فدوى موسى

امريكا زلفى

[JUSTIFY]
امريكا زلفى

من دواعي الانفراج ما قاله السيد وزير الخارجية «علي كرتي» عن ضرورة الاهتمام بتحسين علاقات السودان مع كل الدول، خاصة أمريكا باعتبارها دولة مهمة، ولها أثر كبير على العالم، وقد أطر لذلك في عبارة «انهم إن لم يسعوا لتحييد هذا الدور الأمريكي فسيكون الأمر في غير صالحهم».. وقد صاحب هذا الاتجاه نشاطات حوارية.. والمعروف ان هناك بعض الرؤى السياسية التي يؤمن البعض فيها بتوخي الحذر من تمتين العلاقات على خلفيات استيطان نظرية المؤامرة الدائمة تجاه أمريكا.. والأصل أن حراكاً يجب أن يفعل لهزيمة المعتقدات السياسية التي باتت في حكم المسلم بها، ففي دنيا السياسة لا ثابت إلا التغيير على أساس المصالح والاستفادة المتبادلة ما بين الدول والكيانات، فلو تم إبعاد الايدلوجيات وتوجهت هذه الكيانات نحو المصالح المشتركة والحسابات الاقتصادية، ربما ذهبت نظرية الكيد والمؤامرة الدائمة الى متحف التاريخ.. ولو أن الأنظمة أفسحت المجالات أمام الاندياح ما بين الشعوب، فالاختراقات الأخرى تصبح سهلة وتقلل من خلالها الخسائر المتتالية نتيجة الاعتقادات القديمة والتعامل معها بالمنهاج القديم.. فإن كانت هناك امكانية أن يتحرك نحوك من تظنه في خانة الكائد خطوة، فتقدم أنت إليه خطوتين أو أكثر حتى، وهكذا تضيق الفجوات في حراك السياسة.. إذن أعان الله «كرتي» في كسر طوق هذه المعضلة «تحديد إطار إيجابي للتعامل مع أمريكا، ونزع فتيل الاستهداف ونظرية الكيد الراسخة في أدمغة الساسة»، لعلنا بذلك نكسر طوق الوقوف في المربع الأول مع التعثر الكثير في تعاملاتنا في الملفات التي أصبحت مدولة وتحت مرمى الدولى الكبرى وعلاقاتنا معها..

إذن رغم تحفظ بعض الاتجاهات التي يمكن وصفها بالمتطرفة إلا أن ذلك يجب ألاَّ يكون دافعاً لوقف اتجاهات تحسين العلاقات مع الدول، خاصة الدول التي يصعب تجاوزها، لما لها من تأثيرات خاصة على المستوى العالمي.. فهل يصبح في الإمكان أن تصبح الدروب سالكة ما بين الخرطوم وواشنطون دون أي تعقيدات أو خلفيات.. مبروك هذه الخطوة التفاهمية ونتمنى أن لا يحدث أي ارتداد مفاجئ أو طاريء، يعيد البدايات الى ما خلف ذلك من توتر وسوء العلاقات.. خاصة أن التقارير تؤكد أنه ليس هناك أي رفض من امريكا للقاء أي مسؤول سوداني.. وكل الأمر مجرد ترتيبات حتى لا تتكون أفكار مسبقة تجعل الهواجس والمخاوف هي التي تتقدم على الحراك المحسوس، خاصة وأن الشحن والزخم الإعلامي يزيد ويؤجج للكثير من المفاهيم.. حتى أن الممسكين بالملفات من الجانبين تشوب أذهانهم صور ذهنية لا تتماشى والواقع على الأرض، أو كما قال السيد الوزير «فترة قليلة من الزمن كافية للتحرر من كثير من المعلومات المغلوطة، والتي تكون علقت في وسائل الإعلام أو بسبب مواقف أمريكية مسبقة».

آخر الكلام:

٭ هل نحن موعودون بالانفتاح على الأمريكان.. أم أن الأمر لا يعدو مجرد محاولات تنطفئ جذوتها عند أول حراك يخرج بالتوجهات الى خلاف ما يراد بها.. أو حتى يخالف رأي المتشددين والمتطرفين والذين وصلوا مرحلة القنع.. على حال لا بد من انتهاج طريقة ومسار هاديء مع الدول الكبرى، فلغة المصالح تقول ذلك.. وهو زمن المصالح.

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]