آلية حماية السودانيين بالخارج
ضمن المدعوين لحضور الإجتماع الأول لآلية حماية السودانيين بالخارج بجهاز «تنظيم شؤون السودانيين بالخارج» بدت لي لحمة أمر العاملين بالخارج أشبه بلحمة الرأس من تفرق بين مؤسسات عدة ولا غرابة في ذلك.. ولكن دعونا بدءً نقول أن العمل بالخارج سوق عمل عالي المنافسة في مقابل أوضاع اقتصادية داخلية ضاغطة تصل أحياناً مرحلة فرار البعض من بين أحضان الأسرة والأهل إلى أتون الغربة وهي أمور معروفة في كل الدول.. جاء هذا الإجتماع على خلفية ورشة كبيرة تناولت ذات الأمر توصلوا فيها إلى ضرورة إيجاد آلية لضبط هذه الأوضاع في نفسي سؤال «ألم تكن هذه الحماية عنصر أصيل في أجندة الجهاز عبر كل هذه المدة منذ نشأته حتى الآن.. أم أن هناك قضايا مستجدة.. بالتأكيد الإثنان معاً.. المعروف أن الإطار العالمي لأمر العاملين بالخارج يتطلب المعرفة اللصيقة بالإتفاقيات الدولية ذات العلاقة فهناك الكثير فيما يخص حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.. فيما يبدو الأفضل أن تُفَعْل في هذه المرحلة الاتفاقيات الثنائية للدول التي بها كثافة للعمالة السودانية كالسعودية ودول الخليج وبعض الدول العربية.. وقبل أن تعتمد الآلية لابد من معرفة حجم العمالة السودانية بالخارج وأداؤها وطبيعة الأعمال التي تقوم بها وكيف يمكن أن تقدم نموذجاً مرضياً عنه بتلك الدول مع إعتبار أن هناك عمالة أخرى نشطة مدربة يمكن ان تخرج العمالة السودانية من تلك البلاد، من هنا تدخل أبواب الخلل فليس هناك أعداد قبلي لها ولا رفع وعي بما يخص الحقوق والواجبات والتشريعات وغيرها.. وربما كانت الأوضاع غير القانونية خاصةً لعمل المهاجرين غير الشرعيين مدعاة لتضييع حقوقهم، خوفاً من تبعات أمر تسللهم إلى تلك الدولة وتبقى الأطر المهمة كيف ستؤدي هذه الآلية المقبلة دورها والبلاد يعوزها الكثير في مجال الاتفاقيات الدولية والثنائية، و الجمعيات واللجان المتخصصة ورفع الوعي وقواعد البيانات الخاصة بمعلومات العاملين بالخارج من المغتربين والمهاجرين، بالتنسيق مع الجهات المختلفة… مع التحفظ أن بعض المهاجرين غير ميالين للتعامل مع الأجسام الوطنية الحكومية.. لا خوف على بعض العمالة الواعية التي تخرج عبر الضوابط المعروفة والعقودات الملزمة ولكن «الرك» في فعالية هذه الآلية المقبلة هو «آليتها» لأداء المهام الجسام.. شدَّتني «ممثلة وزارة العمل» وهي تنافح عن ضرورة عمل ملحقيات العمالية، والجانب الآخر الذي يرى أن العون القانوني هو الإطار الأشمل وما بين هذا وذاك تبقى هناك ضرورة لتفعيل الإتفاق الثنائي بين الدولتين المهاجر منها والمهاجر إليها.. والناس هذه الأيام في إنشغال بالتوجه صوب «ليبيا الجديدة» فلماذا لا يجرب مقترح نشاط الآلية على هذه «الليبيا الجديدة».
٭ آخر الكلام
سألوا (عبدو) لماذا تريد ان تهاجر وتعمل بالخارج.. قال لهم «ضاقت شديد».. قالوا ليهو «أها دايرين نخت ليكم ضوابط عشان ما تسافروا ساي» فقال لهم «عليكم الله أرحمونا.. ما تحبكوها شديد خلونا نشوف أكل عيش الأولاد.. نحنا «رضيانين» نخلى السفر بس شوفوا لينا معاكم وظائف وظروف أحسن.. مش «تظبطوا» أموركم وتجروا فينا الشوك».
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]