منوعات

تعويذة النوير تحرِّك (الجيش الأبيض)

[JUSTIFY]ساد الذعر مدينة بور بعد أن هاجمت مليشيات “الجيش الأبيض” المرهوبة الجانب قرية ماثيانق، 29 كلم من عاصمة ولاية جونقلي، ودائماً ما يسبق الهلع تحركات المليشيا المنسوبة للنوير والتي تُنسج حولها الكثير من الأساطير والأعمال الوحشية.
وعرف عن قبائل النوير أنهم غزاة لا يملون الترحال. ويمتاز مقاتلوهم بالشراسة ولم يتقيَّدوا طوال تاريخهم بنقطة معينة لا بالضرورة ولا بالإحساس، وهو ما يجعل السيطرة على “الجيش الأبيض” أو التحكم فيه ضرباً من الخيال.
وحث رئيس بلدية بور نيال ماجاك نيال، المدنيين على الفرار من بور مع اقتراب مليشيا الجيش الأبيض، وقال لـ”رويترز” من بور “هاجموا قرية ماثيانق وقتلوا المدنيين وأحرقوا منازل المدنيين.. إنهم يذبحون المدنيين”.
طوابير في الأحراش
وأفادت تقارير بزحف المليشيا المعروفة بوحشيتها عبر طوابير في مناطق نائية يتعذر دخولها على الصحفيين، ويصعب التحقق من الأعداد أو التحركات من مصدر مستقل.
وارتبط اسم “الجيش الأبيض” بذكريات أليمة جعلت منه مجموعة مرعبة، وظهر إلى السطح إبان الانقسام الشهير في الجيش الشعبي عام 1991 بقيادة رياك مشار الذي يقود حالياً تمرداً على الحكومة في جوبا.
وحينها هجمت مليشيا “الجيش الأبيض” على مدينة بور وقرى الدينكا بولاية جونقلي، وخلفوا أعداداً كبيرة من القتلى والمشردين.
وتحكم أساطير وتعاويذ مقدسة قبيلة النوير ثاني أكبر القبائل في الجنوب بعد الدينكا، وتعتد القبيلة بأكثريتها وشبانها المقاتلين، حيث يمر أطفال النوير بمرحلة الرجولة عبر امتحان قاسٍ وسلسلة من الطقوس، وهم في سن 14 إلى 16 عاماً.
“كجور” النوير
وتطابقت روايات لمثقفين جنوبيين من النوير وقبائل أخرى، حول وجود رابط تاريخي لتكوين الجيش الأبيض، متعلق بكبير كجور النوير “مون دينق” الذي تنبأ باندلاع حرب يوماً بين الدينكا والنوير. والكجور هو رمز ديني بجنوب السودان يمارس السحر والشعوذة.
وحسب المثقفين، في تحليل منشور على باب “تحليلات” بعنوان: (الجيش الأبيض.. أسطورة مون دينق)، في موقع شبكة الشروق، فإن التعويذة صدقتها الأغلبية وعشعشت في عقول شباب اللانوير الذين شكلوا “الجيش الأبيض” لحماية القبيلة من الخطر القادم، وظل الجيش كامناً بمنطقة أكوبو بولاية جونقلي.
ودائماً ما تكون نبوءات “الكجور” عند النوير من الحقائق التي لا تقبل الأخذ والرد، حيث تسلم رياك مشار قبل أكثر من عام عصا تاريخية لجده من بريطانيا، وتحاك حول العصا أسطورة مفادها أن النوير سيحكمون الجنوب وسيحكمهم رجل ذا (فلجة) بملامح تنطبق على مشار.
جيش موازٍ
لكن رواية أخرى تشير إلى أن “الجيش الأبيض” كُوّن إبان الحرب الأهلية بالسودان، كجيش موازٍ للجيش الأحمر الذي كونته الحركة الشعبية بزعامة الراحل د. جون قرنق المنتمي لقبائل الدينكا المنافسة.
واستخدم رياك قاي الذي عمل رئيساً لمجلس تنسيق الولايات الجنوبية بالخرطوم قبل انفصال الجنوب هذا الجيش لمساندة الشمال إبان الحرب مع الحركة الشعبية بقيادة قرنق.
ويقولون إن اسم “الجيش الأبيض” أطلق بسبب جنح أفراده لطلاء أبدانهم بالرماد بعد إحراق روث الأبقار، لحماية أجسادهم من لسعات الناموس والحشرات.
ولقبائل النوير طقوس غريبة منها أن الابن الأكبر عندما يموت والده يرث كل زوجات أبيه إلا أمه ومن ينجبه من الأولاد منهن يعتبرون إخوة وليسوا أبناء، وهذه من الأسباب التي منعتهم من اعتناق المسيحية التي تحرم تعدد الزوجات.

شبكة الشروق[/JUSTIFY]