فدوى موسى

د. ختمة

[JUSTIFY]
د. ختمة

كلما أحسست بوهن أو انبطاحة «على مقاييس المهندس الطيب مصطفى» تذكرت بعض الوجوه المشرقة في بلادي.. ومن تلك الإشراقات التي سكنت دواخلي إرادة هذه الطبيبة البيطرية القوية «د. ختمة حسن الملك» من رائدات الطب البيطري في السودان.. امرأة من عزامات ماضية.. مليحة النفس مخبراً ومظهراً.. سرني أن تنبهت الدولة لتكريمها.. فقد تأخرت على ذلك.. «المهم» أن الدولة أخذت الالتفاتة وقامت عبر نسوتها الفاعلات «أميرة، رجاء، عفاف، إقبال، انتصار، خديجة وسمية» برفقة سيرة عطرة للدكتورة من إنجاز هذه اللفتة الواجبة لمرأة صاحبة قضية ومنهج ووضوح وجرأة.. لكم وودت أن تكون الكثيرات من نساء بلادي على ذات منهاج «ختمة» في الإخلاص للعمل وللعلم.. ولأنني طالبة من طالباتها تعلمت منها الكثير احتفي بها وبأمثالها كلما وجدت لذلك سبيلاً.. فلك حبي دكتورة عبر الورق والفضاء وكل المساحات.. متعك الله بالصحة.

٭ المرأة والمهن الصعبة

في ظل إثبات المرأة لمقدرات موازية ومساوية للرجل في بعض الأعمال والمناشط التي تتطلب أن تكون هناك قدرات للتحمل والصبر أكبر.. نجد أن المرأة صارت مواجهة ببعض الظروف التي تلامسها بأوتار المسؤولية التي يصعب على الرجل أحياناً تحملها.. وليس بالبعيد في عهد الضغوط الاقتصادية ورفع يد الدولة عن المساندة والدعم في مثل هذا الواقع ستلجأ الكثير من النسوة إلى امتهان أعمال قد لا تكون مألوفة ومتناسية مع المرأة.. وتوصف بأنها عاملة النظافة والجزارة والمكسارية.. بعد أن أصبحت تحمل معظم أعباء المعيشة في ظل غياب «شقائق النعمان».. وازدياد تكاليف الحياة وعسرتها حتى وصف البعض تسيير أعباء الأسرة بحمل عنقريب الجنازة.

٭ رفاهية المرأة

في بلاد يعمل سكانها كالنحل والصين نموذج.. تم تمديد إجازة الوضع لتصبح متوافقة مع مقررات منظمة العمل الدولية إلى أربعة عشر أسبوعاً ويتم دفع الأجر خلال الإجازة من برامج تأمين الأمومة أو من أصحاب العمل.. بعمل وتفعيل الالزام لهذه المقررات.. فهناك روابط كثيرة ما بين عدم اعتماد هذه الرفاهية وبعض حالات الاكتئاب التي تتولد نتيجة للمسؤوليات الجسيمة التي تقع على عاتقها رغم أن المرأة العاملة أقل عرضة من رفيقتها الخاملة للأمراض التي تتولد بسبب الفراغ «أو عدم الموضوع».. فهل شملت بلادنا دراسات أوضاع المرأة في جميع أنواع مستويات الحياة.. على اعتبار أن الرؤى الإستراتيجية تعمد «لفلفلة» كل ما يتعلق بالمرأة في جميع حالاتها لأثرها الكبير المتزايد في إدارة الحياة العصرية.

٭ أول امرأة

التحية لماري كوري وهي تساند زوجها في مجال النشاط الإشعاعي الطبيعي وغيرها من الرائدات.. ولكن تبقى أن يصبح معروفاً لكل أول امرأة في كل مجال.. والتحية للأمهات فوالدة كل واحد منا هي أول امرأة في حياته تهبه الغذاء والروح والصرخة الأولى ومبدأ الحياة.. فالتحية للمرأة الأولى أمنا حواء.. ونستعيذ من المرأة الأولى في الشر والرذيلة والجريمة «هداها الله».. المهم أن هناك دائماً امرأة مبادرة مقدامة.

٭ آخر الكلام:-

أسعد دائماً عندما أعرف أن هناك امرأة بذت ظرفها وكسرت طوقه وقفزت رغم الكم الهائل من المثبطات لتقول «أنا هنا» أو «إنه صوتي أنا».. فدائماً لا يتأتى ذلك إلا لذوات العزم والإرادة.. فلتحيا ختمة حسن الملك..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]