ربيع السفارات
لا أظن أن الفيلم الذي أشاع الغضب في العالم الإسلامي كان على قدر فكرة رجل أو رجلين، بل هو عمل منظم يستهدف هذه الإثارة الكبرى، التي فتحت النار على مصرعيها لجرجرة التصارع بين الشعوب على شفا العلاقات المأزومة.. نعم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فداك أبي وأمي يا حبيب الله.. حتى يكفون عن مثل هذه البذاءات.. فالعالم أجمع يعلم أن لحرية التعبير حدود وفواصل وخطوط حمراء، من يحاول أن يتطاول عليها خاسر بالتأكيد.. ها هو الرأي العام الإسلامي يجمع على إدانة هذه البذاءة ويحكم أن التطرف قد ضرب في الأوصال، والإهانة بالغة، فلتت كل التحكمات عن اليد، وصار التعبير عن الأوضاع الآن أشبه بربيع السفارات، الشيء الذي يدخل «المارينز» لحوى معظم الدول الإسلامية بغرض هذا الموضع «السفارة»، وقس على ذلك من حماية لمصالح أخرى متعددة، وما يتبلور من توترات في العلاقات الدولية.
٭ حبيبنا
نعم نحب الرسول صلى الله عليه وسلم حد الحب واليقين.. فهو الأمة والنور والهداية، ولا ملاذ لنا إلا على اقتفاء أثره الحبيب.. فقد احتمل صلى الله عليه وسلم الأذى من قبل من اليهود وغيرهم.. احتمل حتى قذفوه بالقاذورات لحكمة يعلمها هو.. ومات الحبيب ودرعه مرهونة عند اليهود.. لذا الرد على مثل هذه الاساءات يمكن أن يأخذ أيضاً مسارب إضافية نعلم بها القائمون على مثل هذه «التفاهات» إن الدين الإسلامي والمسلمين أقدر منهم على توصيل الفكر وحفظ المقدرات، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الرسول الذي خلت من قبله الرسل.. والرسالة الأبلغ أن يعلم العالم اجمع أن إساءة المعتقدات والرموز الدينية الكبرى «خط أحمر» دونه الكثير، وها هي الدبلوماسيات والعلاقات والانفتاحات فيها على خط الارتداد إلى ما وراء ما كانت عليه.. أين كانت الدول التي لها علاقة بهذا الفيلم من القيم والاحترام، والاعتقاد في كرامة الإنسان المسلم، ولا نظن انهم تحت بند «حرية التعبير» يسمحون أن تطال بعض رموزهم «الورقية» ناهيك عن معتقدات وديانات يصطف حولها القواعد والنخب والعامة.. لم يجربوا أن يتذوقوا ذات الإساءات لأن المسلمين يربأون بأنفسهم عن الترهات المماثلة، فلا بأس إذن إن لم يزجروا أمثال هؤلاء عن التمادي أن يسلط على معتقداتهم ورموزهم الدينية سلاح الاستهزاء والعبث، الذي يدلل على خلل نفسي متجذر، وعجز كامل عن مقارعة القيم الإسلامية الفاضلة التي هي لسان حال كل الدين الإسلامي.
٭ شهرة فاسدة
أما الذين قاموا بأمر حبك وفنيات هذا الفيلم فإن الشهرة التي بلغوها فاسدة فساد فكرتهم، وهم الآن الأخوف في هذا العالم على مواجهة أي مسلم بسيطاً كان أو قوياً.. فهما معاً أحب لله.. وفيهما مع المحبة الأقوى بقوة عقله وحكمته ورجاحة ما يقوم به.. إذن لا يكفي الاعتذار أو «التملص من المسؤولية» امتطاءً لركوب «حرية التعبير».. فلا حرية للتعبير فيما يخص الثوابت الإنسانية.. وكفانا هزواً واستخفافاً.. حاكموا هؤلاء بقدر ما كانت فكرتهم فاسدة وابعدوا عن «ظلم صورة الإسلام والمسلمين» التي يسعى اليها البعض ما استطاعوا سبيلاً.. أبيدوا كل نسخ هذا الفيلم وأصوله واسحبوه من أي موقع نشر.. احترموا الدين الإسلامي كما يحترمكم بنصوصه وروحه ورموزه الدينية.. «حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا هؤلاء».
٭ آخر الكلام
في لحظة ما يصعب علينا أن نخفف من غضبتنا الداخلية على مثل هذه المواقف غير المحترمة.. ويذهب حتى عقلنا عن التروي والحكمة، ولكن يبقى أن نطالب بمحاكمة هؤلاء الجهلة.. والحبيب ي محمد صلى الله عليه وسلم رسولنا ونبينا وسنتنا، له أرواحنا ودماؤنا ودونه المهج والأرواح..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]