فدوى موسى

الخضار. الخضار

[JUSTIFY]
الخضار. الخضار

عندما يعلو مكبر الصوت على (بوكس الخضار) تتصنت الدنيا من محيط البوكس لتدرك مؤشرات عالم الخضار هل طرأت أي زيادات منذ أخر نداءات أم أن الأسعار مستقرة ومن أول عبارة عبارتين تدرك أنه لا شيء مستقر في البلد إلا الإيمان الذي تحرك في القلوب وتجلى في هذه المحبة الربانية… وقفت أمام (خضارات) البوكس وأشرت على البائع أن يعطيني ليمون من (النوع الكباردا) فقال ضاحكاً (ياخالة دا برتقان(بالله فأكتفى بعجورة وليمون وفلفلة ونظرة متأملة للطماطم النبيلة ولأننا لم نعتد أن نطبخ البامية أو الكوسه أو الملوخية في الشهر الكريم لم تغريني أسعارهم المعقولة لشرائهم ويبدو أن السلوى القديمة التي كانت تزعم أن المخرج في الخضار باتت معلولة وعضيرة في ظل ارتفاع أي شيء وكل شيء.

احتياجات العيد:

رغم أن الاحتفاء بهذا الشهر الكريم مربوط بكل أيامه منذ أوله إلى لحظات الإعلان أن غدًا هو أول أيام العيد تظل قائمة مخلوطة بفرحة مبطنة لتميز أيام الشهر عن غيرها من طيات أيام باتت بائسه متشابهة المعالم.. تطل علينا حالة التدبير والتجهيز لأيام العيد خاصة وأننا كثيراً مانتمسك بطقوس وأن استعصت علينا تفاصيلها وسبل الوصول اليها… لكنا مجبرون بدفع دواخلنا أن نجدد القديم ونفترش الزاهي ونعد الحلوي والكعك والخبائز الأخرى.. (أها ياربي مافي قوت العيد ولا كرتونة العيد ولا كيس العيد ولا مية العيد.. أفتونا)

برمجة العيد:

صمنا طوال الشهر عن الخوض في أعراض البرامج الفضائية لاعتبارات تتعلق بالتقدير للظروف الصعبة التي تعمل في ظلها القنوات الفضائية ثم صعوبة الأجواء التي يبدعون فيها أفكار برامجهم رغم أن هذا لا يبرر أنه يبدع هؤلاء لكن ربما أن أقلاماً كثيرة سلطت أخبارها وأنفاسها على مجهود هؤلاء ورغم كل شيء لابد من الشد على أيدي المبدعين الذين يحاولون أن (يعملوا من فسيخ الواقع شربات) نجحوا أم لم ينجحوا يظل لهم أجر المحاولات.. ولكنا على مقبل أيام العيد نتمنى برمجة خفيفة الظل كبيرة المعنى والمبنى لا تخلو من المضامين الهادفة و الإبداع المسكون… نتمنى أن لا تتكرر بعض الترادفات البرامجية فكثيراً ما نحس أن هناك (نقل كربون) من فضائية لأخرى مع إختلاف الشخصيات أو تتكرر الاستضافات لشخصيات صارت مكروره بات الناس ينفرون منها لكثرة ما تطل عليهم ونحن شعب ملول جداً وإن حاز صاحب الاستضافة على مكارم الابداع.. (أها يا جماعة الفضائيات حقو تجهزوا من هسه… والرسول فيكم أكان تعيدوا لينا الناس الهريتونا بيهم في الشهر الفضيل)

شد الرحال:

الاسبوع الأخير للشهر مشاهد معروفة بدأ موسم السفر نحو الولايات للذين يعرفون معنى (العيد في البلد) كم هي هينة هذه العبارة لكنها مرتبطة بدراما موسمية زيادة تذاكر السفر ودخولها في سوق الاحتكار ومن ثم ظهور مشاكل السفر المعروفة وأزدحام المواقف.. وربنا يحفظهم من حوادث المرور وحسرة الانقلاب من الأفراح للنقيض الآخر.. ورغم كل ذلك يظل هذا الاسبوع الأخير عالي الروحانيات للذين يدركون الصلوات المتوجهة والعبادات الصادقة ثم صلة الأرحام في الأعياد (اها القومة ليك يابلد)

آخر الكلام:لا أعتقد أن أي (سلطانات) أو أي قوة قادرة على إستلاب الإحساس برمضان الذي أنقضت أيامه أو العيد القادم لأننا مجبولون على حب فرحة العيد منذ أجدادنا فلا نامت أعين الغلاء.
(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]