أسوأ سيناريو
بح الصوت وجفت الأحبار من كثرة تناول أمر الخريف والسيول والفيضانات، وسوء التصريف، وغرق من غرق وتشرد من تشرد، وتصب تحذيرات الأرصاد في الآذان الصماء، فماذا يجدي الأمر بعد وقوع الفأس في الرأس، وما هي جدوى القول إن وزارة الداخلية تتوقع فيضانات أعلى من عام 1988 إن لم يصاحب ذلك عمل كبير جداً، خاصة وأن هناك ضحايا كُثر في أجزاء كثيرة من البلاد، وما تزال دعوة هيئة الأرصاد الجوية بتوقع أسوأ السيناريوهات جراء الأمطار الغزيرة المتوقعة، تثير الرعب بين المواطنين خاصة أولئك من هم بالقرب من النيل، أومن يقطنون المنازل المبنية بمواد غير ثابتة، أو من تعترض منازلهم مجاري التصاريف القديمة، وغيرهم وغيرهم.. لا أدري لِم لم تجتهد الولايات في عمل التحسبات اللازمة لفصل الخريف، حيث نسمع دوماً بأن هناك ميزانيات لهذا البند، وهو عاجز بهذه الطريقة المفضوحة كل عام وكل عام وأنتم بخير.
مطرة العيد
صديقتي الكسولة تدعوني ألاَّ أجتهد كثيراً في موضوع نظافة المنزل للعيد.. فحسب نظرياتها الخاصة واعتقادها ترى أن يوم العيد سيكون ماطراً تتعرض فيه الستائر والأفرشة والمداخل لسيل من مياه الأمطار، وتروح اجتهادات النظافة في خبر كان، رغم توقعها لأسوأ سيناريو وهو المذكور أعلاه، إلا أن أمر نظافة العيد واجب، حتى وإن تأكد الأمر، لكم أن تتخيلوا كيف سيؤدي الأطفال برامجهم العيدية وسط أرتال النفايات اللينة المبتلة، وكميات المياه المحقونة في الشوارع المخضرة كثيرة «العيفونة» والرمم.. من أين يجد الناس مداخل الأفراح وتحيط بهم هذه المولدات للحشرات والذباب والناموس وغيرها من المزعجات المنقصات.. شكراً صديقتي على هذا التوقع والسيناريو الأسوأ.
غرق السوق: بالتأكيد حالة التعسر في السير فيما يشبه درب الكلب والمتاهات هي الأنسب تشبيهاً للطرق المؤدية للأسواق في هذه الأيام، بل حتى البضاعة المعروضة لم تسلم من «البلل»، فنحن نعيش هذه الأيام حالة «بلل» العاصمة الحضارية لينعكس ذلك على عملية التسوق للعيد، وهي مهددة بمخاطر كثيرة منها ما هو متعلق بأوضاع البلاد على الأرض- كما يقول الساسة- ومنها ما هو متعلق بالطبيعة مثالاً لها هذه الأمطار التي ما زالت تهزم الولاية، كلما حملت السحائب حملها أو أبرقت وأرعدت السماء، والشيء الفارض لنفسه إن النسوة يصررن على التسوق وإن قامت القيامة، لا يعنيهن المطر ولا العفن ولا سوء التصريف والبلل «أها انتو يا ناس دي مهمة منو تسهيل الوصول والخروج من الأسواق»؟.
ساحات الصلاة: فهل تسلم الساحات والميادين من الإغراق خاصة المواضع التي تقام فيها صلاة العيد، وتركب فيها ألعاب الأطفال للتمتع بفرحة العيد، أم يترك الأمر لدرجات الحرارة تمارس فيها التبخر والتكثف، أم أن الأمر مجرد توقع لا يرق لاعطائه هذه المساحة من التفكير «يعني بقت على الساحات والميادين ما ياهو الطين في طينو» عموماً ما عليكم إلا أن تمارسوا الفطنة في تعاملكم مع آثار الأمطار حتى لا تفسد عليكم فرحتكم المرتقبة «دمتم سعيدين».
آخر الكلام
أكتب اليكم هذه الكلمات ورذاذ المطر يحول بيني وبين الورق فاضطر لأخذ أوراق جديدة جافة تحت منطقة آمنة منزوعة «الصببان والنقيط»..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]