اليمن السعيد
حملت الأخبار حراكاً مجدداً لمنسوبي نظام علي عبد الله صالح داخل اليمن، الأمر الذي يؤشر الى أن الأوضاع في اليمن ما زالت غير مستقرة، رغم محدودية ما يتم من هؤلاء من تحركات.. والأمل معقود على حوار شامل لهيكلة الدولة ومعالجة قضايا الجنوب دون أن تظهر للسطح بادرة الانفصال مجدداً ما بين «اليمنين» وذلك بإعمال مبدأ المشاركة دون أن يتم التأثر بالأجندات الخارجية إن كانت سالبة، وهناك التزام من دول التعاون الخليجي خاصة السعودية لمساعدة الاستقرار في اليمن، الذي يمر هذه الأيام بفترة دقيقة جداً قابلة للانفلات، إن لم تلجم بالحكمة والتعقل..
أما تداعيات التعامل مع المجتمع الدولي في اليمن فهناك التزامات وتوصيات بالتحقيق في ما جرى من انفلات خلال فترة النظام السابق، وقد التزم اليمن بتطبيق قرارات حقوق الإنسان كضرورة في الفصل، في ما تم من ارتكاب جرائم، خاصة إبان الثورة إقرار بمبدأ المحاسبة والمساءلة مع توسيع الرؤى لفتح آفاق لمستقبل اليمن على أن لا يتجاوز الأمر المصالحات الوطنية.. وما زال العالم ينظر لليمن في ظل الثورات الربيعية على أنها أخذت معالجة مميزة إذا ما قورن بالدول الربيعية الأخرى، فقد تم الدعم والاجماع على دعم اليمن للوصول الى هذه الحالة عبر مجلس الأمن بصورة إيجابية بتوحيد الرؤية، لأن اليمن له تركيبة داخلية تؤثر على المنطقة ككل، لذلك جاءت التسوية السياسية متفردة لاعتبار الموازين العسكرية أو السياسية لكثرة وقوة الأطراف القوية فيه، لذا جاءت الحلول على مبدأ تقاسم السلطة في فترة انتقالية، فالمعروف أن القبائل تمتلك الأسلحة والقوة، لذا فإن قفل البال أمام أتون الحروب الأهلية، كأن مفتاح الحل للقضية اليمنية الشائكة والأمر ما زال يحتمل عودة علي عبد الله صالح الى الحياة السياسية عبر حزبه، كما ما زالت هناك اعتبارات «لعلي سالم البيض» في جانب جنوب اليمن.. فإن نجحت التسوية في اليمن على حفظ وحدة البلاد، فإن ذلك محمدة كبرى في ظل سياسات التشرذم والتشظي، التي تنتاب العالم خاصة إذا ما نظرنا لحالات الانشقاق وبوادرها التي باتت ظاهرة للعيان عندما تبدأ الحياة السياسية، ما بعد الربيع الزائر الذي يظهر الآن منحى لتوجهات العشائر والطوائف والأقليات لاستغلال الأجواء للخروج بمبدأ المطالبة بتكوين دويلات أو أقاليم.. إذن تعد التسوية اليمنية نموذجاً خاصاً لخصوصية الأوضاع اليمنية، وقد كان المجمع الدولي حصيفاً في التعامل مع الملف اليمني بالصورة التي تجعل منه نموذجاً، تحاول دول كثيرة موعودة بالربيع بالنظر صوب هذه المخارجة، بعين الحكمة والاعتبار، ويبقى التحدي قائماً طالما ظلت هناك قوى تطالب بانفصال الجنوب، أو ارتأت مجموعة ذات قوى «كالحوثيين» رؤى مختلفة.. والشيء الذي يجعل بعض المخاوف قائمة بأن تنفلت هذه القوى عن ما تم التوافق عليه، فهل هناك إمكانية لتقبل أشكال جديدة للنظام القديم في نسخة تراض تحفظ توازنات المشاركات والموازنات القبلية والقوى السياسية وغيرها، من اعتبارات تعتمد أحياناً على قوة ما، بأيدي بعض الشرائح من مؤثرات من سلاح فكري وسلاح فتاك.
آخر الكلام: ما زال هناك أمل في أن يكون اليمن يمناً سعيداً، ربما كان ذلك دافعاً لنظرة جديدة تحتمل عدم الاقصاء للآخر في حال طاف طواف الربيع العربي بدول أخرى، فالنموذج موجود.. ولكن هل يبقى اليمن سعيداً..
(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]