[JUSTIFY]
الضيافة.. في السودان لها شأن وشأن.. خصوصاً في قرانا الحبيبة الضيف ما على كيفو.. الضيف ضيف الحلة وللضيوف حكايات وأمثال طريفة منها: «الضيف الملخوم ياكل ويقوم».. و«الضيف المستعجل بطلق المرة» وسألت أحدهم عرفنا الضيف الملخوم بياكل ويقوم.. لكين كيف «الضيف المستعجل بطلق المرة».. قال: دي حكاية لواحد ضيف كان مستعجل جداً ولا حق ليهو زول مواعدو بي قروش كثيرة.. وهو رجل مديون وأحوالو صعبة وخايف لو الزول سيد القروش زاغ منو تاني ما بلم فيهو.. في الطريق زار واحد صاحبو قال يسلم عليهو ويمشي طوالي يحصل سيد القروش.. لكين صاحبو راجل كريم جداً أصلو ما بخلي الضيف لو دق راسو بالسما يطلع منو إلا يفطر أو يتغدى.. أها في المسافة الدخل فيها الضيف على الصالون جرى سيد البيت للولية وجاب ليها لزوميات الفطور كلها وخلاها قاعدة في المطبخ تشتغل ومعاها بتها والأولاد.. يعني خسر خسارة معتبرة لي صاحبو ده. لمن جا الصالون لقي الضيف واقف على حيلو ولا في العمة وخاتي الشال. قال ليهو: «يا زول أنت ماشي وين.. معقول تجينا اسع الوكت وكت فطور.. وما جبنا ليك الشاي قلنا بعد الفطور نشرب البارد حتين بعد داك الشاي والقهوة.. انت يا زول بقت شوفتك عزيزة.. من السنة للسنة دحين اقعد في بطن الواطه دي واملص العمة وعلق الجلابية في الشماعة».
الضيف قال ليهو: يا أخوى انا محصل لي واحد داير لي منو قروش.. وقروشاً ماها ساهلة بتقضي الغرض.. زوجتي على الوضوع.. و أولادي دايرين حق المدارس وظروف البيت زي الزفت.. ناس البيت راجييني بفارغ الصبر وواقفين ألف أحمر.. دحين يا أخوي ما تعوج علي أعفى مني اديني خاطرك خلني أمش.. الزول ده كان طار مني تاني ما بلم فوقو. وأنا مافي لي أي طريقة اقعد دقيقة لانو مواعيدي مع الراجل قربت.سيد البيت قال للضيف:
– هازول عليّ الطلاق ما بتفوت قبال الفطور.. انت يا زول ماك نصيح؟!
معقول تمرق مننا ساي في صمة خشمك؟
لكين الضيف حسب الظروف القاسية المرت بيهو زعل شديد.. واعتبر طلاق صاحبنا ده كلام ساكت.. وهو كمان حلف وقال لي سيد البيت ـ ها زول هه.. انا عليّ الحرام ما بقعد دقيقة.. هازول انا مزنوق زنقة انت ما عارف ساكت.. أنا عليّ الحرام اسعسامع في اضاني الولية زي بتقول «الله لي الله لي».. قلت ليك امكن القاها ولدت تب.. وعليّ حق السماية والأولاد مطرودين من المصاريف.. دحين يا أخوي أعذرني. عليّ بالطلاق ما ني قاعد!! وذهب الضيف الشفقان مخلفاً وراءه المثل الذي يقول:
«الضيف الشفقان بطلق المرة»!!
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]