عالمية

ضبط كميات ضخمة من مادة «شديدة الانفجار» في بورسعيد.. و التحقيقات تشير إلى تورط دولة بالمنطقة….!!

[JUSTIFY]في تغير نوعي لطبيعة التحديات الأمنية التي تواجه القاهرة، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن معلومات دقيقة قادت المخابرات الحربية إلى ضبط «كمية هائلة» من مادة شديدة الانفجار في بورسعيد (شرق القاهرة)، وهي مادة تستخدم، بشكل رئيس، في عمليات تنظيم القاعدة في العراق، بينما أشارت التحريات المبدئية، بحسب المصادر، إلى تورط دولة إقليمية في عبور هذه المادة إلى داخل الأراضي المصرية، دون أن تكشف عن اسم هذه الدولة علانية. وتأتي هذه التطورات قبل أسبوع من مظاهرات دعت لها جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة تنظيما إرهابيا، في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وقالت مصادر أمنية إن الأجهزة المعنية تتعامل بجدية مع تلك الدعوات. وتتكتم المصادر الأمنية المصرية بشأن التحقيقات الجارية حاليا، لكن مصادر عسكرية أكدت لـ«الشرق الأوسط» قيام عناصر من الجيش بعمليات تمشيط واسعة، أمس (السبت)، في الظهير الصحراوي لطريق الإسماعيلية – بورسعيد، عقب ساعات من الإعلان عن ضبط 19 برميلا معبأ بمادة الأنفو بمنطقة القنطرة غرب في محافظة بورسعيد (شرق القاهرة).

وقال المتحدث باسم الجيش العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، إن عناصر الجيش الثاني الميداني تمكنت مساء أول من أمس من ضبط 19 برميلا من مادة «نترات الأمونيوم» (Ammonium Nitrate-Fuel Oil – (ANFO شديدة الانفجار والمستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة. وأشار العقيد علي، في بيان له، إلى أن المادة شديدة الانفجار مماثلة لمادة سبق استخدامها في تفجيرات مدينة أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدة عام 1995، والمحاولة الأولى لتفجير مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك عام 1993. كما أنها من النوع الذي يستخدم بتوسع في تفجيرات العراق خلال الأعوام الماضية.

وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن قوات الجيش داهمت منزلا يقع بالقرب من قرية أم خلف بمنطقة القنطرة غرب جنوب مدينة بورسعيد، بعد معلومات وردت للمخابرات الحربية، مشيرا إلى أنه ألقي القبض على أصحاب المنزل. ويدعى صاحب المنزل راضي عبد اللطيف، وفقا للتحقيقات المبدئية. وأصيب عبد اللطيف، على الأرجح، خلال عملية المداهمة، ونقل إلى أحد المستشفيات. وقالت مصادر طبية في محافظة بورسعيد إن أحد مستشفياتها استقبلت مساء أول من أمس حالة مصابة بطلق ناري.

وقال سيف اليزل، إن التحقيقات بدأت مع عبد اللطيف بعد تحسن حالته الصحية، بمعرفة المخابرات الحربية والنيابة العامة، ومن المنتظر أن تكشف أقواله عن المزيد من المعلومات. وعثر أيضا في منزل عبد اللطيف، وفقا للتحقيقات، على ثماني قنابل من طراز «F – 1» مجهزة للتفجير، و14 عبوة دافعة للقاذف الصاروخي (RPG)، و26 مفجرا إلى جانب دوائر نسف كهربائية مجهزة، وعبوة بلاستيكية مجهزة لتفجير السيارات، بالإضافة إلى مواد أخرى تستخدم لزيادة فاعلية التفجير، وتنتج مواد سامة تؤدي إلى الوفاة عند استنشاقها.

وأشار الخبير الأمني إلى أن مادة الأنفو لم يسبق أن استخدمت داخل مصر من قبل، لافتا إلى أنها أقوى بنسبة 25 في المائة من المواد التقليدية المستخدمة في مصر وأبرزها مادة الـ«تي إن تي» التي استخدمت على سبيل المثال في تفجير مديرية أمن المنصورة الشهر الماضي. وقتل 16 شخصا، معظمهم من الشرطة، في تفجير استهدف مديرية أمن المنصورة، وأعلن تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يتخذ من شبه جزيرة سيناء مركزا له، مسؤوليته عن التفجير.

ويبرز خطر انتقال التشدد إلى وادي النيل المكتظ بالسكان قادما من شبه جزيرة سيناء حيث قتل نحو 200 من عناصر الأمن في هجمات مسلحة، منذ سقوط الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح اليزل أن مادة الأنفو تستخدم على نحو واسع في عمليات التفجير التي يقف خلفها تنظيم القاعدة في العراق، مشيرا إلى أن هذه المادة تحتاج في إعدادها لنوعية خاصة من التدريب.

وأضاف أن التحقيقات أشارت إلى تسلل عناصر أجنبية إلى مصر لتدريب عناصر محلية على تجهيز العبوات الناسفة التي تستخدم فيها مادة الأنفو، لافتا إلى أن الكمية الهائلة التي عثر عليها ترجح أنه كان مخططا استخدامها على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة. وتتهم السلطات الحالية قادة جماعة الإخوان بالتنسيق مع المجموعات الإسلامية المتشددة في سيناء لإثارة الفوضى في البلاد. وعزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي عقب مظاهرات شعبية حاشدة بعد عام من حكمه. وترفض جماعة الإخوان الاعتراف بقرار عزله والمسار السياسي الذي ترتب على هذا القرار. وقال اليزل إن معلومات أولية تشير إلى تورط دولة لم يكشف عنها في ترتيب دخول المادة شديدة الانفجار إلى البلاد، رافضا الإدلاء بمزيد من المعلومات حول هذه الدولة وما إذا كانت أراضيها استخدمت في عبور هذه المادة أم لا.

وحول ما إذا كان ضبط المواد شديدة الانفجار في مدينة بورسعيد المطلة على البحر المتوسط، يشير إلى دخولها عبر البحر إلى الأراضي المصرية، قال سيف الليزل إن التقديرات الأولية لا تشير إلى ذلك. وتتعامل السلطات المصرية بجدية مع ما تعده تهديدات جماعة الإخوان المسلمين بالتحرك في الذكرى الثالثة للثورة المصرية يوم 25 يناير المقبل. وتقول قيادات في الجماعة إن هذا اليوم سيكون ثورة جديدة ضد من يصفونهم بـ«قادة الانقلاب العسكري».

الشرق الوسط
م.ت[/JUSTIFY] news1.758214