فدوى موسى

الملافظ سعد


[JUSTIFY]
الملافظ سعد

البعض في‮ ‬مجتمعاتنا‮ ‬يعاني‮ ‬من جلافة وفجاجة في‮ ‬الألفاظ التي‮ ‬يستخدمها لدرجة جارحة جداً‮.. ‬كما قالت أم كلثوم كوكب الشرق ذات مرة لبعض الذين تعدوا حدود الذوق والأدب‮ «نصف حضوركم قليلي‮ ‬الأدب‮» ‬مما أغضب البعض فاضطرت للرد عليهم قائلة‮ «‬ما تزعلوش نصف حضوركم محترم ومؤدب‮».. ‬المهم إن بعضنا‮ ‬يرميك أحيانا‮«‬بدراب‮» ‬لا تعرف تصنفه في‮ ‬أي‮ ‬بند‮ »‬بند الدروشة‮«.. »‬بند الطقاشة‮«.. »‬بند الإندراوة‮«… ‬أذكر‮ ‬أنني‮ ‬دائما ما أنفر من كمة‮ »‬بتاعت‮« ‬عندما ترتبط بوصف أو جهة‮… ‬ففي‮ ‬أحد المرات هامزني‮ »‬لاجيء‮« ‬وأنا أمر قائلاً‮ ‬للذي‮ ‬معه‮ »‬دي‮ ‬مش بتاعت الجرايد البتتكلم عننا‮.. ‬ملوا البلد‮.. ‬ملوا‮ ‬البلد‮«… ‬ومرة أخرى أسمعها من الكمساري‮ »‬يا زول ناول الخالة بتاعت الخمسة ألف‮«… ‬وأظل‮ »‬بتاعت‮« ‬وظيفة‮.. ‬وصفة‮.. ‬إلى‭ ‬أن‮ ‬يفتح الله على هؤلاء بملافظ أفضل‮.. ‬وكما‮ ‬يقول أخوتنا المصريون‮ »‬الملافظ سعد‮« ‬ويظل‮ ‬يكرر البعض ألفاظاً‮ ‬سمومية للبدن‮.‬

‮❊ ‬ما وراء الشارع

ملامين على تفاصيل كثيرة في‮ ‬سلسلة ما‮ ‬يجري‮ ‬أمامنا من أحداث ووقائع حياتية عامة‮.. ‬لأننا أحياناً‮ ‬لا‮ ‬نتعرض لتفاصيل كثيرة دقيقة تخفي‮ ‬خلفها بعض من الحقائق المرة‮.. ‬فالشوارع تنبيء عن حراك أحياناً‮ ‬غير محمود مرده لتغييرات كثيرة أصابت البلاد في‮ ‬نسيجها الاجتماعي‮ ‬فقد بدأت مظاهر الخروج على حوى الأسر‮ ‬والمباديء الجماعية تبدو‮ ‬في‮ ‬معالجة كل فرد لقضاياه منفرداً‮.. ‬و حتى الإخوة والأخوان في‮ ‬بعض الحالات لا‮ ‬يعرفون عن بعضهم البعض أبسط الأخبار‮.. ‬ولا أكذب أو أبالغ‮ ‬إن قلت إن كثيراً‮ ‬منهم لا‮ ‬يعرف أحياناً‮ ‬في‮ ‬أى مدرسة أو جامعة أو موقع عمل‮ ‬يداوم‮.. ‬وصارت العلاقات هشة بشكل كبير جداً‮ ‬ولا‮ ‬يبدو الحرج في‮ ‬ذلك‮… ‬والشوارع تنبيء عن تحولات جذرية أصابت البلاد في‮ ‬مقاتل جعلتها تنكر بعض من تسامح اجتماعي‮ ‬سابق‮… ‬وكل في‮ ‬واد سادر‮… ‬فقط من‮ ‬يحلل ما وراء الشوارع‮.. ‬ما وراء الناس‮.. ‬مال وجوههم صارت جافة من تعابير الإلفة والوداعة والحميمية‮.‬

‮❊ ‬همسه بلف

لسان البعض‮ »‬نشيلو معاك قرض‮« ‬أو‮ »‬هسه بنلفها معاكم‮« ‬كهذا‮ ‬يبدو البعض في‮ ‬حالة تأهب تام للانقلاب على حالة الوداعة التي‮ ‬يمارسها معكم ولو من باب المجاملة‮.. ‬ففي‮ ‬برلمان الشارع‮ »‬المركبات العامة‮« ‬هذه الأيام تسري‮ ‬أحاديث المدينة في‮ ‬شكل استهتار وعدم أكترث‮ ‬يوضح بجلاء حالة الفوضى التي‮ ‬تعتري‮ ‬جسد الاحترام العام‮.. ‬ولا نقول إنها وصلت مرحلة الابتذال ولكنها ليست مستبعدة تماماً‮… ‬وما عليك إلا أن تكون جاهزاً‮ ‬ومستعداً‮ ‬لينقلب عليك أحدهم فجأة ويخرج لك الوجه القبيح الذي‮ ‬يخفيه ويواريه وراء سواتر الاحتمال المؤقت‮… ‬ولكن ليس مطلوباً‮ ‬منا أن ننظر بحالة شفقة لسبر‮ ‬غور هذا‮ ‬الاحتمال‮.‬

آخر الكلام

ألفاظنا‮.. ‬شوارعنا‮.. ‬حالة الالتفاف المفاجيء تدخلنا في‮ ‬طرق التوقع المستمر وحالات عدم الإحساس بالإمان‮.. ‬ولكن هل سألنا أنفسنا هل الكل والعموم مطلقين داخل هذا الإطار‮.‬
(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]