جعفر عباس

الاستثمار المجدي


[ALIGN=CENTER]الاستثمار المجدي [/ALIGN] أكثر سؤال يطرح علي هو: كيف تكتب زاوية مقالا يوميا على مدى سنوات؟ والإجابة هي أن كل كاتب ذي عمود راتب يحرص على رصد الخواطر والمعلومات ويجمع القصاصات.. وبصراحة أكثر فإن الأمر لا يخلو من بعض البلطجة المتمثلة في إعادة تدوير recycling الأفكار وطرحها من زوايا مختلفة نوعا ما، وأود لو تشاركوني الخاطرة التالية الجميلة التي بعث بها الي قارئ قبل أكثر من ست سنوات (نعم احتفظ بقصاصات ورسائل الكترونية عمر بعضها أكثر من 15 سنة لساعة “عوزة”):

هنالك مصرف يودع في حسابك يوميا 86400 دولار، ولكنه يشترط أن تستهلك الوديعة أولا بأول، أي انه لا يمكن نقل رصيد يوم الى يوم آخر، فبنهاية كل يوم تفقد ما لم تستهلكه من الوديعة، وفي نفس الوقت لا يمكنك السحب على المكشوف من ذلك الحساب، وبالتالي لا تستطيع ان تسحب من المبلغ الذي سيودع في حسابك غدا، ويتطلب ذلك ان تستثمر تلك الثروة الطائلة فيما يفيد صحتك الجسدية والنفسية ويجلب السعادة لك ولمن تحب!! فلكل منا بنك اسمه “الوقت” يقوم كل صباح بإيداع 86400 ثانية في حسابنا، وأي ثانية تمضي لا تُرد أي تضيع، وأي ثانية فشلت في استثمارها فيما هو مفيد ومجد تكون مشطوبة من عمرك!! ولتعرف قيمة السنة المكونة من 12 شهرا أي نحو 316 مليار ثانية، اسأل عنها طالبا رسب في امتحان نهاية العام، ولتعرف قيمة الشهر اسأل امرأة أنجبت طفلا قبل إكماله الأشهر التسعة، ولتعرف قيمة الأسبوع اسأل رئيس تحرير مجلة او جريدة أسبوعية، ولتعرف قيمة الساعة اسأل مسجونا ينتظر الإفراج بعد قضاء 15 سنة بين الأسوار، اما عن قيمة الدقيقة فاسأل شخصا فاته القطار، وخير من يكلمك عن قيمة الثانية شخص كاد ان يكون ضحية حادث مروري. أما إذا أردت ان تعرف قيمة واحد على المليون من الثانية فاسأل لاعبا أولمبيا فاز بالميدالية الفضية!.. وأعتقد اننا بحاجة الى تقليب الأفكار أعلاه في أدمغتنا كي نعرف قيمة الوقت ونكف عن إهداره في العبث واللهو السخيف والصرمحة في الشوارع، فمعظمنا يعيشون رتابة مميتة: العمل او الدراسة، فالغداء، فالنوم حتى اول المساء، فخروج من البيت للتسكع في الشارع بالسيارات لقتل الوقت وقتل الآخرين دوسا، ثم اللحاق بالربع للحش او لعب الورق او ما هو أنيل وأزفت، فقليلون منا من يخصصون وقتا للقراءة، أو لهواية ممتعة ومفيدة، ومعظم الآباء يفاجأون بأن العيال كبرت من دون ان يشاركوهم طفولتهم، والعمل فرض كفاية ما لم تكن أنت صاحب العمل.. النساء افضل حالا من الرجال فيما يتعلق بالعلاقة مع الأبناء والبنات، ولكنهن ايضا بارعات في فن إهدار الوقت في عصر اصبحت فيه الخادمات هن ربات البيوت، (ويصبن بالدهشة اذا اكتشفن ان الزوج اقترن سرا بالخادمة) ومعظم نسائنا مصابات بمرض النوم فبعد تعاطي المسلسلات تصبح الواحدة منهن جثة هامدة حتى منتصف نهار اليوم التالي ثم تنام مجددا مع بقية اهل البيت بعد الغداء ولك ان تعجب لكائن ينوم قرابة نصف عمره ثم يزعم انه حي!!

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد