اقتصاد وأعمال

ارتفاع كبير في اسعار الدولار وتوقعات بوصوله الى (10 )جنيهات بالموازي

[JUSTIFY]شهدت اسعار الدولار مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي امس ارتفاعاً كبيراً ووصل سعر الشراء الى 8 جنيهات وهو السعر الذي وصله في ابريل من العام 2012م مع احداث هجليج قبل ان يستقر عند اسعار في حدود 7.50 7.70 جنيه وبلغ سعر البيع 8.5 جنيهات كأعلى سعر به.

وارجع تجار بالسوق الموازي الارتفاع الى الهلع الذي احدثته الحالة الأمنية التي تمر بها دولة جنوب السودان بالاضافة الى قلة المعروض منه عند التجار وقال بعضهم ان الدولار موجود ولكن التجار يحجمون عن بيعه تحسباً لما يمكن ان تسفر عنه الاحداث في الجنوب.

ورغم الارتفاع في اسعار العملة الامريكية مقابل الجنيه السوداني الا ان السوق الموازي قد شهد حراكاً واسعاً واكد تجار فيه ان الاعتماد في الحصول على العملات مؤخراً اصبح على السوق الموازي في ظل انعدامها في السوق الرسمي (المصارف والصرافات) مشيرين الى ان اعتماد السوق الموازي على تحويلات المغتربين ومدخرات المواطنين وقال بعضهم ان شراء الدولار حالياً اصبح من اجل حفظ قيمة الأموال والربح وما عاد شرائه مقتصراً على المسافرين للعلاج والتعليم في الخارج واوضحوا ان تعامل الحكومة مع السوق الموازي وجمع التجار فيه لاداعي له مؤكدين ان معالجة مشكلة اسعار الصرف لن تتم بذلك.

وقال بعضهم ان السوق الموازي يحمل على الحكومة عبئاً كبيراً ولذا عليها تشجيعه بدلاً من مطاردة التجار فيه.

وقال عمر الفادني تاجر عملات ان يصل سعر العملة الامريكية الى 8 جنيهات فهذه اعتبرها مقدمة لارتفاع كبير وربما يصل سعره خلال هذا العام الى 10 جنيهات وقد يتجاوزها وبالتأكيد ليس السبب في ذلك هم التجار كما ولا طالبوالعملات الذين لا ينظرون الى آلية السوق ونقص العملات فيه والضغط الكبير على السوق الموازي في ظل انعدامها في السوق الرسمي، وقال الفادني (ان الزيادة في سعر الدولار الحالية تأتي بسبب قلة المعروض من العملات من جانب التجار الذين احجم اغلبهم عن البيع بعد عمليات شراء كبيرة قاموا بها في الايام الماضية) واضاف (تحويلات المغتربين والتي يعتمد عليها السوق اعتماداً كبيراً لم تتراجع لكن حالة الهلع التي اصابت المواطنين من الاحداث في دولة جنوب السودان جعلت الجميع يهرعون الى الشراء وهذا سر الحراك الذي يشهده السوق رغم قلة العملات الحرة المعروض فيه).

وقال عمر ان اسعار العملات الحرة الاخرى (الريال واليورو) وغيرها مستقرة على اعلى المستويات، لكن هنالك اقبال كبير على الدولار رغم قلة المعروض منه).

وقال احد المواطنين أتى لشراء دولارات من السوق الموازي ان الزيادة في اسعار الدولار حدثت فجأة ودون مقدمات فمنذ التاسعة من مساء امس الاول بدأت الاسعار في الزيادة التدريجية وانعدام الدولار تماماً صباح امس قبل ان يعلن عن سعره الاخير والذي يتوقع ان يتعداه في مقبلات الايام) واضاف (هنالك حالة من الهلع اصابت طالبي العملات من الارتفاع الأخير الذي ارجح انه يرتبط بالاحداث في دولة جنوب السودان التي تعتمد البلاد على رسوم عبور ما تضخه من نفط توقع المواطن ان يتوقف مع استمرار الاحداث وتصاعدها).

وتوقع الخبير الاقتصادي استاذ الاقتصاد بجامعة النيلين البروفيسور عصام بوب توقع ان يتعدى سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني حاجز الـ10 جنيهات خلال الشهرين القادمين. وقال في حديث لـ(أخبار اليوم) (لا استبعد ان يصل سعر العملة الامريكية مقابل الجنيه السوداني الى 10 جنيهات خلال الاسابيع القادمة وذلك مع اكتشاف وانهيار الميزانية الموضوعة حالياً ونفاد الأموال وبداية طباعة كميات جديدة من العملة). واضاف بوب (من الواضح ان الاحداث في دولة جنوب السودان تسببت في وقف جزئي او كلي لانتاج البترول وبذا تكون قد فقدت 1.5 مليار دولار اضافي وهذا ما لا نستطيع مواجهته في الفترة القادمة). واشار بوب الى ان القروض التي تتحدث عنها الحكومة غير مؤكدة) وقال السودان حالياً ميزانيته (تجري على عجل الحديد) واتوقع ان يتجاوز سعر العملة الامريكية مقابل الجنيه السوداني حاجز الـ10 جنيهات في مارس المقبل).

وقال خبير اقتصادي طلب عدم ذكر اسمه (ان الارتفاع الحالي في اسعار الدولار متوقع في ظل تمدد السوق الموازي وتدني الانتاج والانتاجية ولا استبعد ان يصل الى 10 جنيهات في الفترة القادمة فموازنة العام الحالي لم تكن مطمئنة ولم تتضمن برامج جادة لزيادة الانتاج والانتاجية، ودعا الى المسارعة في حل ازمة وفجوة النقد الاجنبي والتي قال انها لن تنتهي الا اذا اتجهت الحكومة الى دعم الانتاج والانتاجية على المدى البعيد وان تستقطب القروض على المدى القريب، وقال ان المواطن حالياً اصبح يتعامل مع الدولار كسلعة وليس كقيمة اقتصادية وهنالك الكثيرون يشترونه ويقتنونه من اجل حفظ القيمة والربح واضاف ان حالة الهلع التي تأتي بسبب قلة المعروض من الدولار هذه الايام ربما تقفز بسعره الى 10 جنيهات وهو مالا يصب في مصلحة الحكومة على كل حال.

الخرطوم : ابراهيم الصغير: صحيفة اخبار اليوم [/JUSTIFY]

تعليق واحد