نور الدين مدني

الفداء والتواصل الاجتماعي

[ALIGN=CENTER]الفداء والتواصل الاجتماعي [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* في مرحلة ليست بعيدة في تاريخ الحياة الاجتماعية في بلادنا كانت دور السينما ساحة للاجتماع البشري رغم جل التركيز في هذه الدور كان على الشاشة السينمائية وعلى ما يعرض فيها إلا أنها كانت ساحة للتلاقي والتواصل الاجتماعي.
* جاء التلفزيون ليسحب البساط بدرجة كبيرة من جمهور السينما وانحصرت ساحة الاجتماع البشري إلى داخل الاسرة او النادي في إطار محدود نسبياً مقارنة بجمهور السينما.
* الا ان اجهزة الكمبيوتر التي انتشرت مؤخراً ضيقت الساحة اكثر وحصرت الوجود الإنساني في المرسل والمتلقي حتى داخل الأسرة الواحدة مما يعني ان ساحة الاجتماع البشري اصبحت اكثر محدودية.
* لذلك تزداد حاجة الإنسان مع هذا التطور التقني الذي أثر سلباً في حياة الناس الاجتماعية إلى تعميق أواصر الصلات الاسرية والاجتماعية، خاصة في المناسبات والأعياد التي يجد فيها الإنسان فرصة لاحياء ما انقطع من حبل التواصل الاسري والاجتماعي.
* إلا اننا ايضاً نحمد لهذا التطور التقني الذي قرب المسافات البعيدة واختصر الأمكنة عبر الرسائل الالكترونية المسموعة والمرئية التي تقلل من حالة العزلة التي سببها التطور التقني نفسه.
* لذلك اصبحنا نتبادل رسائل التهاني والمحادثات الصوتية والمرئية ويتنافس الجميع في ابتداع الأساليب التي يوصل بها رسالته للأهل والأصدقاء.
* احدى هذه المعايدات جسدت الرسالة التي اراد مرسلها ان يوصلها عبر لوحة معبرة لخروف يهنئ بالعيد قائلاً كل عام وأنتم الخير.. هذا العيد اسأل عن الأهل والأصدقاء قبل ان تسأل عن الطعام مع الشكر.
* رغم الطرفة التي تُظهر الخروف وكأنه يريد ان يلهي الناس عن ذبحه إلا أنها رسالة يمكن ان تذكرنا بالقيم الدينية والأخلاقية والتربوية لعيد الأضحية.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني – العدد رقم 1101 – 2008-12-07