خرجت ولم تعد!
الأبواب مفتوحة على مصراعيها لمغادرة الكثير من القيم الفاضلة التي لا مكان لها إلا على أوهام المثالية الغائبة، وصفحات الحصر في الدفاتر المغبورة تحت اتربة المكتبات المهجورة، وأضابير تجميع الكتب وركنها في الأقاصي.. جاءت الى المدينة تحمل بوارق الأمل في حياة جديدة بروح المدن وعصف الحضارة.. وعلى أعتاب الإيمان بأن العلم يرفع حالها من عمد العدم الى عماد الرفعة.. ولشدة ما كانت تتفاءل في أن قدراتها الذهنية ستعبر بها حواجز الفروقات التي لحظتها في أول طلة على باحة الجامعة.. أحست انها تحتاج للكثير لتعبر الى جوف الوسط الذي غمر صويحبات الدراسة.. أول يوم لها بالكلية كان يوماً مختلفاً.. لم تستطع أن تنقل لنفسها الإحساس بالراحة.. تفارق وتجامع مقلتيها أطياف البلد، ووالدتها المرأة البسيطة التي كانت تحملها وأمر دراستها هماً كبيراً أطار النوم من عينيها.. لتعود الى اجواء الكلية المفعم بالاختلاف والتباين.. رغم أنها لم تكن يوماً تحس بظلم الأيام لها وهي تعيش في ذلك البيت الذي قوامه «بعض البروش والشوالات والقنايات»، ولكن لحظات قليلة من التقاءات مع زميلات الدراسة القادمات أحالت إحساسها بالرضا الى سخط تام وتأفف دامغ على ما كانت تعتقده حياة وتعرفه مرحلة.. وبالنجاح تتبدل الأحوال.. ولكن هيهات فقد أوغلت «البنية» في مجاراة الأوضاع الجامعية واندمجت حثالة الأمور من أجل أن ترتدي الثياب المواكبة، وتتعطر بالمميز من الروائح و.. و.. خرجت الى سوح الربا والتلاف وأصبحت «القطة المغمضة.. لبوة ثائرة على كل القيم..» هكذا خرجت تلك الفتاة المسكينة الشاطرة من غمغم العشم الى الانجراف التام في دهاليز التردي والانحلال، ومداومة الانتقال من هذا الى ذاك وهكذا خرجت «قطة» ولم تعد حتى الآن.
تصدير العمالة مرة أخرى
الأستاذة الجليلة صاحبة عمود سياج.. شدني أكثر اهتمامك الدائم بالعمالة السودانية وهجرتها الى الخارج واهتمامك بهذا الاأمر.. خاصة موضوع هجرة العمالة الطبية والكوادر العادية لكل جهة، من أجل أن يحسنوا من وضعهم المادي في مقابل اتساع استقدام عمالة غير قانونية.. هذه الهجرة نتجت من يأس وصلوا اليه وعطالة وتفكير في حل الأمر عبر مغادرة الحدود كلٌ حسب وجهته.. حسب ما يرنو اليهم من تسامع من أن دولة كذا أحسن من دولة كذا.. أو أن دولة كذا تحترم العمالة الوافدة اليها.. وفي جانب آخر هناك وجه آخر لعمالة بهذه البلد يفتح الباب للبعض لتكوين أجسام تهدد الوضع العام.. بالأمس القريب كان هناك اجتماع بمنطقة الفتيحاب الشقلة غرب، ذكر فيه المتحدثون من أئمة، ولجان شعبية، وشرطة مجتمعية، عن الآثار السالبة عما ترتب على أحداث أرقت أمن المنطقة من مثل هذه الأجسام خاصة من يسمون أنفسهم «النيقرز» و«مجموعة الجيش الأحمر»، من العطالة المتواجدة دوماً حول الشارع العام.. وهذا وجه آخر يعكس ما يصاحب أمر بعض العمالة غير المأمونة..
«سليمان العبيد».
آخر الكلام..
من أوجه متعددة طال التردي الضارب في الأطناب والواح تعرض فحوى ما يمور ويفور في جنبات وحنايا أوصال المجتمع بدءاً من تداعيات عدم القدرة على تحمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.. والانفلات والانفراط في الشارع والمجتمع.. يا ابو مرووووة عوووووووووووك
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]