحة كانت دقيقة جداً وتشمل القوانين كافة وحتي كيفية ارتداء الزي العسكري وكل الأساليب الإدارية بجانب الترقيات في القوات المسلحة ونظم الإجازة وحتي بدل الإجازة العسكري.

وأوضح ندجيلة في حديثه لـ(الرأي العام)ى أمس بأن الضعف الإداري بدا في القوات المسلحة بحدوث خلل في العلاقة بين المؤسسة الإدارية وفرع الإدارة والقوانين الإدارية وأوصي بإعادة العمل الإداري الي سابق عهده بأن يضع فرع الإدارة يده علي تحديد العلاقة بين الفرد والقوانين ويحدد قوانين العقوبات والرقابة عليها.

وأشار نجيلة الي العنصر الإداري في ضباط الصف كان يخضع الترقيات الي دراسات تاهيلية للكوادر وامتحانات ترقي ولائحة موحدة للترقي برغم ان الأمر ينفي الجهد الفردي الا انه له في تعميق العمل الإداري حتي أصبح له شكلاً تقليدياً وأكد ان العناصر الإدارية كانت مسئولة عن القوات المسلحة بالكامل سوي العمليات العسكرية.

وقال نجيلة ان تطوير الإدارة يجب ان يرتبط بتطوير المؤسسات الإدارية وحتي القوانين الموازية كـ (الجنائية) وان تتطور لائحة القوات المسلحة في مفاهيم إدارية ورقابة إدارية وتوضع لها قوالبها الإدارية المحددة.

خلاص الشعب في عدد من المرات كان علي يد القوات المسلحة برغم الحديث عن الانقلابات العسكرية والهنات التي وقعت في عهد العسكر ويذكر ان الجيش السوداني استولي علي السلطة (4) مرات كانت الأولي في (18) نوفمبر 1958م بقيادة إبراهيم عبود حتي ثورة 30 أكتوبر 1964م والثانية في 25 مايو 1969م بقيادة جعفر نميري وحتي انتفاضة 6 ابريل 1985م واستلم بعده المشير عبد الرحمن سوار الذهب وهذه كانت المحاولة الثالثة ، أما الرابعة في 30 يونيو 1930م بقيادة العميد عمر البشير وحتي الآن بجانب عدد من المحاولات الانقلابية الفاشلة علي السلطة منها انقلاب الرائد هاشم العطا في يوليو 1971م ضد جعفر نميري وحركة محمد نور سعد 1976 وحركة 28 رمضان ضد عمر البشير في 1990 بجانب المحاولة الانقلابية الأخيرة التي لم تنجح في العام 2013م واتهم فيها عسكريون أفرج عنهم بالعفو الرئاسي.

وطبقاً لعسكريين فإن القوات المسلحة تحتاج لبعض التطوير فيما يختص بتطوير الأداء الإداري داخل وحداتها وإزالة العقبات التي تواجه العمل وصولاً الي أقصي درجات الكفاءة والتميز في الواجبات.

صحيفة الرأي العام
يحيي كشة
ع.ش[/JUSTIFY]