فدوى موسى

اوباما في الخرطوم!


[JUSTIFY]
اوباما في الخرطوم!

زيارة خاصة الى جوبا قامت بها «هيلاري كلينتون» مع انقضاء مهلة التفاوض ما بين السودان وجنوب السودان تحمل في طياتها دعماً معنوياً لدولة جنوب السودان ومساندته على إرغام السودان على خارطة طريق القرار «6402» لحل القضايا العالقة بينهما الامر الذي يحمل السودان على الاعتقاد الجازم على عدم حيادية المجتمع الدولي وامريكا في شأن الملف الشائك الذي أصاب الاقتصاد في البلدين في (مقاتل المواضع).. فهل تحمل الايام المقبلة سرعة ادراك البلدين للدخول في حلحلة ملف مرور النفط درءاً لما يترتب على ذلك من تداعيات ربما اعادت العلاقة بين البلدين لمرحلة المواجهة المباشرة في ظل المساندة والدعم الدولي الذي سيصوب بلا شك تجاه الدولة الوليدة ففي زيارة «كلينتون» لجوبا دلالات واستبانات لمقاصد في هذا التوقيت دون ان تجهد أمريكا نسفها بمقابلة هذه الخطوة بزيارة مكافئة للخرطوم وقد استبق «ليمان» المبعوث الامريكي الخاص للسودان وجنوب السودان بالقول إن امريكا تسعى بشكل مشروط لتأطير العلاقة مع الخرطوم على أن يقوم النظام الحاكم في الخرطوم بتبني الديموقراطية وإحترام حقوق الانسان في البلاد الشيء الذي يشير الى أن هناك تحفظاً في العلاقات السودانية الامريكية مشروطاً بتقبل المساعي الدولية لدخول المساعدات الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وسلسلة من الاشتراطات التي كان من الممكن ان لا تقدح في مصداقية أمريكا تجاهها إن ساندت «كلينتون» في زيارتها لجوبا بزيارة مماثلة للسودان.

ومن جانب آخر وبعيد يأمل المواطنين السودانيين في توفر علاقة سوية ما بين السودان وأمريكا لاعتبارات دولية تفرض نفسها، وعلاقات ما بين الشعوب تُملِّيها ضرورات روح العصر، بل يرون ضرورة فتح الأواصر التجارية ما بين السودان وأمريكا لعل ذلك يكسر طوق العلاقة المتذبذبة، ويفتح باب الإستفادة من الخبرات الأمريكية المتقدمة في مجالات التقنية والعلمية، وربما كان سبباً في إنهاء حالة التوجس المرابط الآن ما بين الاستهداف ونظرية التآمر الدائم التي اصبحت ثقافة يبثها النظام في ادمغة المواطنين الأمر الذي يجعلها حائلاً لتحقيق اي اختراق مطلوب في العلاقة ما بين السودان وامريكا.. فكثير من السودانيين مازالوا يهاجرون الى امريكا ويقصدونها في جدولة خياراتهم للحياة.. ففي الوقت الذي يطالب فيه المعبوث الامريكي اشتراطات لتحقيق القربى في ذات الوقت على أمريكا «الكبرى» ان تقدم محفزات وحسن النوايا التي تدعم بها التقرب للسودان كدولة مهما كان تحفظها على النظام القائم لان ذلك يحقق قدراً من الرغبات على مستوى الشعبين.. فما زال هناك قبول من قبل الشعب الامريكي لتقبل المهاجرين السودانيين حتى بعد أن اثرت سياسات «التصنيف على معايير الارهاب» التي جاءت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي اصبحت علامة فارقة في هذه العلاقة المتذبذبة مرة والمبنية على أساس الجذرة والعصا وازدواجية المعايير.. إذن ليس الاشتراطات فقط تأتي من أمريكا ومبعوثها لتحقيق علاقة سوية بل هناك مستوى من التنازل يجب أن تتقدم به «أمريكا» ومن باب التساؤل البريء إن كانت أمريكا محايدة في تداولها مع ملف العلاقات ما بين السودان وجنوب السودان فلماذا تخص جنوب السودان بهذه المساندات القوية كمثال زيارة «كلينتون» الى جوبا. إذن لا بد من تنازل مقابل فليكن ذلك بزيارة أكبر.. أن يقوم «اوباما» بزيارة الخرطوم.. «لتأكيد حسن النية وإعمال مبدأ الديموقراطية والمساواة.

آخر الكلام..

المؤسف أن البلاد في نهاية الامر ستصبح تحت إملاءات المجتمع الدولي الذي يعمل بمبدأ «المحبة واللا محبة» ولا نملك إلا الدعاء لله تضرعاً بحفظ البلاد وأن يهب دبلوماسيتنا البصيرة اللازمة لفرض هيبة البلاد في أمورها الخارجية.

(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]