سياسية

احتفالات المولد النبوي بالسودان تنتهي دون اشتباكات بين “أنصار السنة” والصوفية

انقضت الإثنى عشر يوما الأولى من شهر ربيع الأول، والتي تتسابق فيها الطرق الصوفية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، دون وقوع اشتباكات مع جماعة أنصار السنة المحمدية التي ترى في الاحتفال “بدعة وضلالة”، وذلك خلافا للأعوام الماضية .

ورغم كثافة التواجد الأمني بالساحات العامة في مدن وأرياف السودان للفصل بين سرادق جماعة أنصار السنة المحمدية، وسرادق الطرق الصوفية خلال الاحتفالات بالمولد في الأعوام الماضية، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين.

بينما نجحت السلطات هذا العام في منع ذلك، من خلال إقناع الطرفين على توقيع ميثاق، حال دون تجدد الاشتباكات.

وفي كل مدينة سودانية، تخصص السلطات ساحة للاحتفال يطلق عليها “ميدان المولد”.

وعلى مدار عقود طويلة، كان مريدو الطرق الصوفية ينصبون سرادقهم، ويقيمون حلقات الذكر والإنشاد الديني دون مشاركة لجماعة أنصار السنة، قبل أن تشرع الأخيرة خلال الأعوام القليلة الماضية في نصب سرادق في كل ساحة مخصصة للاحتفال بالمولد، بهدف إقناع السودانين بمقاطعة احتفالات الصوفيين بحجة أن ذلك بدعة لا سند له، وهو ما كان يثير حفيظة الصوفية، فيؤدي ذلك لوقوع الاشتباكات.

إلا أنه وفي هذا العام، لم تكن قوات الشرطة السودانية بحاجة للفصل بين الطرفين رغم انتشار دورياتها خارج الساحات المخصصة للاحتفال، بعد إبرام الميثاق الذي يلزم كل طرف بعدم الإساء أو التعدي على الآخر.

وفي هذا السياق، قال عمر معروف، أمين البحوث والدراسات بجماعة أنصار السنة المحمدية بولاية الخرطوم إن جماعته التزمت بالميثاق الذي يمنع التجاوز بين الطرفين.

وأضاف معروف لوكالة الأناضول من داخل سرداق جماعته بميدان المولد بمنطقة السجانة بالعاصمة الخرطوم: “هذا العام الروح طيبة، وبعض مشائخ الطرق الصوفية زارونا في سرداقنا، ونحن زرناهم في سرادقهم، وكل طرف يدعو لما يرى أنه الصواب”.

ومضى قائلا ” نحن نقول أن من يريد تعظيم النبي محمد، عليه أن لا يبتدع في دينه، فلا النبي ولا صحابته احتفلوا بالمولد”.

وأوضح أنه برغم قيام بعض الصوفية بالإساءة إليهم في بداية أيام الشهر، إلا أنهم لم يردوا على ذلك، تنفيذا للميثاق المبرم، على حد قوله مضيفا “لا عداء لنا مع الصوفية فنحن نحبهم في الله”.

في المقابل، قال أزهري محمد سعيد، شيخ الطريقة السمانية إن جماعة أنصار السنة “تعمدت نصب سرداقها في منتصف الساحة، مع تشغيل مكبر الصوت بالدرجة القصوى للتشويش على سرادق الصوفية”.

ورأى سعيد في حديثه للأناضول أن “هذا تعد لا يساندهم فيه منطق ولا شرع ولا عرف، وهذا سلوك لا يمكن أن يأتي به الصوفية المعروف عنهم تسامحهم”.

وعن معارضة “أنصار السنة” لحلقات الذكر الجماعية ووصفها بأنها “بدعة”، قال سعيد “نحن نستشهد بقول رسولنا الكريم (إذا مررتم برياض الجنة فارتعو قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال حلق الذكر)”.

وتابع سعيد الذي يشغل كذلك منصب أمين عام منظمة البركة لتعزيز المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف “هذا لا يتأتي إلا في المولد، حيث كل هذه السرادق رياض جنة”.

في ذات السياق، يقول لطفي عبد الرؤوف، وهو مواطن حضر للاحتفال بالمولد في أحد سرادقات الصوفية “طالما أن جماعة أنصار السنة غير مقتنعة بالاحتفال بالمولد النبوي، كان ينبغي عليهم عدم الحضور حتى لا يحدث تشويش”.

وأوضاف “أنصار السنة لهم مساجدهم ومنابرهم الأخرى التي يدعون من خلالها لرؤاهم، وكان الأفضل لهم ترك الصوفية يحتفلون كعادتهم”.
الخرطوم / محمد الخاتم / الأناضول

تعليق واحد

  1. [SIZE=5]الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه

    نسأل الله أن يتحاور الناس بالحسنى والوعي وطولة البال وأن يتأسوا بالمصطفى “صلى الله عليه وسلم ” ويتذكروا أن الرفق ماكان في شيء إلا زانه ….وما نزع من شيء إلا شانه[/SIZE]