من الخرطوم سلام : جنوبيون يصرخون ” حرب لا لا .. كبري اسبتاليا “
عصر أمس (الجمعة) وشابان من أرض الأبنوس يدفعهما الألم المندفع أمامهما يقتحمان مباني الصحيفة؛ زكريا توباس أكول، ووليم جيمس؛ بعد مطايبة “الإحساس الواحد” بدأ زكريا يحكي تفاصيل عودته من جوبا التي يعمل بها في وزارة الثقافة والرياضة في الوقت الذي يقوم فيه بإمامة المصلين في المسجد، قال إنه جاء إلى الخرطوم قبل يومين من الانفجار. كل ما يتمناه زكريا هو أن يعود السلام إلى الأرض قائلاً إن أهل الجنوب يكفيهم ما عاشوه من حروب وآن لهم أن يحصدوا السلام لا موتا جديدا. وقال إن الذي دفع بهما إلى الصحف هو محاولتهما إيجاد طريق يدخلان عبره إلى من يرفعون السلاح في وجوه بعض الآن دون أن يفضي هذا إلى نتيجة. قالها القادم من أمبدة الأم درمانية مضيفاً أن رهق مشواره لا يقارن بمن يهربون هناك من الموت وإليه. صمت كمن يبحث عمن ينجيه من مواصلة حديث الموت والضعف تاركاً مجرى الحديث لرفيقه في المشوار وليم جيمس صاحب مكتب السفر في ميناء الخرطوم البري والمهدد بإغلاقه بعد الاشتعال الجديد هناك، قال بذات نص رفيقه: “لنترك الأسباب والدواعي والمبررات فالحرب لا كاسب فيها الآن القاتل جنوبي والمقتول أيضاً من أرض الابنوس والخسارة لا تعوض، لن ينقص ذلك من قيادتكم لو أنكم قدمتم بعض التنازلات من أجل أن يعيش شعبكم في سلام وأمان” (موجهاً حديثه لسلفا ومشار) قبل أن يضيف أنهما سيذهبان في الأيام القادمة إلى أرضهم في الخرطوم (سفارة جوبا) رافعين لافتات أرضاً سلاح ومنتظرين الفجر الآتي بلا موت على ذات النص الحلم: “بس لمتين نحنا ننتظر الصباح ياتو يوم نقوم فجر الصباح لنسمع منادي القوم يقول أرضاً سلاح؟”، استفهام جنوبيي الخرطوم في انتظار فعل سودانيي الجنوب في جوبا.
صحيفة اليوم التالي
الزين عثمان
ع.ش